تقع مدينة المحمدية شمال معسكر بمحاذاة غابة فرقوق على بعد ,43 وقد سميت بمدينة الحمضيات كونها تشتهر بإنتاج مختلف أنواع البرتقال الذي تغطي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والذي كان يتم تصديره إلى دول أجنبية قبل أن يتراجع إنتاجه مع نقص مياه السقي خاصة مع توحل سد فرقوق الذي يعد الممون الرئيسي لسهل هبرة بالمنطقة. الحديث عن انخفاض سعر البرتقال دون 35 دج وتحفيز منتجيه لتسويقه خارج إقليم ولاية معسكر يبقى ضرفيا إلى غاية نهاية آجال حملة الجني التي قد تستمر إلى منتصف شهر مارس المقبل. ولأن ما استبشرت له شريحة الفلاحين يبقى متوقفا على مدى تجاوب السلطات الوصية مع انشغالاتهم التي لم تشد عن إجماع المطالبة بتحقيق الأمن المائي بتقلص مصادر مخزونه كسلبية عمرت طويلا دون اعتبار لحالات الإسراف التي سجلتها الجمعيات المهنية بعد قيام الوكالة الوطنية للسدود بصرف نحو 5 ملايين متر مكعب من المياه نحو البحر اجتازت حوض سد فرقوق »المنكوب« تزامنا مع تهاطلات الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية لاستحالة تجميعه لأقل من 900 ألف متر مكعب من المياه . وتبعا لذلك فإن إنتاج الحوامض انخفض بأكثر من 60 مما كان يتم إنتاجه سابقا، حيث لا تتجاوز كميات الإنتاج 450 ألف قنطار، بعدما كانت الكمية التي ينتجها محيط هبرة في الستينيات من القرن الماضي مليون قنطار من الحوامض والتي اجتاحت دول أوروبا الشرقية منتصف السبعينيات والخضروات خاصة مادة القرناع، التي عرفت بها منطقة مقطع دوز، حيث كانت تصدر إلى العديد من الدول الأوربية. كما أن نسبة كبيرة من الأراضي الفلاحية أصبحت بورا و لم تعد صالحة للفلاحة، بسبب نقص المياه كما أن هناك العشرات من الفلاحين اضطروا إلى تغيير نشاطهم بدلا من غرس أشجار الحوامض، استبدلوها بأشجار الزيتون كونها لا تحتاج إلى كميات المياه التي تحتاجها أشجار الحوامض. وتعاظمت أسباب تقلص مساحات إنتاج الحوامض بأسباب أهمها الجفاف ونقص مياه السقي، وغياب التشجير في أحواض السدود. إضافة إلى أن محيط هبرة خلال التسعينيات لم ينل أي حصة للسقي بعد توحل السدود التي لم تستطع أن تستوعب كمية الأمطار المتساقطة في فصل الشتاء لصرفها نحو محيط هبرة الذي ينشط به حوالي 4500 آلاف فلاح منهم 2400 مسجلون في الديوان الوطني للسقي، في حين عاد نحو 3000 فلاح إلى النشاط الفلاحي بعد انقطاع دام نحو 15 سنة أو مايزيد بدليل انتعاش تجارة المشاتل التي حققت قفزة غير نوعية وتمكن أصحابها من تسويق نحو 5000 مشتلة يوميا خلال الشهرين الماضيين. وقد استحسن رئيس جمعية مستغلي مياه السقي الكمية التي تم تقديمها هذه السنة لفلاحي محيط هبرة، حيث بلغت 25مليون متر مكعب بمعدل 4 دورات في السنة، الأمر الذي يساعد كثيرا في رفع إنتاج الحوامض بمعدل100كلغ في الشجرة الواحدة، حيث أن نسبة الإنتاج تتماشى مع دورات السقي الممنوحة للفلاحين ، حيث أن إنتاج الشجرة الواحدة السنة الماضية لم يتجاوز 40 كلغ بعد أن تم منحهم دورتين للسقي. هذا وبقى أمل فلاحي سهل هبرة قائما في إعادة تشجير كل المساحات التي أتلفت بفعل الجفاف خاصة بعد المشاريع التي تم تسطيرها في مجال الري وإعادة هيكلة المحيط المسقي.