اعتبر السيد عمار تو وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن حل مشكل سوء التنظيم الذي تعاني منه الاستعجالات الطبية يكون بإنشاء هياكل أخرى على مستوى الطرق الكبيرة التي تشهد حوادث المرور وكذا خارج المستشفيات الكبيرة التي تعاني من الاكتظاظ. وإذ أشار الوزير إلى أن مشكل الاستعجالات تبقى من النقاط السوداء، فقد أوضح أن هذا المشكل من الصعب جدا التحكم فيه لعدم معرفة نوعية المرض، مطمئنا بحله من خلال الربط بشبكة الانترانيت في إطار تسيير المواعيد الطبية وتوجيه المرضى . وبالنسبة للعيادات الخاصة التي تم غلقها، أكد السيد تو أن "هذه العيادات سجلت بها انحرافات مثل غياب سجلات المرضى والاختصاصيين وغرف العمليات لاتستجيب للقوانين، كما أن أسماء الأطباء الذين يقومون بالعمليات غير معروفين في العديد من هذه العيادات" . وقال السيد تو أن "الوزارة تطبق على العيادات الخاصة نفس العقوبات التي تطبق على القطاع العام في حالة عدم احترام القوانين حيث تم غلق العيادات الخاصة لمدة محدودة في انتظار إصلاح أصحابها النقائص التي تم تسجيلها" . وقال وزير الصحة"لابد من تشجيع الاستثمار في القطاع الخاص"، مشيرا إلى انه لايمثل في الوقت الحالي إلا نسبة 6 بالمائة من مجموع الهياكل الصحية بالجزائر أي 3000 سرير في حين يبلغ عدد الأسرة بالقطاع العام 62 ألف سرير. ومن حيث العمليات الجراحية، أكد وزير الصحة بأن القطاع العام ضمن بنسبة 90 بالمائة من العمليات (574 عملية خلال سنة 2007). ويرى المسؤول بأن القطاع الخاص سيصل خلال السنوات المقبلة إلى 30 بالمائة ولكن لن يكون كله مدفوع الثمن وإنما سيكون جزء منه مستشفيات خيرية. وفيما يتعلق باستدراك النقص الذي كانت تعاني منه مناطق الهضاب وولايات الجنوب أوضح السيد تو أن إيليزي وبشار وتندوف من بين الولايات التي استفادت من الأطباء الأخصائيين، مؤكدا بان نسبة 60 بالمائة من الأطباء الذين تم تحويلهم إلى هذه المناطق سيستقرون بها لأن الدولة وفرت لهم كل الشروط الضرورية. وردا عن سؤال حول حماية مواطني بعض الولايات التي تعاني لسعات العقارب، قال السيد تو أن المشكل ليس مشكل وزارة الصحة لوحدها بل عدة قطاعات مشتركة وأن المسؤولية الأولى تعود إلى المواطن الذي لايحترم قواعد النظافة. وفيما يخص جمع العقارب من طرف المواطنين اعتبر الوزير أن هذا ليس كافيا بل الوزارة فتحت 19 ملحقة لمعهد باستور في إطار برنامج الهضاب العليا من أجل التدخل السريع محليا وإنشاء مراكز أخرى ثابتة ضمن هذه الملحقات من عين الصفراء إلى بسكرة وهي المناطق التي تنتشر بها العقارب . أما بالنسبة للهياكل الصحية التي استفادت من تجهيزات طبية عصرية ولم تجد من يسيرها من اختصاصيين، قال وزير الصحة أن وزارة التعليم العالي تكون كل سنة 45 طبيبا في مجال قراءة الصورة ونظرا للنقص في الميدان فإن المهمة في الوقت الحالي تسند إلى الطبيب العام في انتظار تخرج المختصين . وردا عن انشغالات احد مواطني سكان الجنوب الذي أثار مشكل وفيات الحوامل لبعد المسافات أو قلة الهياكل الصحية، قال السيد تو أن هياكل جديدة في طريق الانجاز لاستدراك النقص المسجل، مذكرا بان الجزائر سجلت تقدما كبيرا في مجال تخفيض وفيات الحوامل والأطفال دون سن الخامسة. وعرج السيد تو على عدة نقاط هامة أخرى مثل التكوين وصيانة التجهيزات التي أكد أنها أصبحت مضمونة بفضل تواجد الشركات الأجنبية المنتجة لها بالجزائر ولامركزية العلاج وتقريب الصحة من المواطن عبر هياكل صحية جديدة في إطار الخريطة الصحية . وأشار السيد تو بالمناسبة إلى المجهودات التي بذلتها الدولة خلال السنوات الأخيرة لتحسين صحة المريض، كما حيا مجهودات السلك الطبي وشبه الطبي وكل الفاعلين في القطاع رغم النقائص التي لازال يعاني منها القطاع معترفا بان الإصلاح ما هو "إلا في بدايته" .