بدأت دائرة الأحزاب الإسلامية المقاطعة للرئاسيات تتسع رغم ترقب مشاركة بعضها، لكن دخول عبد الله جاب الله خط المقاطعة إلى جانب حمس يكون قد زاد من ثقل المقاطعين للرئاسيات داخل التيار الإسلامي. وبخلال ذلك فإن جبهة الجزائر الجديدة ترى أن الصراع الدائر بشأن الرئاسيات أدى إلى تجاوز هذا الطرح الخاص بمشاركة الإسلاميين من عدمه، بينما ترى جبهة التغيير أن الأمل لايزال قائما بشأن الذهاب بمرشح توافقي بين كافة التيارات ينهي الوضع القائم حاليا. حسمت حركة مجتمع السلم في مستقبل مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في السابع عشر أفريل القادم بقرار المقاطعة، وهو القرار الذي أعلن عنه عبد الله جاب الله ليدخل قطبين بارزين من أقطاب التيار الإسلامي خط المقاطعة التي تعني غياب قاعدة عريضة عن الاستحقاق الرئاسي بخلاف باقي الاستحقاقات الماضية التي شارك فيها التيار الإسلامي بشكل لافت بطريقة أو بأخرى، أي إما بالموالاة أو المنافسة. لكن من الواضح جدا أن مواقف رموز التيارات الإسلامي في الجزائر مازالت متباينة بشأن موقعها في الرئاسيات المقبلة. وبالنسبة لرئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام في تصريح ل«البلاد"، فإن النقاش اليوم لم يعد يتعلق بالمشاركة أو المقاطعة، بحيث إن الظرف المستجد وحالة الغموض والارتباك هذه الحالة انسحبت على كافة التيارات. ويرى بن عبد السلام أن الساحة السياسية تكاد تتوزع بين الأحزاب القديمة أي تلك التي انبثقت عن دستور فيفري 89، التي يتكتل بعضها في جبهة المقاطعة والأحزاب الجديدة التي تقودها قاطرة الموالاة، موضحا أن حدة النقاش الدائر أدى اليوم إلى تجاوز قضية مشاركة الإسلاميين من عدمها لينسحب الوضع على كافة التشكيلات السياسية. أما عبد المجيد مناصرة وفي تصريح ل«البلاد" فيرى أن جبهة التغيير ستعلن موقفها النهائي الأسبوع القادم خلال اجتماع مجلس الشورى. وإلى حين ذلك يقول مناصرة إن جبهته مازالت متمسكة باقتراح المرشح التوافقي وهذا ما يسمح برأي المتحد من التوصل إلى حل الأزمة وإحداث التغيير المطلوب الذي لا يمكن أن يحدث بالأحادية، مضيفا أنه طالب بضرورة توفير الظروف السياسية المواتية والشفافة لإجراء الرئاسيات المقبلة إذن .. من الواضح أن الرؤية السياسية للتيار الإسلامي متجزّئة أو متناقضة في بعض الأحيان لكنها تحمل في طياتها لغة الشك في النوايا الحقيقية للسلطة، وقد نرى مشاركة حزب أو حزبين من التيار الإسلامي في الرئاسيات لكن بشكوك وحذر من كل ما تحضّر له السلطة من إجراءات لا يبدو أنها ستنال رضا شركائها والمشاركين في عرسها الانتخابي. لقد أربكت حدة النقاش الدائر منذ أسابيع حول الرئاسيات الطبقة السياسية في بلادنا، وأدت إلى بروز تخوفات موضوعية رسمت معالم غامضة غير واضحة، وبرزت التخوفات من ثقل التصريحات والأطراف التي شاركت فيها كون معظمها من الدائرة المقربة إما للسلطة أو النظام، وهذا ما زاد من تلك التخوفات ومدى تأثير تداعيات الخلافات التي برزت مؤخرا على الوضع العام للبلاد سياسيا وأمنيا.