ودعت أمس الأسرة الفنية الجزائرية الممثل القدير العربي زكال وسط حضور كبير لأقاربه وأصدقائه من الممثلين والمخرجين، في جو مهيب ميزه الحزن الشديد على فراق عملاق من عمالقة الشاشة . اكتظ "شارع الشهداء" بالعاصمة، أمس بسيارات المعزين الذين حضروا من مختلف المناطق لتعزية عائلة المرحوم العربي زكال، أين تجمعوا أمام العمارة التي يوجد بها منزل الفقيد "عمي العربي"، كما يسميه العديد من جيرانه الذين التقتهم "الشروق" لدى وصولها إلى بيته، حيث عج المكان بأهله وأقاربه الذين حرصوا على إلقاء النظرة الأخيرة على وجهه الطاهر. * * كان أول من التقيناهم ونحن نهم بدخول منزله بعض جيرانه وابنته نبيلة، التي كانت في استقبال المعزين رغم الحالة التي كانت عليها فكانت تسلم عليهم مرة وتمسح دموعها مرات أخرى، تقدمنا منها لتقديم واجب العزاء وطلبنا منها كلمة في حق والدها، غير أنها رفضت قائلة: "حالتنا لا تسمح بأي لقاء أو حديث"، واكتفت نبيلة بالقول: "والدي كان يعاني من إنهيار عصبي قبل وفاته"، وأردفت: "ماذا عساني أقول في فقدان الغالي، لقد كان أبا حنونا وجدا رائعا، وكان حبيب الجميع، لأنه صاحب قلب طيب". * * فيما قالتحفيدته فرح: "وفاة جدي فاجعة ألمت بكامل أفراد الأسرة كبيرا وصغيرا دون استثناء".. فاجعة فراق الفنان القدير العربي زكال لم تحل على عائلته فحسب، بل على كل من عرفوه من الذين لم يترددوا في دخول منزله لغرض العزاء والتخفيف على أهله ومواساتهم من خلال مختلف عبارات العزاء والدعاء له بالرحمة والمغفرة على غرار عبارة: "رحمه الله"، "لقد كان شخصا رائعا"، "تواضعه زاد من حبنا له" ...ورغم تواجدنا ببيت الفقيد، إلا إننا لم نتمكن من الاقتراب من زوجته ورفيقة دربه المسرحية وهيبة زكال التي كانت جالسة أمام جثمانه رفقة شقيقاته وبعض الممثلات، بسبب الحالة التي كانت عليها. * * * * قالوا في الراحل * * وزيرة الثقافة خليدة تومي * * قالت خليدة تومي وزيرة الثقافة، في كلمتها اثر وفاة الفنان العربي زكال: إنني أتألم وحزينة لهذا المصاب وحزينة على رحيل هذا الممثل العملاق الذي أفنى حياته في خدمة الثقافة والإبداع. وأشارت تومي الى الحجم الكبير للمرحوم في الساحة الفنية الوطنية قائلة: "إنه من بين الذين صنعوا وأسسوا ووهبوا كل طاقاتهم وتجاربهم الفنية لثلاثة أجيال متعاقبة"، كما أشادت وزيرة الثقافة بخصال هذا الممثل القديرة، مؤكدة "أن المرحوم اكبر من كلمة ترثيه بها". * * * امحمد بن قطاف: * * * قال مدير المسرح الوطني محي الدين بشطارزي محمد بن قطاف، الذي إلتقته "الشروق" بقصر الثقافة لحظات قبل تشييع جثمان المرحوم الفنان القدير العربي زكال، "لقد فقدنا عملاقا آخر من عمالقة الفن والثقافة في الجزائر". وأضاف الممثل محمد بن قطاف:ل "قد كان أحد صناع الفن والفكر في البلاد"، دعيا له بالرحمة والمغفرة وان يلهم الله ذويه الصبر والسلوان. * * * الممثلة القديرة فريدة صابونجي: * * * لم تخف الممثلة القديرة وصاحبة أدوار المرأة القاسية فريدة صابونجي حزنها الشديد لوفاة الممثل الكبير العربي زكال، وقالت ل"الشروق" التي التقتها ببيت الفقيد: "لقد فقدت أخي". * * وأردفت فريدة صابونجي باكية: "ترافقنا منذ بداياتنا الأولى على خشبة المسرح وفي التلفزيون وها هو اليوم يفارقني ويفارق كل من عرفوه وأحبوه رحمه الله.. رحمه الله". * * * * عبد النور شلوش: * * صرح الممثل عبد النور شلوش، أنه سبق وأن التقى مع المرحوم في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية في مقدمتها فيلم "الهجرة". وأضاف عبد النور شلوش قائلا: العربي من عائلة ثورية قبل أن يكون فنانا، وزوجته مسرحية، قبل أن يضيف بالقول: "كان الرجل معروفا برزانته وهدوئه وابتعاده عن الأضواء، كما كان يحرص على أن تكون علاقته طيبة مع الجميع وهذا سر محبة الكل له". * * * كمال بوعكاز: * * تأسف الممثل الفكاهي كمال بوعكاز لعدم تمكنه من لقاء المرحوم العربي زكال في عمل فني، قائلا: للأسف لم تتح لي فرصة العمل مع "عمي العربي". واعتبر كمال بوعكاز فقدان الممثل العربي زكال الذي ترك بصماته في مختلف حقول التمثيل، خسارة كبيرة للساحة الفنية الجزائرية في ظل الفراغ الذي تعاني منه. * * الممثل حسان قشاش: * * * عبر الممثل الشاب حسان قشاش عن مدى أسفه لفقدان الفقيد، وقال أنه التقاه شهر جويلية في مدينة سطيف وطلب منه اصطحابهم إلى تونس لحضور العرض الشرفي للفيلم "النخيل الجريح"، لكنه اعتذر. * * وقال حسان قشاش أن المرحوم رد عليه بعبارة: "حالتي الصحية لا تسمح لي بالسفر"، .. رحمه الله، لقد ترك انطباعا جيدا لدى كل أفراد طاقم "النخيل الجريح"، الذين التقوه بتونس خلال تصوير بعض مشاهد الفيلم والجميع كان يذكره بالخير بعد سفره. * * * * الممثل صالح أوقروت * * * "عمي العربي كان مهموما بلقاء الله" * قال نجم الفكاهة الجزائرية الممثل صالح أوقروت، أن الأكثر أهمية هو معرفة المرحوم العربي زكال وراء الكاميرا. * وأردف الممثل المعروف بصويلح، عرفته برتابته وهدوئه وتواضعه، مضيفا: لقد كان "عمي العربي مهموما بلقاء الله". * * * الأسرة الفنية تنتفض ضد الوضعية التي يعيشها الممثل الجزائري * * المخرج حاج رحيم: "العربي زكال مات وهو يتقاضى معاشا لا يتجاوز 12 ألف دينار" * * * كان الرحيل المفاجئ للفنان القدير العربي زكال، القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت العديد من أهل الوسط الفني ينتفضون ضد الوضعية المزرية التي يعيشها الفنان الجزائري في ظل حرمانه من أبسط حقوقه، حيث عبروا في حديثهم ل"الشروق" عن تذمرهم الشديد للطريقة التي رحل بها "عمي العربي". * وفي هذا السياق، قال المخرج حاج رحيم "عيب أن يغادر هذا الممثل الكبير وهو يتقاضى معاش 12 ألف دج"، لقد فقدنا عملاقا من عمالقة فن التمثيل في السينما والمسرح، ولا أدري إن كان بإمكاننا أن نجد شخصا آخر يكافئه في الاحترافية، وأرجع حاج رحيم سبب الانهيار العصبي الذي أصيب به المرحوم منذ شهر تقريبا، إلى الواقع المزري الذي يعانيه غالبية الفنانين بسبب سياسة التهميش المضروبة عليه، متسائلا: "كيف لممثل بحجم العربي زكال أن يعاني من البطالة"، ومن جهتها، فتحت الممثلة سعاد سبكي النار على القائمين على حقل التمثيل ببلادنا، على خلفية حرمان العديد من الممثلين من حقهم في المشاركة في الأعمال التلفزيونية والتركيز على بعض الوجوه قائلة "الممثل الجزائري محروم من أبسط حقوقه، وأصبح من الصعب عليه الظفر بدور لتجسيده في عمل فني"، أما الممثلة نوال زعتر، فقد عبرت عن مدى لوعتها لمصير "عمي العربي" بقولها: "هكذا سنموت جميعا الواحد تلوى الآخر بحسرتنا وتجاهل السلطات لنا". * * * آخر ظهور سينمائي له سيكون في مارس المقبل * * الفنان الراحل العربي زكال.. رئيسا للجمهورية في 2030 * * * تشاء الأقدار أن يرحل "عمي العربي" قبل حضور العرض الشرفي للفيلم السينمائي الطويل "دار العجزة" الذي تغير عنوانه إلى "2030".. سيناريو احمد رزاق وإخراج يحيا مزاحم. * الفيلم الذي سيقدم عرضه الشرفي في مارس المقبل كان آخر عمل يظهر فيه الفنان القدير بعد أداء دور "القايد" في فيلم "خارجون عن القانون" إضافة إلى دوره في الفيلم القصير "العابر الأخير" لمخرجه مؤنس خمار. وأدى إلى جانب الممثلة عايدة كشود ونجية لعراف ومحمد بوشايب دور رئيس جمهورية لدولة افتراضية يهجرها كل الشباب. * * يقول المخرج يحيا مزاحم للشروق: "العربي زكال فنان كبير وإنسان رائع، متواضع إلى ابعد الحدود، لا يشترط أي مبالغ مالية وأول ما يطلبه هو السيناريو. يقرؤه، ثم يعطي موافقته بدون أي شروط. ظهر في الفيلم القصير "دار العجزة" و لكن مساحة الدور اكبر في الفيلم الطويل ""2030 الذي سيعرض في مارس2011 تمنينا لو كان لايزال بيننا ولكن إرادة الله أقوى من الجميع". * * و يضيف مخرج "العابر الأخير" مؤنس خمار "شارك معي في الفيلم الذي كان الممثل الوحيد للسينما العربية في مهرجان "كان" إلى جانب مشاركته في فيلم "خارجون عن القانون" الذي كان داخل المسابقة الرسمية لذات المهرجان. كما شارك رفقة المخرج محمد يرقي في فيلم "حورية". هو فنان حساس ومتواضع جدا، تأثرت شخصيا لرحيله. فقد كان يخجلنا لشدة بساطته وتشجيعه للشباب المبدع. ما كان يهمه هو العمل وحسب ولم يكن يشترط أو يطلب مبالغ ضخمة رغم مسيرته الطويلة والغنية بالإنجازات والأدوار التاريخية والاجتماعية". * *