الجزء الرابع والأخير تتعددُ التعريفات بخصوص مفهوم الدولة حسب فقهاء القانون و خبراء السياسة و كذا المهتمين بالتاريخ، و يمكن القول بصفة عامة بأن الدولة هي مجموعة من الناس أي الشعب الذي يقيم في إقليم معين و يخضع لسلطة سياسية معينة غير أنه ينبغي قبل ذلك أن أسجل هنا أنني سأركز في مداخلتي هذه على مسألة مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي باعتبار أن هذا الربيع العربي أو هذه الثورات حسب تعبير البعض قد جاءت في اعتقادي لتقويض أسس ما تبقى من أركان الدولة الوطنية المتهرئة أصلا في العالم العربي ، و من ثمّة فإن هذه الأحداث كما سنفصل ذلك مست بجوهر الدولة الوطنية ككل من حيث السيادة و من حيث المنظومة الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية وبالنسيج الاجتماعي ككل و بشتى المجالات الأخرى المتعلقة بسير الدولة و بمؤسساتها في بعض جمهوريات العالم العربي وفق أجندات كانت مُعدّة بإحكام من قَبْلُ مثلما نعتقد ، استنادا إلى ما عُرِفَ بخطة الفَوْضَى الخَلاَّقة التي تبنتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق بوش الابن كما جاء ذلك على لسان وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بل وما قبلها، و كذلك من بعض الأفكار التي تبناها المفكر الإيطالي صاحب كتاب الأمير مكيافيلي الذي أشار أن الفوضى تُولّد في النهاية النظام وكذلك رهانات مؤسسات الاستشراف الإسرائيلي بما في ذلك جماعة الأيباك ذات التأثير البالغ في السياسات الأمريكية . من تبعات هذا الربيع أنه يكاد يدمر الهوية الوطنية و يحدث انشقاقات عرقية و مذهبية و عشائرية داخل الوطن الواحد بل و في القرية و المدينة الواحدة كما هو الحال خصوصا في ليبيا و حتى مصر حيث سقطت تجربة التعايش بين المسلمين و الأقباط. لقد أحدث هذا الربيع العربي للأسف تراجعا رهيبا لكثير من القيم الجميلة التي كانت سائدة و أصبحت الدولة الوطنية بموجب ذلك مهددة في كيانها وأمنها و في وجودها وحدودها بالتالي في مستقبلها ، مثلما أصبح السلاح المنتشر بين بعض الجماعات كما هو الحال في ليبيا مصدر قلق أمني لبلدان الجوار و خاصة للجزائر و تونس حيث باتت بعض الجماعات تسعى إلى تمرير السلاح عبر الحدود. كما أن المطالب التي حملها الشباب الثائر الذي تمت سرقة هذه الثورات منه أصبحت في خبر كان. و أكثر من هذا فإذا كان مضمون هذه الثورات قد أُفْرِغَ من محتواه بعد أن ظهر أمام الشباب الثائر واقعٌ بائسُ حالكُ السواد. فلا الشعارات التي رفعوها تحققت و لا التداول على السلطة الذي طالبوا به قد أنجز. فالحريات التي كانوا ينادون بها قد تراجعت بشكل كبير بعد أن فقدوا الأمن و الاستقرار و بعد أن باتت الجماعات الإجرامية و الإرهابية تزرع الرعب و تثير الفزع في النفوس في كل مكان ، كما تراجع مستوى الدخل القومي و الفردي و زادت نسبة البطالة وتضاءلت فرص الاستثمار الأجنبي و تراجع الاستثمار الوطني بسبب الخوف الذي بات يسكن النفوس ، بل و أصبحت حتى المحروقات كما هو الحال عليه في ليبيا لا تصدر بعد أن سيطرت بعض