قالت مصادر مطلعة، إن وفدا من الأقدام السوداء، يستعد لرفع تقرير إلى السلطات الفرنسية الرسمية والدينية حول الوضعية المزرية لعدد من المقابر المسيحية للعائلات الفرنسية والأوربية على حد سواء، من الذين توفوا في الجزائر إبان الحقبة الإستعمارية. وأشار مصدر متتبع للملف، أن وفدا من ''الأقدام السوداء'' قام بزيارة خلال الشهرين الأخيرين، إلى عدد من الولايات الداخلية كقسنطينة وتلمسان وسطيف وتيزي وزو وعنابة والعاصمة ووهران، لمعاينة المقابر المسيحية المنتشرة عبر التراب الوطني، حيث كانت العائلات الأوربية تدفن أهاليها، إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي عمر قرابة 132سنة. وأضاف المتحدث، أن ممثل عن عدد من العائلات الأوروبية زار الجزائر، شهري أوت وسبتمبر، وقام بمعاينة عدد كبير من المقابر المسيحية عبر التراب الوطني، قبل أن يقوم بإعداد تقرير كامل عن الوضعية المزرية لعدد من المقابر المسيحية، التي تعرضت للإهمال، موضحا أن الوضعية التي وجد عليها الوفد تلك المقابر، لم تبعث في نفوسهم الارتياح، وهو الأمر الذي دفعهم للتفكير في رفع تقرير مفصل للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعدد من القيادات الأوروبية الأخرى، لدفعهم لإيجاد حلول سريعة للمقابر المسيحية في الجزائر. وأوضح المتحدث ل ''البلاد''، أن الأقدام السوداء يسعون إلى إعادة تسيير المقابر المسيحية التي دفن فيها أهاليهم في فترات مختلفة منذ 1830لغاية 1962، إلى السلطات الفرنسية أو إلى سفارات الدول الأوربية الممثلة بالجزائر، خاصة وأن التقرير أشار إلى أن المقابر المسيحية التي تشرف عليها فرنسا مثلا هي في أحسن حال، نظرا لتوفير الرعاية والميزانية الخاصة بها من طرف هذه الدولة. ولم يستبعد محدثنا أن يسعى وفد الأقدام السوداء إلى نقل ما تبقى من رفات موتاهم في المقابر المسيحية المنتشرة في الجزائر إلى الضفة الأخرى من المتوسط، بعدما تعرضت المئات من المقابر للتخريب والنهب، وتخاذل الجانب الجزائري في الاهتمام بها، حسب روايات الوفد الفرنسي، الذي اتهم السلطات والمجتمع الجزائري، بإهانة موتاهم وعدم احترامهم، خلافا لما تمليه الديانة الإسلامية، خاصة بعدما تحولت المقابر الفرنسية إلى مرتع للمنحرفين الجزائريين.