ركزت وسائل الإعلام الصادرة، الاثنين، في نقلها خبر إعلان رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ترشحه للانتخابات الرئاسية، التي ستجري يوم 17 أفريل 2014، على قوله في خطاب الترشح بأن "زمن الرجل المعجزة قد ولى، وأنه لا يمكن لأحد أن يعد بتحقيق المعجزات"، حاملا رسالة سياسية تتطابق وتلك التي قدمها رئيس الدولة الأسبق اليامين زروال عندما قال في بيانه الذي أكد فيه عدم الترشح لانتخابات سنة 2009 بأنه " لا يؤمن بالرجل الملهم أو المنزل" في تسيير شؤون الدولة. علي بن فليس الذي صمت دهرا، نطق أخيرا بقرار ترشحه لخامس انتخابات رئاسية ستشهدها الجزائر يوم الخميس 17 أفريل 2014، ليقول للجزائريين نفس المغزى السياسي الذي عبر عنه أصيل منطقته (ولاية باتنة) الرئيس الأسبق اليامين زروال، عندما قال في رسالته التي وجهها لوفد من الشخصيات التي زارته ببيته وحثته على الترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في 16 أفريل 2009، "... فقد قررت، بكل حرية، التخلي نهائيا عن مساري السياسي، اعتقادا مني بأن الوقت قد حان لتجسيد التداول بما يضمن وثبة نوعية لأخلاقياتنا السياسية ولممارسة الديمقراطية، خاصة وأني لا أكاد أتصور مفهوم الرجل الملهم أو المنزّل، كمفهوم لم أؤمن به مطلقا". وكما فهم من مضمون خطاب اليامين زروال، أن المقصود ب"الرجل الملهم أو المنزل" هو شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان متمسكا وقت ذاك بالبقاء في السلطة بالترشح لعهدة رئاسية ثالثة، وتقديمه من طرف أنصاره على أنه الرجل "المنقذ" للأمة الذي ينبغي دعمه، كذلك ساد الانطباع بأن القصد من كلام بن فليس بأن " زمن الرجل المعجزة قد ولى، ولا يمكن لأحد أن يعد بتحقيق المعجزات..." إنما هو بوتفليقة أيضا، الذي يصفه بعض أنصاره بأنه صاحب الفضل فيما حققه البلد من استقرار، ولا بديل عنه وكأن الجزائر لا تملك من الرجال القادرين على خلافته بحسب الصورة التي يسوق لها دعاة العهدة الرابعة. ويلتقي خطاب بن فليس مع فحوى رسالة زروال التي أخذت هامشا واسعا من التداول الإعلامي سنة 2009، في الكثير من المضامين السياسية، كالمرافعة عن التداول الديمقراطي والمشاركة الجماعية في بناء البلد، الأمر الذي عبر عنه زروال بالقول " قررت بكل حرية، التخلي نهائيا عن مساري السياسي، اعتقادا مني بأن الوقت قد حان لتجسيد التداول بما يضمن وثبة نوعية لأخلاقياتنا السياسية ولممارسة الديمقراطية"، وأشار إليه بن فليس قائلا "... ليس هناك من أحَدِ جماعةٍ أو مُمَثِّلٍ للدولةِ يمكنه ادعاءَ احتكار الوطنية أو تنصيب نفسه كالمؤتمنِ الوحيد على المصلحة الوطنية".