الجماعات المسلحة على مناطق منابع النفط و فقدت الدولة سيطرتها الكاملة على الوضع و باتت إطاراتها في مختلف المواقع تلقى مصرعها كل يوم ، كما أن السياحة التي كانت مصدر عيش ملايين المواطنين خصوصا في مصر و تونس توقفت في جهات و تراجعت في مناطق أخرى . ثم إن معظم مَنْ تولوا المسؤوليات و المراكز القيادية الحساسة في بلدان هذا الربيع العربي جُلبوا من الخارج كما كان الأمر في ليبيا و تونس و حتى مصر قبل الإطاحة بمرسي ، كما أن البعض الآخر منهم لم تكن له علاقة بالواقع و بأمور تسيير الدولة و خاصة أن البعض عاش فترة طويلة في سجون الأنظمة السابقة و كان منقطعا فعلا عن الحقائق الوطنية و الإقليمية و الدولية . و على ضوء هذه الحقائق المرة فإن الدولة الوطنية في هذه البلدان باتت في خطر و أصبحت هناك علامات استفهام كبيرة مطروحة على مستقبلها. أ / موضوع الأمن و الاستقرار: هو واحد من عناصر قوة الدول، و قد بات هذا العنصر مطروحا بقوة في دول الربيع العربي لأنه أحد عناصر قوة الدولة و تماسكها. ب / إشكالية الوحدة الوطنية: لقد أصبحت الدولة الوطنية في معظم بلدان الربيع العربي مهددة بسبب الانقسامات العرقية و العشائرية والمذهبية التي طفت على السطح في ظرف قصير ، ففي ليبيا هناك تهديد واضح للوحدة و زوال التجانس الذي كان قائما على الأقل في الظاهر بين أفراد المجتمع الليبي . وفي مصر باتت ظاهرة الانقسام بين المسيحيين و المسلمين تثير القلق و تهدد بنقل الموضوع برمته إلى خارج حدود مصر في بلد عاش منذ الفتح العربي بقيادة عمرو بن العاص جوا لا نظير له من التسامح الديني و التعايش بين الأقباط المسيحيين و باقي الشعب المصري المسلم في عمومه. ج/ إشكالية الهوية: لقد ظهرت للمرة الأولى منذ قرون مسألة الهوية الوطنية بين الزنوج و العرب و بين الأمازيغ و باقي القوميات و خصوصا في ليبيا ، و برزت إلى السطح ظاهرة التمايز و الجهوية العرقية المقيتة بين مختلف القبائل حيث عاد المجتمع و بالأخص في ليبيا للقبلية التي تتنافى تماما مع مفهوم الدولة الوطنية الجامعة و الموحدة لكل أفراد المجتمع . د/ إشكالية الديمقراطية: لقد كان الاعتقاد السائد أن التغيير الذي أحدثه هذا الربيع العربي على طبيعة الأنظمة سيجلب مجموعة من المكاسب و من بينها : تحقيق الديمقراطية و المساواة و الحقوق بين أفراد الشعب و التداول على السلطة و استقرار الأمن و تحقيق الرفاه و القضاء على البيروقراطية و القضاء على البطالة و انتعاش الاستثمار و غيرها من الشعارات التي رفعها الشبان خصوصا ، و لكن مجريات الأحداث المتعاقبة بينت أن أيا من هذه الطموحات كانت مجرد أوهام و أن حلم الدولة العادلة يتبخر يوميا ليحل محله واقع اللادولة . مشكلة استرداد الثقة بين المواطن و السلطة القائمة . هذا العنصر هو واحد من عناصر قوة الدولة ،إذ أن الثقة لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل تحقيق مجموعة من الأهداف في مقدمتها الاستقرار و الأمن والتنمية و شعور المواطن بالاطمئنان و بأن الدولة هي دولته مهما كانت انتماءاته العرقية و