نجح المخرج الفرنكو جزائري رشيد بوشارب في تقديم فيلما في مستوى الأعمال التي تعودنا على مشاهدتها في السينما الأمريكية و التي تسلط الضوء على ما يحدث في الحدود المكسيكية الأمريكية و واقع صدام الحضارات والمتاعب التي قد يتعرض لها الشخص من ضغوطات خارجية ولعل أحرجها التميز العنصري الذي يعاني منه المهاجرين إلى بلد العم سام ،ومن خلال فيلمه الجديد '' طريق العدو'' و بفضل براعة الممثلين فورست وايتكر،بريندا بليين ،هارفي كيتل و آخرون قد يتوج صاحب ''خارجون عن القانون'' بجائزة الدب الذهبي في برلين السينمائي في دورته الرابعة و الستون. يتحدث الفيلم عن مواطن أفرو أمريكي يدعى ويليام غارنيت »فورست وايتكر«قضى 18 سنة في السجن، خلال هذه المدة يقرر اعتناق الإسلام وبعد انقضاء فترة سجنه يسعى لإيجاد معنى أخر لحياته وبناءها على أسس صحيحة وكذا إيجاد طريق جديد يسلكه بعيدا عن ماضيه الذي يبقى يلاحقه كملاحقة الشريف بيل أجاتي »هارفي كيتل« المتمسك بفكرة أن ويليام مجرم ميؤوس من حاله ولا بد أن يقضي بقية حياته في السجن نظرا للجرائم التي ارتكبها سابقا ومن هنا يبدأ الصراع، ومع ذلك يسعى البطل من جهته بعد إسلامه أن يندمج في مجتمعه رغم الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجهه في تلك المرحلة، حيث يجد عملا في مزرعة » رانتش« أين يقوم بالاعتناء بالبقر لكن طالما تلاحقه المتاعب من عمدة المحافظة التي يقطن فيها والذي لم ينس له جريمة قتل صديقه و رفيق دربه في العمل وهو ما كلفه الطرد من الشغل وهذا لم يكن في صالحهن حيث فرج عنه من السجن بطريقة الإفراج المشروط ، لكن هذا لم يفشله في محاولة أخرى للبحث عن العمل، حيث تعرف عن إحدى المهاجرات المكسيكية » دولوريس هيريديا« ووقع في حبها ، وانتقل إلى العيش في بيتها ليجد بعدها عملا آخر ولكن هذه المرة كمنظف للسيارات . ولكن وليام لم يكن محظوظا سرعان ما تلاحقه المشاكل في كل لحظة من حياته رغم مساعدة ضابطة الإفراج المشروط بريندا بليثين له، حيث المشكل الأكبر يأتيه هذه المرة من صديقه الذي أدى دوره لويس غوزمان ، حيث يطلب منه العمل معه في الهجرة غير الشرعية في الحدودالمكسيكية الأمريكية و هو ما يرفضه وليام الذي يريد حياة بدون مشاكل لتكون النهاية مأساوية، ورغم قوة شخصيته إلا انه يقرر ارتكاب جريمة أخرى هذه المرة في حق صديقه وفي حق الباطل الذي كان يطارده. هذا وقد تم تصوير أحداث الفيلم في البداية بالسجن لتنتقل بعدها كاميرا المخرج إلى الحدود المكسيكية لرصد تطورات القصة، أين حملتنا الكاميرا إلى طبيعة خلابة رغم مأساوية الأحداث . يذكر أن »طريق العدو» هو الفيلم العاشر في المسار المهني لبوشارب، اشتركت في إنتاجه الجزائر، فرنسا، بلجيكا والولايات المتحدةالأمريكية، وتعاون على كتابته كل من أوليفي لورال والروائي الجزائري ياسمينة خضرا وكذا رشيد بوشارب . وسيعرض الفيلم على الجمهور العريض في الجزائر و أوروبا في السادس ماي المقبل.