كشف رئيس جمعية مستعملي مياه السقي لمحيط الهبرة بالمحمدية، بولاية معسكر، أن إنتاج الحوامض انخفض بأكثر من 60 بالمائة مما كان يتم إنتاجه سابقا، حيث لا تتجاوز كميات الإنتاج 450 ألف قنطار بعدما كانت الكمية التي ينتجها محيط الهبرة في الستينيات مليون قنطارا من الحوامض والخضروات، خاصة مادة القرناع التي عرفت بها منطقة مقطع دوز، حيث كانت تصدر إلى كافة بلدان أوربا وأستراليا وروسيا. وقال رئيس جمعية مستعملي المياه، باشيك عزيز، إن نسبة كبيرة من الأراضي الفلاحية أصبحت بورا ولم تعد صالحة للفلاحة بسبب نقص المياه، فضلا عن أن هناك العشرات من الفلاحين اضطروا لتغيير نشاطهم بدلا من غرس أشجار الحوامض استبدلوها بأشجار الزيتون نظرا لكونها لا تحتاج لكميات المياه التي تحتاجها أشجار الحوامض. كما تقلصت الأراضي الفلاحية إلى 5700 هكتار، حيث كانت في التسعينيات تتجاوز 10 آلاف هكتار، مرجعا أسباب تقلص مساحات إنتاج الحوامض إلى عدة أسباب أهمها الجفاف، ونقص مياه السقي وغياب التشجير في أحواض السدود، مشيرا إلى أن محيط هبرة خلال التسعينيات لم ينل أي حصة للسقي بعد توحل السدود التي لم تستطع أن تستوعب كمية الأمطار المتساقطة في فصل الشتاء. محيط هبرة ينشط به حوالي 4 آلاف فلاح 2400 منهم مسجلون في الديوان الوطني للسقي وصرف المياه، يشتكون أيضا من مشكل صعود الملوحة. وأشار ذات المتحدث إلى أهم العوامل التي أدت إلى تقلص المساحة المزروعة بمحيط هبرة، جشع بعض الفلاحين لانتهازهم فرصة قلع الأشجار نتيجة التعويضات المقدمة لهم مقابلها، مشيرا إلى ضرورة حضور لجنة مختصة أثناء عمليات القلع، مستحسنا الكمية التي تم تقديمها هذه السنة لفلاحي محيط الهبرة والتي بلغت 20 مليون متر مكعب بمعدل 3 دورات في السنة، الأمر الذي يساعد كثيرا في رفع إنتاج الحوامض بمعدل 80 كلغ في الشجرة الواحدة، خاصة أن نسبة الإنتاج تتماشى مع دورات السقي الممنوحة للفلاحين. وأضاف ذات المتحدث أن إنتاج الشجرة الواحدة للسنة الماضية لم يتجاوز ال 40 كيلوغراما بعد أن تم منحهم دورتين للسقي، مؤكدا أن متوسط السقي هو أربع دورات لضمان إنتاج وفير، أي ما يعادل 6 ملايين متر مكعب في كل دورة، مضيفا أن الفلاحين كلهم على أمل إعادة تشجير كل المساحات التي أتلفت بفعل الجفاف، خاصة بعد إثراء مشروع القنوات الأرضية وإعادة هيكلة المحيط المسقي ورفع مساحته إلى 10 آلاف هكتار، مع سلت سد بوحنيفية وتسجيل دراسة سد الوديان الثلاثة، حسب تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، والذي يسع ل 86 مليون متر مكعب. وعليه يطالب فلاحو المنطقة بتنقية سد فرقوق من الأوحال بعد أن صرفت عليه 94 مليار سنتيم دون جدوى، والإبقاء على آلة سلت بالولاية وهذا نظرا لطبيعة الأحواض الطينية لسدود الولاية، خصوصا أن عمليات السلت تكلف أكثر من إنجاز سد من جديد، خاصة أن توحل سدود الولاية أهدر كميات معتبرة من مياه الأمطار خلال السنوات الماضية ذهبت نحو البحر، فاقت مائتي مليون متر مكعب دون استغلالها في المجال الفلاحي.