المذهبية و الطائفية ، فالدولة هي التي يجب أن تحتوي الجميع و تحتضنهم و تخصهم بالرعاية و الاهتمام ليشعروا في ظلها بالمواطنة ،والدولة هي التي بإمكانها بالتالي أن تنمي فيهم عنصر الوطنية والانتماء للدولة و الجنسية الواحدة و تذيب جميع الفروقات مهما كانت طبيعتها. ه/ الخطاب السياسي : ما من شك ان وضوح سياسة الدولة و استراتجيتها المستقبلية تبرز من خلال انتهاج خطاب سياسي متزن وعقلاني يتكيف مع الواقع المعاش و يخلق الامل لعموم الشعب و يتجاوب مع رغباته و طموحاته . فالخطاب السياسي يجب أن يكون باعثا للأمل بعيدا عن الشعبوية التي تتنافى و الحلول الواقعية . و/ مستقبل الدولة: إن استقرار الدولة و ضمان مستقبلها مرهون بعدة عناصر يطول شرحها و من بينها العمل على خلق طبقة متوسطة في المجتمع من شأنها أن تشكل مصدر استقرار و تكون بمثابة صمام الأمان للمجتمع كله ، كما يتعين على السلطات القائمة على سير الدولة في ظل المرحلة الانتقالية أن تعمل في اعتقادي على تشجيع عنصرين أساسيين و هما الطبقة المثقفة و الطبقة السياسية وعلى التعامل مع كل مكونات المجتمع و خصوصا المجتمع المدني . إن إبعاد المثقفين عن مصدر القرار و تجاهل عمليات الاستشراف من شأنه أن يجعل الحكم تحت سلطة الدهماء و هذه الأخيرة بتفكيرها السطحي و نظرتها الأنانية المفرطة قد تضعف أي تطور للدولة بل و قد تكون عاملا في تدمير كل مقوماتها الأساسية ، كما أنه يتعين على السلطات القائمة أن لا تقتل الحياة السياسية داخل الأحزاب و خصوصا احزاب المعارضة. وقد بينت التجربة أنه كلما انتعشت الحياة السياسية كلما انتعشت الدولة و أمكن لها البقاء و مواجهة الصعاب و التحديات . فالنقد ضروري لتقويم كثير من السلوكات . و مما لاشك فيه أن مستقبل الدولة الوطنية عموما مرهون كذلك برهان هام يتعلق بعامل ارتقاء المواطنة. لقد سبق لي أن تناولت موضوع الشباب من الوطنية إلى المواطنة في محاضرة ألقيتها في جامعتي بوزريعة بالجزائر العاصمة و عمار ثليجي بالأغواط في ديسمبر من عام 2009. و بمختصر القول إنني أعتقد أن الديمقراطية السياسية لا يمكن أن تنجح إلا بنجاح الديمقراطية الاجتماعية الموجهة لخدمة المواطن. إن المواطنة في رأي لا يمكن أن تتطور و تنجح فقط عبر ترقية الشق القانوني من خلال ترقية حقوق الإنسان و ترقية الحريات الفردية و الجماعية للمجتمع ، بل إنها لكي تنجح فلابد أن تتوسع لتشمل باقي الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ، و لكن دون إغفال قيام المواطن بواجباته المختلفة تجاه الدولة و مؤسساتها المختلفة حتى لا تختل هذه العلاقة و لكي لا يتحول المواطن إلى مواطن مطلبي يبحث عن الحقوق بما في ذلك البحث عن حريته عن طريق التظاهر والاحتجاج و الاعتصام في الشوارع و الساحات العامة و القيام بالإضرابات . وعليه فلترقية حس المواطنة بات من الضروري على المواطن اليوم ألا يكتفي فقط بالمطالبات و يهمل القيام بالواجبات، و إلا فإن هذه المواطنة ستصبح منقوصة ولا يمكن لها على الإطلاق أن تساهم في تطور الدولة الوطنية المنشودة التي