في مطلع 1956 أوصى الشهيد العربي بن مهيدي نائبه سي مبروك الذي كان مرفوقا بالنقيب هواري بومدين الذي كان التحق في 31 مارس 1955 بالثورة أن يفكّروا في إطلاق إذاعة باسم الثورة تكون سندا للثورة في مواجهة الدعاية الاستعمارية وتقدّم للشعب الجزائري صفحات من (...)
قد لا يختلف اثنان في كون أن الثورات العظيمة يصنعها رجال عظماء ذوي أفكار ثورية جامحة، وأصحاب قيم ووطنية عالية يتميزون عن باقي الناس بأنهم يمتلكون صفات خاصة من ذكاء يفوق حد العبقرية، ويتوفرون على كاريزما تجعلهم قدوة للآخرين لأنهم أهل فكر استشرافي وبعد (...)
كانت تخرج مثل الشّعب الذي استمدّت منه اسم عنفوانه وعنوانها ماردا يتحدّى العاديات والأهواء
كم هو جميل ورائع أن يقترن عنوان جريدة "الشعب" بالتاريخ وبالشعب صاحب كل المعجزات وصانع الثّورات، ولكنه ودون الدخول في جدلية التعريف بالشعب سواء من منظور علم (...)
يرحل العمالقة الكبار الواحد بعد الآخر، يغادروننا من غير وداع، تسكننا الأحزان العميقة لفراقهم ، ذلك أن فرقاهم ليس خسارة للعائلة التي ينتمون إليها فقط، لكنها خسارة للوطن كله، و خسارة للفن و خسارة لكل من يتذوق الفن هنا أو هناك في مختلف البقاع التي غنوا (...)
يُثار باستمرار موضوع العلاقة بين السلطة والمثقف، وبين المثقف وممارسة السياسة ككل.
وبقدر ما كان هذا الموضوع قديما، إذ تناوله الفلاسفة والمفكرون بطرق مختلفة، فإنه سيبقى في تصوري يثير الجدل باستمرار لا في الوقت الراهن ولكن في المستقبل كلما وقع احتكاك (...)
انتهت أحداث أكتوبر 1988 إلى ما انتهت إليه فقلنا حينها بأن الوقت قد حان لإقلاع شامل خاصة بعد الإصلاحات السياسية التي جاء بها دستور 1989.لكن تلك الأحداث التي كرست التعددية السياسية تحولت إلى فوضى عارمة و انفلات سياسي وإيديولوجي و ثقافي وإعلامي، ثم (...)
و قد تعرض عدد من الطلبة للاعتقال و التعذيب و القتل مع اندلاع الثورة كما هو الحال مع الراحل محمد إبراهيم قاسم زدور الذي كان من بين أوائل طلبة المشرق العربي الذي انظم للثورة ،
تخرج من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1953 و عاد للجزائر حيث كان يجيد عدة (...)
ما من شك أن هناك اعتقادا ترسخ في أذهان الكثيرين من أن انبعاث حركة الوطنية في الجزائر تعود إلى عشرينيات القرن الماضي.
و يربط البعض ذلك بنضالات الأمير خالد نجل الأمير عبد القادر الذي أسس في 1913 حزب الشباب الجزائري ، و بصرخته الشهيرة في وجه المحتلين (...)
كم تُزعجنا بعض الكتابات التي تكاد تشبه الكتابات الحائطية السخيفة التي كنا نشاهدها تُكتب سرا أحيانا على الجدران في الزمن الذي سبق عصر التواصل الاجتماعي، خاصة تلك الكتابات الخارجة عن المألوف و التي لا هدف و لا معنى لها .
صحيح أن تلك الكتابات الحائطية (...)
من المعروف أن النكتة أو فن إضحاك الناس أو حتى ما يعرف لدى الكتاب بالأدب الساخر هي من أهم الوسائل التي يقاوم بها الإنسان الأزمات المتعددة التي تحدث في حياته .
و الغريب في الأمر أن فن إضحاك الناس وهو شيء فطري يحتاجه الإنسان تكون الحاجة شديدة له خصوصا (...)
(هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها )
تُعَد علاقة الإنسان بالأرض في مختلف بقاع الدنيا علاقة حب و عشق ، فيها كثيرٌ من صفات الحميمية والحب و الوفاء ، بل فيها كثير من صفات الأخذ و العطاء بين الطرفين .
فالإنسان يأخذُ من الأرض و يعطي لها ، و بقدر ما يعطي (...)
خلال تسعينياتِ القرن الماضي كتبتُ مقالًا في مجلة «الشاشة الصغيرة» التابعة لمؤسسة التلفزيون التي كنتُ أتولى إدارتها بعنوان :
كم اشتقت ..
كانت الجزائر في ذلك الوقت العصيب تعيشُ وضعًا صعبًا بسبب الإرهاب الذي تكالب على الشعب و الوطن، و مع ذلك لم يستطعِ (...)
في كتاب (غرق الحضارات) le naufrage des civilisations الصادر العام الماضي بباريس بالفرنسية للكاتب اللبناني أمين معلوف، يتحدث الكاتب عن ضمورِ كثيرٍ من القِيَّم الإنسانية وفي مقدمتها قيم المحبة والتسامح التي حملتها الحضارة الشرقية قديما، ثم يتساءل (...)
بمجرد عودته إلى أرض الوطن شرع عبد الحميد في التدريس بجامع سيدي الأخضر ومسجد سيدي قموش بقسنطينة، كما أصبح يكتب مقالات في جريدة «النجاح» التي صدرت تلك الفترة، وقد وجد ابن باديس في تلك الجريدة أن خطها الافتتاحي يتلاءم مع الفكر الإصلاحي الذي بدأ ابن (...)
كانت رغبته أن يواصل دراسته في جامع الزيتونة الذي كان يُطلَقُ عليه في تلك الفترة ب «الجامع الأعظم»، وهكذا فبتشجيعٍ من شيخه حمدان لونيسي وبدعمٍ من والده سي مصطفى قصد عبد الحميد تونس عام 1908.
كانت الدراسة تتطلب منه سبعة أعوام كاملة لنيل شهادة التطويع، (...)
كم يَحِزُّ في نفسي أن تمر ذكرى وفاتك الثمانين دون احتفال هذا العام وقد كنا نحتفي بها كيوم للعلم وها قد تحولت هذه الأيام لتكون مصاحبة لنا في الأحزان والحجر في البيوت.
آه كم يحِز في نفسي يا ابن باديس، يا رمز نهضة الجزائر أن لا تُلقى في ذكرى رحيلك حتى (...)
في ظل تفشي الكورونا المستجد، هذا الوباء القاتل الذي بات يكتسح كل بقاع العالم بمختلف قاراته وأجناسه، لا يفرق بين لونِ ولون، ولا بين مَنْ يعيش في أعلى ناطحات السحاب، وبين مَنْ يعيش تحت الأرض وفي الكهوف والأدغال أو الجبال، وحيث يسارع العلماء والباحثون (...)
طَرحَ أحد الجامعيين المرموقين في جامعة حمَّة الأخضر بالواد، وهو الأستاذ الجامعي والباحث الأكاديمي في التاريخ، الدكتور رضوان شافو، موضوعا في غاية الأهمية، وقد يبدو للبعض ساذجا أو أنه مجرد صيحة في واد، جاءت من ساكن الواد(1) ابن "المقارين"(2) .
الفكرة (...)
عرفت الحاج الصديق التاوتي، عن طريق ابنه مصطفى كمال التاوتي، في بداية التسعينات، وقمت بتكريمه في جمعية كنت عضوا نشطا فيها.
وقد جرى تكريم الدكتور التاوتي بقصر الثقافة مفدي زكريا في عام 2002، ثم قمت بتكريمه صحبة كوكبة من رجال الأغواط عندما كنت نائبا عن (...)
أعادتني التطورات المتلاحقة في الخليج والشرق الأوسط عموما إلى نص تصريح خطير كان قد صدر العام الماضي لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، وهو الذي يُعتبر إلى جانب جون فوستر دالاس أشهر وزيرين لخارجية أمريكا خلال القرن العشرين.
في ذلكم التصريح (...)
هناك متعة كبيرة خاصة عندما تجلس إلى أستاذك تستعيد معه ذكريات تعود إلى أكثر من ستة عقود مضت في حديث عن الكتابة و التاريخ، و عن الذين وقفوا مع ثورة الجزائر، و عن بعض رجالات الجزائر، و تكون المتعة أكبر عندما يكون أستاذُك ظريفا ممتع الحديث، و كاتبا (...)
قال الزعيم الهندي غاندي :
( إنني لا أريد لمنزلي أن تحيط به الأسوار من كل جانب أو تغلق نوافذه ، ما أريده أن تهب ثقافة بلدي على منزلي بكل حرية ، و لكنني أرفض أن تقتلعني إحداها من الأرض ).
أثير موضوع المثقفين والسياسة في أكثر من محفل و تناوله المثقفون (...)
لن أدخل معكم في جدليةِ التعريف بالمثقف و هو المصطلح الذي بدأ في الشيوع منذ ما عرف ببيان المثقفين الذي أطلقه مجموعة من المفكرين في فرنسا عام 1898 دفاعا عن ضابط فرنسي من أصل يهودي اتهم بالتجسس لصالح ألمانيا، و سواء كان تصورنا لهذا المثقف بأنه الشخص (...)
[email protected]
هناك عيِّنةٌ من الأساتذة الذين يرتبط بهم طلبتُهم مهما تقدَّم بهم العمر، ومهما سَمَتْ ببعضهم المناصب أو علتِ المسؤوليات ومهما بعدت المسافات.
الأستاذ محمد الصالح الصديق واحد من هذه العينات التي بقيت العلاقة معه متينة وراسخة منذ 52 (...)
هناك عيِّنةٌ من الأساتذة الذين يرتبط بهم طلبتُهم مهما تقدَّم بهم العمر، و مهما سَمَتْ ببعضهم المناصب أو علتِ المسؤوليات و مهما بعدت المسافات . الأستاذ محمد الصالح الصديق واحد من هذه العينات التي بقيت العلاقة معه متينة و راسخة منذ 52 عاما مضت. منذ (...)