تعاني المقابر المنتشرة عبر تراب ولاية وهران، وضعية أقل ما يقال إنها كارثية، بسبب بعض الممارسات اللاأخلاقية الصادرة من بعض المنحرفين الذين حولوها إلى أوكار لممارسة شتى أنواع الرذيلة، والأكثر من ذلك تلك الاعتداءات التي أضحت تطال أولئك الذين يقصدون هذه المقابر للترحم على ذويهم، وأولئك المشعوذين الذين انتظموا في شكل عصابات لانتشال رفاة الأموات قصد استعمالها في أعمال الدجل والشعوذة. انتهاك حرمة الأموات أخذت منحى آخر بالمقابر المنتشرة عبر تراب عاصمة غرب البلاد، خصوصا تلك الخاصة بالمسيحيين، إذ تعرضت إلى أعمال نبش من بعض اللصوص بدافع البحث عن أشياء ثمينة كالمجوهرات، تكون حسب اعتقادهم قد دفنت مع هؤلاء الأموات، إذ تم تسجيل العديد من الانتهاكات في هذا الجانب، خاصة بمقبرة الفرنسيين الكائنة بحي الحمري الشعبي، التي عرفت عدة أعمال من هذا القبيل، هذه الممارسات دفعت بالقنصل الفرنسي بوهران في وقت سابق، إلى تأسيس جمعية لحماية 22 مقبرة متواجدة على مستوى الجهة الغربية من الوطن من النبش والتدنيس، مع العلم أن هذه الجمعية تتكفّل أيضا بنقل الرفاة وإعادة دفنها في مناطق أخرى، بعد أن تم تخصيص 4 قطع أرضية لهذا الغرض، قصد التمكن من مراقبة المقابر والسهر على تهيئتها حفاظا على قدسية أماكن الدفن، حيث توجد حوالي 6 مقابر فرنسية بولاية وهران، إضافة إلى 12 مقبرة بغليزان و 4 بسعيدة، باتت عرضة لعمليات التدنيس، وقد أصرّ القنصل الفرنسي على ضرورة التنسيق بين مصالح الأمن والجمعية المذكورة آنفا. تجدر الإشارة إلى أن تدنيس القبور وانتهاك حرمتها من قبل الغرباء لم تعد حكرا على مقابر الفرنسيين فحسب، بل أصبحت تمس مقابر أخرى بوهران وفي مقدمتها مقبرة '' عين البيضاء '' وكذا '' بوفاطيس '' ، اللتين أصبحتا الملاذ المفضل للمشعوذين وممتهني السحر الذين يسعون إلى نبش القبور، يحدث هذا في ظل عجز السلطات المحلية وفي مقدمتها المصالح البلدية عن تهيئة المقابر، خاصة تلك الحشائش الضارة، التي حاصرت القبور من كل حدب وصوب، فضلا عن عدم قدرتها على توفير الأمن داخل هذه المقابر.