يجب أن تكون في الأساس دولة المواطن لا دولة النخب أو الأنظمة الحاكمة. وأخلص من كل هذا أن مستقبل الدولة الوطنية ليس في بلدان الربيع العربي وحدها بل في عموم الوطن العربي سيكون أمام رهان صعب وتحديات كبيرة . فالتغيير الحقيقي لن يكون في شكل الأنظمة و لكن في المناهج والسلوكات و في الوقائع على أرض الميدان. و إذا كان الارتداد في علم الفيزياء هو رد الفعل العكسي للفعل ، فالطلقة من المدفع أو المسدس عندما ترتد للوراء تكون قاتلة في حق صاحب الطلقة. فإن الارتداد الشامل سياسيا و أمنيا و اقتصاديا الذي نلاحظه ميدانيا في البلدان التي مستها هذه الثورات بين قوسين و الذي بدأ عنيفا بشكل مبكر حتى على أصحابه و من بينهم الرئيس المصري مرسي و من ورائه جماعة الإخوان المسلمين في مصر و التي رغم تجاوز تجربتها الثمانين عاما فإنها أخذت ضربة قاصمة في الظهر بعد أن اعتبرت لأول مرة حركة إرهابية و هو ما سيكون له تأثيراته الكبيرة ليس في مصر وحدها و لكن على تنظيم الإخوان الذي ينتشر في عشرات الدول ، ثم إن هذه التطورات المتسارعة و خصوصا تفشي الإرهاب قد يعصف بكل مؤسسات و هياكل الدولة في هذه البلدان إذا لم يكن مَنْ جاء بهم هذا الربيع في مستوى تطلعات الشعب و خاصة أن الشباب في تلك البلدان ثار ضد الظلم و ضد التوريث و ضد التسلط و ضد كل أشكال اللاتسيير للدولة ،فالشباب لم يثر من أجل وضع حد للدولة مهما كانت نقائصها ، ولكنه ثار ضد الأنظمة القائمة . كانت دولة العدالة الاجتماعية والقانون والديمقراطية وما تزال حلم الشعوب العربية في هذه الرقعة الشاسعة والغنية بالثروات و الكفاءات و الإرادات الطيبة ، ولذلك بات من الضروري على الحكام الجدد حتى و لو فرضهم واقع دبابات الغرب اليوم على شعوبهم على حساب الشباب الثائر بات عليهم أن يدرسوا التاريخ بكل إمعان وتبصر ليتأملوا تجارب الآخرين حتى تكون لهم عبرة في المستقبل المنظور والبعيد لكي لا تنهار الدولة الوطنية في عهدهم حتى و لو كانت وطنية البعض منهم مشكوك فيها. ويبقى في النهاية أن هذا الربيع العربي كما وصفوه ظلما إن كان قد أسقط بالفعل أنظمة عربية تسلطية كان بعض قادتها يسعون لتكريس الحكم بواسطة جملوكيات مستهجنة فإنه مع ذلك ألحق الضرر بالدولة الوطنية بغض النظر عن السلبيات و النقائص العديدة التي كانت موجودة في ظل الانظمة السابقة ، كما أن محصلته النهائية أنه لم يؤد إلى ما كان يرغب فيه المواطن العربي لتحسين مستوى معيشته ورفع قدرته الشرائية وتكريس قيم العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ، كما أنه أضفى إلى نتيجة مفيدة للكيان الإسرائيلي نتيجة إضعاف دول كانت أنظمتها حتى ولو أنها كانت في الظاهر خطرا على وجود إسرائيل . ولعل ما يؤيد هذا الطرح أن دافيد وينبرغ مدير مركز بيغين السادات للدراسات الاستراتيجية الاسرائيلي أكد في محاضرة ألقاها في الثاني من جوان من العام الماضي 2013 بالنرويج أن الجيوش العربية لن تقدر بعد الآن على شن هجوم تقليدي على الدولة العبرية . موضحا أن الجيش العراقي لم يعد له وجود, وأن قدرة