بالقرب من بلدية سيدي الشحمي بولاية وهران وعلى بعض كيلومترات فقط يقع حي النجمة بمنطقة شطيبو التي يتخبط سكانها في جملة من المشاكل حولت حياتهم إلى جحيم، نظرا لافتقار المنطقة لأبسط ضروريات الحياة في مقدمتها اهتراء الطرقات انعدام الأمن، الاعتداءات المتكررة وغيرها مما أدخلها في دائرة من العزلة والتهميش وسط صمت تام للمسؤولين المعنيين. وقفت »صوت الأحرار« خلال زيارتها للمنطقة على وضع كارثي، والتي تحصي أزيد من 125 ألف نسمة، بعد أن تراكمت المشاكل لدرجة أنه يصعب علينها تحديد أيها أهم أو أكثر أولية. وفي هذا الصدد أكد العديد ممن التقينا بهم أن التهيئة الحضرية وكذا مد الطرق وتعبيدها يعتبران بالنسبة لهم أمرا ثانويا ورفاهية لا يحلمون بهما في ظل معاناتهم من مشاكل أهم وأخطر بكثير من قضية تعبيد المسالك الترابية الموجودة، بالرغم أنها خصصت لها ميزانية فاقت عتبة 164 مليار سنتيم إلى أن الزائر لذات البلدية يندهش من قمة الإهتراءات والمشاكل. مشاهد مؤسفة تزين المنطقة ولا يمكن لزائر إغماض عينيه عن صورة المياه القذرة التي تحتل مساحات مهمة من ممرات السكان والمسالك التي يعبروها، حيث أن التسربات العديدة على مستوى قنوات الصرف الصحي أصبحت أمرا عاديا ومألوفا جدا، رغم خطورة ذلك وما تسببه من تهديد لسلامة السكان لاسيما في فصل الصيف، أين تساهم الحرارة بشكل كبير في انتشار الروائح الكريهة وتزايد الحشرات وحتى الجرذان التي تسبب تفشي الأمراض الجلدية، دون الحديث عن تلويث المحيط و آثاره السلبية بعد أن سبب عدة أمراض للأطفال مؤخرا، وإذا كان الأمر لا يحتمل في فصل الصيف فإن فصل الشتاء كذلك يمثل منظرا لا يقل قذارة عن سابقه مع تهاطل الأمطار التي تشكل مستنقعات مختلطة بمياه الصرف يجبر السكان أحيانا على عبورها. الظلام الدامس والكلاب الضالة والمزابل ديكور يومي كما يشتكي السكان من غياب الإنارة العمومية التي من شأنها أن توفر بعض الأمن -حسبهم-، حيث أن الظلام يحل سريعا بالمنطقة ويجبر الشباب وغيرهم على دخول منازلهم إذا ما أرادوا الحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم، نظرا لاستغلال هذا الظرف من طرف اللصوص والمدمنين والمنحرفين على حد سواء، فيما يطالب الجميع بحملات النظافة للتخلص من المزابل الفوضوية التي تنتشر كالفطريات، مسببة انتشار الكلاب الضالة واتخاذها مكانا المأوى، مما يشكل خطرا على السكان لاسيما الأطفال منهم. وعلى صعيد آخر فإن غياب وسائل النقل صعب من مهمة تنقل التلاميذ لمؤسساتهم التعليمية، أين يضطر تلاميذ الطور المتوسط والثانوي للمشي لمسافات طويلة لأجل الالتحاق بقاعة الدراسة وهو ما أثر سلبا على التحصيل العلمي للجميع دون استثناء لاسيما أن أقرب المؤسسات التعليمية تقع بأحياء ليست قريبة جدا. كما طرح شباب المنطقة مشكل عدم استفادتهم من مناصب شغل تعطى لبلدية سيدي الشحمي تجنبهم مخالب البطالة والانحراف، خاصة في ظل افتقار بلديتهم لأبسط الهياكل التي من شأنها أن تهون عليهم معاناتهم اليومية القاسية في ظل نقص المرافق الترفيهية والرياضية على غرار دور الشباب والملاعب، الأمر الذي يؤثر سلبا على حياة هؤلاء الشباب البائس. هذه الوضعية دفعت بالعديد منهم للوقوع في أحضان عالم المخدرات و السموم والإنحراف هروبا من واقع مرير وقاس. للإشارة قام مؤخرا أزيد من 50 شخصا من سكان 500 مسكن بحي النجمة ببلدية سيدي الشحمي بوقفة احتجاجية تنديدا بمحاولة الاستحواذ على الملعب الوحيد لذات الحي من قبل أحد المقاولين من أجل بناء عمارة ما أثار سخط الشباب ووصل بهم الأمر إلى تنظيم اعتصام أمام مقر الولاية في محاولة منهم لتصعيد الأمر والاستفسار عن جدوى الرخصة المسلمة للمقاول.