انتقد النائب البرلماني السابق والناشط السياسي عدة فلاحي، تصريحات النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي، وتشكيكه في مصداقية الرئاسيات المقبلة، واعتبر فلاحي أن تطاول عريبي على رموز مؤسسات الدولة »يجعل الحصانة البرلمانية تسقط عنه مما قد يجعله عرضة للمتابعة القضائية«. بصفتك محسوبا على التيار الإسلامي، كيف تقيم موقف الأحزاب السياسية من الرئاسيات المقبلة؟ ما يمكن قوله أن الطبقة السياسية عامة عاشت مرحلة من التيه السياسي وعدم القدرة على التحليل والتنبؤ بالمستقبل، لدرجة أنه في داخل بعض التنظيمات السياسية، نجد الآراء متضاربة والمواقف متضادة، مما يعني أن الطبقة السياسية في الجزائر، رغم عشريتين من التعددية السياسية والحزبية، لم تتدرب بعد على الفعل الديمقراطي، وإتقان عملية (فن الممكن)، ويمكن القول أن التيار الإسلامي يأتي في آخر سلم هذه الطبقة، فرغم إيمانه بالمشروع الواحد وبرسالة الإصلاح، إلا أنه شهد تفككا داخليا وانقساما حادا إلى درجة التصادم وعدم القدرة على الخروج بفارس يمثل هذا التيار، وهم في هذا الموقف السياسي، كثيرا ما يتذرعون بقاعدة »الاختلاف رحمة« ولكن الحقيقة هي غير ذلك، بل إن الاختلاف هو نتيجة الحسابات الشخصية والمصالح الحزبية، التي يجدون لها كل مرة المخارج الفقهية، خوفا من ردة فعل المجتمع، الذي كشف مع مرور الوقت زيف خطابهم بل وتناقضه مع أفعالهم. كنت تنتمي إلى حركة النهضة ثم حركة الإصلاح، ما رأيك في دعوة الشيخ عبد الله جاب الله لمقاطعة الرئاسيات؟ يمكن التعليق على هذا القرار بمقولة »مرغم أخاك لا بطل«، فحالة التراجع والانكماش التي يعاني منها جاب الله، طوال مشواره السياسي خلقت له فوبيا الخوف من الإنهزامات والانكسارات، وقد عبر صراحة في ندوته الأخيرة التي دعا فيها إلى مقاطعة الرئاسيات »لقد تعبت من تلقي الصفعات«، وبالتالي فلا يمكن لجاب الله وهو في حالة الضعف والهرم السياسي أن يغامر مرة أخرى بدخول الرئاسيات وقد سبق له أن لدغ من جحره مرتين، وإذا كان جاب الله يعترض على الدولة استخدام المساجد في الاستحقاقات المقبلة، فهو من جانبه لا يتردد، كما عودنا دائما، في استخدام النص الديني والفتوى ليدعم مواقفه، ففي آخر تصريح له يقول: »إننا بدعوتنا للمقاطعة، إنما نبغي مرضاة الله«، وكأن الذين يذهبون عكس ذلك هم يعملون على غضب الله، وهذا استخدام مفرط للدين، كان يجب تجاوزه إذا كان جاب الله فعلا يريد إقامة دولة مدنية. لكن هناك بعض قيادات جبهة العدالة والتنمية من يدعو إلى المشاركة وحتى الرهان على مساندة مرشحين آخرين ثم المقاطعة، مثل البرلماني حسن عريبي؟ رغم القرار الرسمي الذي خرجت به تشكيلة جاب الله، وهو حر في موقفه بشرط احترام قوانين الجمهورية وعدم الانسياق وراء حراك الفوضى، إلا أن بعض الكوادر التابعة له وحتى على مستوى البرلمان، تعلن عبر وسائل الإعلام بأنها مع المشاركة وهذا من خلال عرضها لمساندة أحد المترشحين لرئاسيات أفريل ,2014 مما يعني أن الانسجام والاتفاق أو الاجتماع داخل بيت جاب الله غير متوفر، ومثل هؤلاء يمكن القول أنهم ميكيافيليون ولا تهمهم قرارات الحزب. وهذا يصدق كمثال على البرلماني حسن عريبي الذي لم يكن في يوم من الأيام وفيا لشيخه جاب الله بالمعنى السياسي والأخلاقي، وإنما يمكن القول أن المصلحة المشركة هي التي جمعت بينهما، ولكن بالتأكيد ليست المصلحة التي تخدم الإسلام والدولة والمجتمع. ¯¯ ما هي قراءتكم لتصريحات النائب حسن عريبي المتسمة بالتطرف والمغالاة ضد رموز مؤسسات الدولة؟ لا يمكن تصنيف ما يدلي به البرلماني حسن عريبي عبر وسائل الإعلام على أساس أنها تصريحات بقدر ما تدخل في لغو الحديث، الذي لا يقوم لا على أساس ثقافة الدولة، ولا على المرجعية الإسلامية التي يدعي الانتماء إليها، فتوزيع الاتهامات والشتائم لرموز مؤسسات الدولة، تجعل الحصانة البرلمانية تسقط عنه مما قد يجعله عرضة للمتابعة القضائية، وهذا نتيجة الجرم المعنوي واللفظي الذي استخدمه في عدة مناسبات وفي عدة مرات ضد مؤسسة الرئاسة والجيش، ولكن ليس بمستغرب أن تصدر مثل هذه القذائف المحرمة، من شخص لا يتمتع بمؤهلات دراسية وثقافية، بعيد كل البعد عن مجالسة النخب السياسية والثقافية، وقريب كل القرب من الدهماء وصعاليك السياسة، الذين يجب الحجر عليهم وتطهير البلاد من التلوث الذي يحدثونه بحماقاتهم التي لم تعد خافية على أحد.