تلتئم القمة العربية اليوم بالكويت في ظروف بالغة الدقة عربيا وفي ظل تحديات إقليمية ودولية، ولذلك يأتي شعارها زقمة التضامن من أجل المستقبلس معبرا عن حتمية ترسيخ العمل العربي المشترك وتجسيد تطلعات الدول العربية في الأمن والتنمية والتقدم. إن القضايا المطروحة في قمة الكويت هامة وملحة بكل المقاييس، فهناك القضية الفلسطينية التي، هي قضية كل القمم العربية، وهناك الأزمة السورية وتداعياتها وانعكاساتها التي اندلعت في الخليج العربي بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، فضلا عن الأوضاع في ليبيا واليمن والسودان. قضايا عديدة ستكون مطروحة بقوة في القمة بشكل مباشر أو غير مباشر، منها مسألة الهوية العربية وظاهرة الإرهاب وكذا التحديات المرتبطة بالقضايا الإقليمية وكيفية التعامل معها، وإذا كان التشخيص مهما وضروريا، فإن البحث عن الحلول التي تساعد على تقوية التضامن العربي والتصدي للأزمات القائمة أكثر من حتمية. وإذا كانت الرهانات كبيرة فإن عديد التساؤلات تلازم القمة العربية التي تحتضنها الكويت لأول مرة، من ذلك أين هي الوحدة الاقتصادية للدول العربية وإلى أي مدى تم تطبيق الاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين هذه الدول خاصة تلك التي أقرتها القمم السابقة وماذا عن تطوير ميثاق ومنظومة الجامعة العربية وهياكلها في ظل التحديات الجديدة في المنطقة، وما مصير القرار القاضي بإنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان؟ كل ذلك يدعو القادة العرب في قمتهم إلى معاجلة كافة القضايا المتعلقة بالأمن القومي العربي بكافة جوانبه خاصة ما تعلق منها بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية وتنسيق السياسات العليا للدول العربية تجاه المسائل ذات الأهمية الإقليمية والدولية؟ وإذا كانت القمم السابقة قد كرست العجز المزمن الذي صار عليه النظام العربي الرسمي الذي خذل الأمة في كل مرة وأبان عن ضعف مذل بسبب إفراغ التضامن العربي من محتواه وهدد الأمن القومي في فترات مصيرية، فإن الأمل معقود على ألا يكون لقاء الكويت قمة عربية كغيرها من القمم. وكما يقال، على قدر عزم الدول والأمم تكون الآمال والطموحات؟ لقد عودتنا القمم العربية عن تخلف كثير من القادة، مما يطرح مشكلة قيمة التمثيل السياسي في القمة ومحدودية القرارات المتخذة، إن قمة الكويت تنعقد في أجواء خاصة، من حيث الظروف التي تجتازها الأمة العربية، فإن التساؤل المطروح هو هل تسقط هذه المرة الحسابات الضيقة لصالح البيت العربي المشترك الذي اهتزت أركانه وعصفت به المحن إلى درجة أن القمم العربية أصبحت مجرد لقاء يعقد بصفة منتظمة ويفشل بصفة منتظمة أيضا. هل تشكل قمة الكويت الاستثناء، من حيث القضايا التي سيتم البث فيها، وهل ستتمكن من الخروج بحلول ومقترحات جدية لمختلف الأزمات التي تعرفها عديد الدول بالمنطقة العربية؟ هذا ما ستجيب عليه مختلف الورشات والمداخلات على أمل أن تشكل هذه القمة استثناء حقيقيا.