دعا المشاركون في القمة التي نظمها المخبر الألماني»بوهرنجر إنجلهايم« بمدينة دبي نهاية الأسبوع الفارط حول صناعة الأدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى إعادة النظر في سياسات تسعير الدواء وعمليات تسجيل الأدوية، خاصة المستورد منه، كما شرح اللقاء الواقع الصحي لبعض دول المنطقة وفي مقدمتها الجزائر التي بلغ حجم سوق الدواء فيها 1,3 مليار دولار مع نمو مقدر ب 20 بالمائة سنويا. أطلق مخبر الدواء »بوهرنجر إنجلهايم« ورقة عمل حول قطاع الدّواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: تحدّيات وتوصيات، حيث تشير الدراسة إلى تقدّم بيئة الأعمال لقطاع الدواء وتحدّياتها في كل من الجزائر، مصر، لبنان، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويكمن الهدف الأساسي من هذه الورقة في تأمين بحث مستقلّ للقطاع على المستوى الإقليمي ورفع الوعي حول تحدّيات نمو سوق الأدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأنماطه بالإضافة إلى معوقاته. وفي هذا السياق تؤكد الدراسة أن السعودية تشكّل أوسع سوق، إذ تصل حصّتها في سوق قطاع الدواء في الخليج إلى 4,59 بالمائة، فيما يُغطّي قطاع الدواء بمصر 30 بالمئة من حاجة سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويُغطّي 90 بالمئة من الاستهلاك المحلّي لهذه الدولة. وتُقدّر السوق الجزائرية ب 1,3 مليار دولار، مقسّمة بين السوق الخاصّة والمناقصات العامّة، مع معدّل نمو يبلغ 20 بالمئة سنويًّا. وتعالج ورقة العمل الحالة الراهنة، فرص قطاع الدواء وتحدّياته وإلى الاحتياجات الحالية للحكومة، وتحلّل الثغرات في قطاع الدواء، وأثر نظام التسعير على الحصول على الدواء، وتعطينا لمحة عن الإصلاحات المستقبلية لنظام الرعاية الصحّية؛ كما تقدّم توصيات لقطاع الدواء للمستقبل القريب. وبالنسبة للجزائر، تؤكد الدراسة أنها تملك مقارنة مع الدول متوسطة الدخل في المنطقة، أعلى نسبة من الإنفاق على الصحة قيمتها 85,83 بالمائة، كما أن الإنفاق على الأدوية ارتفع من 3 مليار دولار سنة 2011 إلى 19,3 مليار دولار سنة ,2012 في حين ارتفع نفقات الصحة من 28,7 مليار سنة 2011 إلى 81,7 مليار سنة .2012 وهناك 4 أسواق مهمة في إفريقيا وتشكل أكثر من نصف مبيعات الأدوية لسنة 2011 وهي جنوب إفريقيا، مصر، الجزائر والمغرب، وقد صنفت الجزائر في المرتبة 14 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث جاذبية سوق الدواء من بين 30 دولة شملتها الدراسة في المنطقة. كما بلغ حجم سوق الدواء في الجزائر 1,3 مليار دولار مع نسبة نمو بلغت 20 بالمائة سنويا ويشكل سوق المناقصات سوقا هائلا تهمين عليه الصيدلية المركزية للمستشفيات، أما عن واردات الجزائر فقد بلغت 8,1 مليار دولار سنويا، أي 70 بالمائة من الاستهلاك السنوي للجزائر. وتعتبر صيدال أكبر المصنعين المحليين بالجزائر، كما توجد فروع لإنتاج الأدوية الجنيسة وهي السياسة التي تشجعها الحكومة الجزائرية، فيما تبقى نقطا الضعف مرتبطة أساسا بالاعتماد على الاستيراد وغيبا الشفافية في آليات المناقصات. وفي هذا الصدد أشار كريم العلوي، الرئيس التنفيذي لدى مخبر »بوهرنجر إنجلهايم« عن منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، في تعليق على إطلاق ورقة العمل، إلى أن قطاع الدواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعرف نموا مستمرا يتوافق مع النمط العام للمنطقة. وعليه فقد دعا المشاركون في هذا الملتقى إلى إعادة النظر في سياسات تسعير الدواء وعمليات تسجيل الأدوية، خاصة المستورد منه، لما في ذلك من أثر على ولوجه إلى السوق. وأشارت الدراسة إلى حاجة حكومات المنطقة العمل على التوفيق بين حماية مصالح الصانعين المحلّيين، والمورّدين الأجانب، والموزّعين، والمرضى، كما أظهرت كيف أنّ الأسواق في المنطقة تزداد صعوبة.