دعا الرئيس الجزائري الأسبق اليامين زروال في رسالة وجهها إلى الجزائريين عشية انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، إلى الوحدة وعدم الفرقة والوقوف ضد كل ما يزعزع البلاد، وتضمنت الرسالة 4 رسائل، أولها وحدة الجيش الوطني الشعبي، ثانيها التداول على الحكم، ثالثها الدعوة إلى الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع يوم 17 أفريل المقبل، ليختمها باعتبار الانتخابات الرئاسية الفرصة الأخيرة للتحول الحقيقي. خرج الرئيس السابق عن صمت دام 15 سنة، ليخاطب الجزائريين عشية الحملة الانتخاببة، وتبرير رفضه خوض المعترك الانتخابي، رغم دعوته للترشح من قبل شخصيات سياسية ورؤساء أحزاب وجمعيات، داعيا في رسالته إلى الوحدة وتجنب الفرقة والفتنة بمناسبة رئاسيات 17 أفريل ,2014 في إشارة ضمنية إلى الحراك الذي تشهده الساحة السياسية . واعتبر اليامين زروال الانتخابات المقبلة بأنها الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي، مؤكدا أن كل المؤشرات الموضوعية تدعو إلى الشروع بصفة عاجلة وفي كنف الهدوء وبصفة سلمية في الأشغال الكبرى لهذا المسعى الوطني المنقذ الذي يجب إشراك جميع الجزائريين في إنجازه، باعتبار الرئاسيات المقبلة هدف وطني كبير.ودعا زروال إلى تسليم المشعل للشباب وتمكين الأجيال الجديدة من تولي زمام السلطة، مشيرا في نفس الوقت أنه لا وجود لرجل يحوز على حلول سحرية أو ما يسمى بالرجل المعجزة، قائلا» لا يوجد من يملك الحلول السحرية لإصلاح حال البلد«.وأوضح الرئيس الأسبق أن ما يجري اليوم على الساحة الوطنية لا يمكن أن يترك المرء غير مبال، بل إنه يستوقف وعي كل مواطن جزائري غيور على استقلال بلاده ويقدر حق التقدير ضريبة التضحيات الباهظة التي بذلت في سبيل استعادة هذا الاستقلال، مذكرا بأن الجزائر قد دفعت بالأمس القريب ولنفس هذه الغاية ثمنا باهظا بعد أن عاشت مرحلة من أدق مراحل تاريخها، واستطاعت أن تتخلص منها بأعجوبة بفضل الله وبفضل كل القوى الحية للأمة التي تجندت إلى جانبها بكل شجاعة وكرامة مثالية .الرسالة التي لم تحمل ردا على تصريحات عبد المالك سلال بشأن مزحته عن الشاوية، جاءت بمناسبة ذكرى النصر المصادف ل19 مارس، اكتفى فيها بالدعوة إلى الوقوف صفا واحدا ضد كل محاولة ترمي إلى زعزعة البلاد .كما رافع زروال لصالح الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن، مدافعا عن فئة الحرس البلدي التي قال إنها حمت الجزائر وكان لها الدور الفعال في مواجهة الإرهاب، وحلحلة المأساة الوطنية الخطيرة التي عاشتها الجزائري، وقال إنه رغم ما واجهته الجزائر من عداء شديد في كفاحها ضد الإرهاب، فقد عرف الجيش واستطاع بمعية قوات الأمن أن يحبط كل محاولات زعزعة استقرار البلاد ونجح في رفع التحدي بشكل لم يكن متوقعا ما سمح بجعل الجزائر في منئ عن مخاطر كبرى كادت أن تعصف حتى بأسسها.وقال زروال في رسالته» بصفتي رئيسا سابقا للجمهورية فقد امتنعت إلى حد الآن عن الخوض المكثف في الحقل السياسي انطلاقا من واجب التحفظ، مثلما امتنعت عن التدخل في الفضاء المؤسساتي بحكم أدبيات الجمهورية، ومع ذلك فإن هذا الموقف التحفظي لم يمنعني أبدا من أن أتحسس نبضات المجتمع الجزائري، كما لم يمنعني من أن أتابع عن كثب وباهتمام خاص تطور المستجدات الوطنية«. وكان بيت اليامين زروال قد استقبل قبل بضعة أيام، وفدا من الأساتذة والطلبة الجامعيين كانوا قد توجّهوا إليه للتعبير عن استنكارهم لتنكيت سلال حول الشاوية، وقد استقبل وفد الغاضبين نجل الرئيس لعدم وجود اليامين زروال في البيت آنذاك وتسلّم منهم رسالة تدعوه إلى الخروج عن صمته باعتباره واحدا من أهم رموز الأوراس زمن الثورة وما بعد الاستقلال وأحد أهم الشخصيات السياسية في البلاد.