الجيش السوري تقلصت بنسبة 60 في المائة وأن مختلف فرق الجيش المصري تتآكل باستمرار. وأوضح أنه إضافة إلى الصراعات الداخلية التي تزلزل البلدان العربية ، فإن صراعات داخلية وتفاوت اقتصادي سيخل بالدول العربية على مدى العقود الأربعة القادمة . وقد ذهب مؤتمر هرتسيا وهو محفل اسرائيلي يُعْقَدُ كل عشر سنوات ويظم النخبة الصهيونية من خبراء في الحقل الاستخباري والدراسات الاستشرافية و المسئولين الحاليين و السابقين أنه بالرغم من وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في الدول العربية التي طالها الربيع العربي فإن هؤلاء الإسلاميين لايشكلون رغم الفوضى التي زرعوها خطرا كبيرا على الأمن الإسرائيلي . ويمكن أن أوضح في النهاية هنا مسألة بالغة الأهمية و هي أن اسرائيل التي كانت تشعر بقلق كبير من تنامي القوة العسكرية لحزب الله خاصة منذ حرب 2006 التي أسقطت التفوق العسكري الإسرائيلي باتت تشعر الآن بشيء من الراحة بعد سلسلة الانفجارات التي استهدفت حزب الله في لبنان وقبل ذلك الأحداث الدموية التي تعصف بسوريا .لعل النتيجة التي نستخلصها من دروس هذا الربيع الدامي العاصف باستقرار ومؤسسات وأمن مختلف الدول العربية هي كيف سنحافظ نحن في الجزائر على مكونات الدولة الوطنية ،و كيف يمكن لنا كجزائريين أن نستشرف آفاق المستقبل بما يجعل هذه الدولة في مأمن مما يدبر لها هناك أو من هنا ؟ و لعل أكبر عنصر في هذا هو كيف سنتمكن من صون جدار الوطنية و نفعله لصالح الدولة الوطنية و بنائها و استمرار بقائها قوية موحدة متماسكة مستشرفة آفاق المستقبل ضامنة تماسك المجتمع و تضامنه. أما أولئك الحالمون بربيع جزائري أو بثورة تهدد استقرار الدولة و تزرع الفتن وتُحْدثُ انفلاتا أمنيا وتزعزع أسس الاستقرار وربما عودة الإرهاب ،فإنني أعيد على مسامعهم ما قلته في محاضرة ألقيتها في جامعات الأغواط وبوزريعة و غرداية بأنه يكفي هذا البلد فخرا أنه صنع ثورةً عظيمة هي ثورةُ أول نوفمبر التي أعادتْ بناء الدولة الوطنية من جديد و استعادت الاستقلال و استرجعت حرية الشعب الجزائري ومكّنت كثيرا من شعوب المعمورة من الانعتاق والاستقلال و الحرية . ورغم إيماني أن أوهام البعض بوقوع ما يزعمون بأنه ثورة في الجزائر على غرار ثورات الربيع العربي المزيف هو وهم و تخريف، بل هو انحراف كلي عن الأهداف النبيلة التي حققتها ثورة أول نوفمبر العظيمة في أهدافها و في إنجازاتها. لكن هذا لا ينفي أن بعض المسؤولين عندنا خصوصا ممن لا يُحْسِنون أبجديات الاتصال ، ولا يعرفون التحكم في ألسنتهم و لا يفرقون بين النكتة السياسية و بين بذيءِ الكلام وأسوئه قد يتسببون في مشاكل للبلد و في توترات قد تتحول إلى ما لا يتوقعه هؤلاء الذين لا يدركون أن الاتصال علم وموهبة وأن الخطابة ليست لعبة يتسلى بها هؤلاء أو أولئك ،و قد قال الشاعر: لسانَك لا تَذْكر به عورةَ امرئ فكُلكَ عوراتٌ و للناس ألْسُنُ و قديما قالوا : لسانَكَ حصانَك إن صُنْته صانَك و إن هِنْتَه هانك ، فاللسان عطّاب إن كان صاحبه معطوب الفكر و اللسان. [email protected]