كرّمت أول، أمس، مؤسسة فنون وثقافة بالعاصمة، عدة وجوه نسوّية، ثورية و مسرحية، ممن كافحن وأبدعن من أجل تشريف هذا الوطن، على غرار المجاهدة جميلة بوباشة، والفنانة المسرحية أرملة الراحل العربي زكال، والممثلة عايدة قشود، إضافة إلى الفنانة نورية . استهلت، الحديث في جلسة التكريم، وهيبة زكال زوجة الراحل العربي زكال قولها بالحديث عن دور المسرح الذي وُوجد حسبها قبل ولوجها لعالم المسرح، وقالت أن المرأة في فترة ما كان يُنظر إليها بطريقة سلبية بحكم تقاليد المجتمع الذي يرفض أن تكشف الفنانة عن وجودها كفنانة أو كمطربة، فيما أكدت ومع مرور الوقت تغيُر الذهنيات وتم إعطاء الفرصة للمرأة لتقدم عروضا مسرحية للجمهور الذي كان متعطشا لذلك،وقد اثنت السيدة زكال، إحدى جميلات المسرح في زمن الفن الجميل على عملاق المسرح الوطني محي الدين بشطارزي باعتباره المدرسة التي تخرّج على يده العديد من الطلاب، مُوضحة أن المرأة الجزائرية كفنانة كافحت في الميدان المسرحي حيث اثبتت قيمتها ومكانتها في المجتمع من خلال خشبة المسرح، كما لم تخف أرملة الراحل العربي زكال، دور الرجل أنذاك حيث كان يساند الفنانة على ركح المسرح، فكانت زوجة له ، وصديقة. كما عادت الفنانة بالحضور إلى سنوات الفن الجميل والنبيل الهادف المعطاء دون مقابل، حيث قالت أن الفنانة القديرة نورية احتضنتها ، ومدت لها يد العون كموهبة وكفنانة، مؤكدة أن نورية لم تكن فقط »سيّدة «مسرح، وإنّما كانت »فنانة ثورية كان منزلها مؤوى وملجئ للثوار والمجاهدين المدافعين عن القضية الأم الجزائر«. وقد طرحت المتحدثة، في نفس الوقت، المشكل الذي يعاني منه الفنانين القدماء الذين تم إحالتهم للتقاعد »غير المسؤول «، مُضيفة »إهمال بعض السلطات جعل الفنان يعيش العزلة والتهميش، دون سابق إنذار وتم تعويض الساحة المسرحية بفن رديء، من خلاله سوى جني المال لاغير«. فيما أوضح الوجه التلفزيوني المعروف عايدة كشود أنها ابتعدت عن العمل التلفزيوني في الوقت الحالي حيث تكتفي الآن بتقديم العروض المسرحية ، حيث ترفض تقديم عروض دون المستوى المطلوب ، مؤكدةً أن بعض المخرجين كل ما يهمهم سوى عرض أعمالا للربح السريع لا تخدم مكانة الممثل القدير الذي قدم حياته خدمة للعمل ولجمهوره. من جهتها، قالت ابنة الفنانة نورية عملاقة المسرح الجزائري،التي لم تحظر التكريم، لأسباب صحية، أنّ والدتها البالغة من العمر 93 سنة بصدد كتابة مذكراتها التي ستصدر قريبا، داعية بالمناسبة كل المجاهدات والنساء اللواتي شاركن في الثورة اللجوء لترسيخ الذاكرة الجماعية وكتابة مذكراتهنّ لتبقى راسخة للأجيال الصاعدة. واسترجعت من جهتها، المجاهدة جميلة بوباشة ذكرياتها الثورية وقالت أنها ترعرت في وسط ثوري تعلمت منها كأي أسرة جزائرية حب الوطن وبالتالي لم يكن من الصعب عليها الإلتحاق بالمجاهدين في الجبال على حد قولها، مُشيرة أن المرأة الجزائرية اثبتت نفسها بمشاركتها في الجهاد إلى جانب الرجل.