نظمت جمعية الطفل المبتسم بالقرارة الخاصة بالمهرج مع بداية هذا الأسبوع قافلة تضامنية نحو قصري غرداية وآل مليكة اللتين شهدتا أعمال العنف التي ألمت بولاية غرداية مؤخرا، القافلة تحت شعار »من أجل إسعاد طفولة بريئة« كانت موجهة أساسا إلى أطفال أسر الضحايا لأجل إعادة البسمة إليهم ومحو آثار الرعب من مخيلتهم والتخفيف عن معاناتهم النفسيّة، إضافة إلى تشجيع الأطفال للعودة إلى جو الدراسة. وكانت هذه القافلة محملة معها بأمانة من قبل أطفال القرارة متمثلة في هدايا وقصص وألعاب وأدوات مدرسية وكتب المنهاج الدراسي قسمت إلى ألف كوطة، لفائدة أقرانهم كعربون وفاء وإشعارهم بأنه هناك من يشعر بآلامهم ويقف معهم في محنتهم، فكانت الوجهة الأولى للقافلة نحو قصر غرداية أين نشطت هناك الحفل الأول الذي تميز بحضور رئيس البلدية السيد عبازة يحي، وبعدها تنقلت إلى قصر آل مليكة أين نظم حفلين ترفيهيين. وبحضور زهاء ألف طفل نشطت فرقة الطفل المبتسم ثلاث حفلات ترفيهية بين القصرين، حيث عرض عليهما المهرجان »فوفو« و»سماسم« عروض شيّقة وممتعة تمثلت في مسرحيات تربوية بقالب فكاهي لتبليغ عدة رسائل للأطفال منها غرس قيم الدين وحب الوطن، إضافة إلى عرض أناشيد جماعية حماسية مع حركات رياضيّة، وألعاب فردية وجماعيّة، وحكايات متنوعة تربوية وتعليميّة، وألعاب الخفّة التي أدهشت الأطفال، وختمت فقرات كل حفل بمفاجئة خاصة للأطفال وذلك بتقديم الأمانة التي حملوها إليهم من قبل أطفال القرارة وتوزيع القصص والألعاب عليهم. البرنامج نال إعجاب الأطفال وتفاعلوا معه كثيرا حيث لوحظ تعطشهم الشديد لمن يعيد لهم الفرحة ويقف بجانبهم، كما لاق استحسان وترحيب الأولياء، وفي تصريح خصنا به رئيس بلدية غرداية السيد عبازة يحي عبّر عن سعادته الكبيرة بتنظيم هذه القافلة وخاصة تلك الحفلات التي ساعدت في الرفع من معنويات الأطفال خاصة بعد الأحداث الأليمة التي مرت بها البلدية، وتمنى نجاح عمل الجمعية، داعيا في نفس الوقت بأن يمتدّ نشاطها عبر باقي بلديات الولاية لتشجيع الأطفال في دراستهم. من جانبه رئيس جمعية منارة الإيمان بقصر آل مليكة السيد شرع الله سليمان عبّر عن عجزه في التعبير عمّأ قدمته لهم جمعية الطفل المبتسم، مضيفا أنه لا يعبر عنها بصدق إلا الطفل الصغير الذي شارك في هذا الحفل وما يختلج في صدورهم من راحة ومتعة وفرجة، كما عبّر عن فخره بجمعية الطفل المبتسم وعن رسالتها حيث لم تكن في قالب التهريج فقط بل كانت أسمى بتبليغها عدة رسائل تربوية عبر هذا القالب، وفي الأخير قال بأنها تركت فيهم مشاعر كثيرة داعيا الله أن يحفظهم ويحقق أمانيهم، وفي ذات السياق أيضا شكر السيد لخبيطي نور الدين رئيس جمعية تزيري نيور جمعية الطفل المبتسم على هذا البرنامج الذي أخرج الأطفال من الدوامة النفسية الصعبة التي كانوا يعشون فيها. وفي الأخير تقدّم رئيس جمعية الطفل المبتسم بوقرينات عبد الوهاب ونائبه الكيوص إسماعيل بشكرهم الكبير لكل من ساهم في إنجاح القافلة ولكل أطفال القرارة الذين ساهموا بهداياهم القيّمة في زرع الابتسامة في وجوه أقرانهم المتضررين.