دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول حياة وأعمال الكاتبة والروائية الجزائرية، آسيا جبار، الذي تحتضنه جامعة مولود معمري بتيزي وزو على مدار ثلاثة أيام كاملة، إلى ضرورة استحداث هيئة عليا لإدخال أعمال هذه الأدبية العالمية في المقررات التربوية وعبر الجامعات الجزائرية، خصوصا أنها أول عربية وخامس امرأة اقتحمت الاكاديمية الفرنسية منذ 2005. وكان هذا الملتقى الثامن الذي حمل شعار ”الكتابة عند آسيا جبار”، والمنظم من طرف كلية الأدب واللغات بجامعة تيزي وزو بالتعاون مع ”نادي أصدقاء آسيا جبار” الكائن مقره بفرنسا، قد عرف مشاركة مميزة لضيوف من الخارج القادمين من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا واليابان وكالدونيا الجديدة وجيبوتي وتونس، والذين أسهبوا في مناقشة أعمال آسيا جبار، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء، من مواليد 30 جوان 1936م بشرشال. وقد ارتكزت غالبية المحاضرات على مواضيع الهوية والمنفى والذاكرة والتاريخ، وترجمة مؤلفات الكاتبة واللغة الفرنسية التي كانت قد طغت على أعمالها قبل أن يتم ترجمتها إلى لغات أخرى، لاسيما إلى العربية والانجليزية. كما طرح هؤلاء قضية تعطش آسيا جبار لرواية مغاربية جديدة حاولت أن تجسدها كإرث حضاري للمفكريين الجزائريين بغية التشبث بالمقومات والهوية الحقيقية للشعب الجزائري، معرجين في سياق متصل على الإبداع في العمل السينمائي الذي عرفت به بعدما تجاوزت العالمية في مجال الرواية والسردية، وهي التي قامت بإخراج فيلم مطول بعنوان ”نوبة نساء جبل شنوة” الذي يقابل مدينة شرشال مسقط رأسها. كما أن هذا الفيلم حمل في طياته تصريحات وشهادات يومية لنساء المنطقة في تعاطيهن مع الرجال والدين والتقاليد، وقد نال الفيلم في 1997 جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية السينمائي. كما أنها المراة الأولى التي نالت في ألمانيا جائزة السلام. ويعتزم ”نادي أصدقاء آسيا جبار”، حسب تصريحات القائمين عليه في اليوم ما قبل الأخير من الملتقى، تنظيم في فيفري المقبل ندوة دولية بجامعة الجزائر حول مؤلفة ”القبرات الساذجات” بمشاركة باحثين من جامعات الجزائر والخارج بغية تبادل الأفكار حول المواضيع التي تناولتها الكاتبة في مختلف مؤلفاتها.