تعرّضت الكثير من مقابر المسلمين والمسيحيين بوهران مؤخّرا، لأعمال تخريبية من قبل مجهولين لأغراض مختلفة، في ظلّ غياب الحراسة وأسوار الحماية واستهتار المقاولات الحائزة على صفقات الدفن والصيانة، ووصل الإهمال الذي تعاني منه مختلف المقابر إلى حدّ دفن الكلاب بها وسرقة الأطراف بغرض السحر والشعوذة!. تعرّضت خلال الأيّام القليلة الماضية، مقبرة النيقرية المسيحية المتواجدة على مستوى بلدية سيدي بن يبقى التابعة لدائرة أرزيو، للتخريب من قبل مجهولين، كما تعرّضت قبلها بأيّام مقبرة كوليرا المتواجدة برأس العين والتي يتواجد بها قبر القنصل البريطاني السابق وعائلته، ومقبرة المسلمين المسمّاة مولاي الدومة بحيّ الصنوبر ومقبرة "سيدي غريب" بأرض حاج حسان، لأعمال الحرق والنبش في ظروف غامضة، حيث فتحت المصالح الأمنية عدّة تحقيقات أمنية حول هذه الحوادث، ولم تتوصّل إلى الإيقاع بالفاعلين إلاّ في حالات التلبّس، وبلغ حدّ الإهمال والتسيّب بمقابر المسلمين والمسيحيين إلى حدّ التعفّن، إلى درجة أنّ أحد مندوبي القطاعات الحضرية ببلدية وهران، سبق وأن كشف أنّ الكلاب الميّتة تدفن بجانب القبور بمقبرة عين البيضاء فضلا عن استغلال هذا المكان من قبل العمريات لتغيير ملابسهنّ هناك، في ظلّ غياب الوكالة البلدية الذاتية لتشييع الجنائز التي تحتكر عقود صفقات صيانة وحراسة المقابر وإجراءات الدفن الممنوحة من قبل بلدية وهران منذ 30 سنة، والتي تتحصّل في كلّ صفقة على الملايير من دون حرصها على تطبيق قوانين حماية المقابر والالتزام بقوانين الصيانة والترميم والحفر والدفن، حيث تحوّلت مقبرة عين البيضاء وهي أكبر مقبرة بوهران إلى مجمع للكلاب المتشرّدة والحيوانات الضالّة ووكر لعصابات السرقة وقطّاع الطرق ومستهلكي المخدّرات وممارسة الأفعال المخلّة بالحياء هناك، إضافة إلى ذلك تمّ الإشارة إلى أنّ النساء المعروفات باسم "العمريات" وهنّ مشعوذات يمارسن نشاط قراءة الكفّ والتنبؤ بالطالع في الطرقات والأماكن العمومية، يقمن بتغيير ملابسهنّ هناك، من دون أيّ مراعاة لحرمة المقابر، فضلا عن تجمّع الأطنان من القاذورات والزبالة بها، ومياه الفيضانات التي جرفت في غير ما مرّة تراب القبور وعرّتها إلى درجة أن بدأت العظام تظهر في بعض الحالات، وأشارت مصادر مؤكّدة أنّ أعمال التخريب التي تطال عدّة قبور من قبل أشخاص مجهولين تكون غالبا بغرض الحصول على أشياء تستعمل في الشعوذة والسحر، أو بغرض التنقيب عن المجوهرات والأشياء الثمينة المدفونة منذ سنوات مع موتى المسيحيين، كما أنّه تمّ تسجيل عدّة حالات تخريب بحثا عن القطع المعدنية كالقضبان الحديدية والنحاسية بغرض بيعها.