استقطب صالون التكنولوجيات الجديدة للأمن الوطني، العديد من الزوار، الذين اطلعوا على آخر التقنيات المستعملة في الأمن ومكافحة الإجرام بكل أشكاله، حيث استمع جموع المتوافدين، من كل الأعمار، بكل تمعن إلى شروحات إطارات الشرطة، فيما يتعلق برفع البصمات والأدلة الجنائية من مسرح الجريمة، وكذا الحاسوب الجيبي للأشخاص والمركبات محلّ بحث، إلى جانب القارئ الآلي للوحات ترقيم السيارات، فيما جذبت الدراجات النارية و سيارات التدخل السريع والبحث والتحري ومرافقة الشخصيات اهتمام شريحة الأطفال . وتبرز هذه التظاهرة أهمّية التكنولوجيات الحديثة في محاربة الجريمة بكلّ أشكالها، وهي الإستراتيجية التي تبنتها قيادة الأمن الوطني، بتدعيم المصالح العملياتية في الميدان بالوسائل التقنية الحديثة، من أجل ضمان أفضل حماية للأشخاص وممتلكاتهم وتنطلق أساسا من استغلال قاعدة البيانات، التي تضمّ قائمة المركبات والأشخاص المبحوث عنهم. وقد جاب الزوار مختلف أجنحة الصالون للتعرّف على آخر التكنولوجيات الحديثة والتجهيزات العصرية، التي اقتنتها المديرية العامّة للأمن الوطني من أجل مجابهة الإجرام بمختلف أشكاله وفكّ لغز الجنايات والجرائم الالكترونية. وكشف العارضون عن أحدث التقنيات المستعملة، فجناح الشرطة القضائية عرض جهاز نظام ضوئي لكشف الأدلّة والقرائن على مستوى مسرح الجريمة المتواجد عبر عدّة ولايات، إلى جانب نظام البحث الآلي لتحديد الأحذية والعجلات، الذي تمّ اقتناءه مؤخرا، كما تم عرض أيضا النّظام الآلي لإنجاز الرّسومات الوصفية بتقنية ثلاثية الأبعاد ويطلق عليه اسم )الشبح(الذي يمكّن الضحية من خلال الأوصاف، التي يقدّمها عن الجاني من الحصول على صورة له وليس مجرّد رسم. وعرض بالصالون أيضا جهاز النّظام الآلي للبحث والتعرّف على هوِية الأشخاص بالبصمات وجهاز رفع البصمات المتنقّل، فضلا عن محطة الخبرة وهو جهاز متنقّل يسمح بالتعرّف على الأشخاص المطلوبين بالبصمات ويستعمل أيضا على مستوى الملاعب. وقدم العارضون شروحات حول آخر التجهيزات التي زوّدت بها مصالح الأمن، على غرار الحاسوب الجيبي الذي يحتوي على قاعدتين بيانيتين للأشخاص والمركبات محلّ بحث كما تحدّث إطارات الأمن الوطني، بالمعرض عن تقنية المحاضرات التي تدمج في شبكة المعلومات للأمن الوطني، فضلا عن إدراج الشبكات الرّقمية للاتّصالات في الملاعب وتمّت الدراسة التقنية عبر 12 ملعبا التي سيتمّ تعميمها على كلّ ملاعب الوطن. ولعل أكثر ما جلب اهتمام زوار المعرض، نجد الوسائل المستعملة من طرف الشرطة العلمية والتقنية في مسرح الجريمة وكذا مخبر الأدلة الجنائية وتلك المستعملة في مجال الأمن العمومي، على غرار كاميرات المراقبة و القارئ الآلي للوحات ترقيم السيارات، والذي تدعمت به المديرية العامة للأمن الوطني في إطار مكافحة ظاهرة سرقة السيارات، وهو عبارة عن مركبة مدعمة بكاميرا مزدوجة، الأولى ملونة والثانية ما تحت الحمراء ، ذات تقنية عالية متصلة بكمبيوترلمعالجة الصور الملتقطة بطريقة آلية، ليقوم بعدها برنامج خاص بتحويل الصورالملتقطة إلى رقم لوحة قابل للمقارنة، مع الأرقام المخزنة في قاعدة البيانات الخاصة بالسيارات المبحوث عنها، وبمقدورالجهاز التقاط لوحات ترقيم السيارات، التي تمر بسرعة تفوق 120 كلم في الساعة، ويمكن هذا الجهاز من فحص أكثر من 8000 سيارة يوميا، بالإضافة إلى جهاز المساعد الرقمي الشخصي أو الكمبيوتر الجيبي الخاص بالأشخاص والسيارات المبحوث عنهم و كذا استخدام الطائرات المروحية المزودة بكاميرات جد متطورة في مهام المحافظة على الأمن والنظام العام . كما اطلع زوار المعرض على الشبكة الوطنية لنقل البيانات، سجل المركبات المبحوث عنها، نظام الوقاية والأمن العمومي، نظام تسيير الموارد البشرية، نظام التحديد والبحث الجنائي. كما قدم إطارات مديرية الوسائل التقنية شروحات وافية حول مختلف التقنيات، منها تقنية المحاضرات عن بعد والعرض الديناميكي أي البث من الجو، حيث تم ادماج تقنية الراديو من الجو، ففي حالة كارثة طبيعية، يمكن أن تلعب الطائرة العمودية أو المروحية دورالربط لشبكة الراديو بهدف ضمان استمرارية الإتصالات لقوات الشرطة المتواجدة على الأرض. وقد ساهم تزامن تنظيم صالون التكنلوجيات الجديدة للأمن الوطني، مع العطلة الربيعية ، على توافد فئة الأطفال والمراهقين ، رفقة أولياءهم ، حيث جذبت الدراجات النارية و سيارات التدخل السريع والبحث والتحري ومرافقة الشخصيات، اهتمام شريحة الأطفال، الذين أصروا على إلتقاط صور لهم وهم على متن هذه الوسائل الضخمة. كما شهد المعرض اهتماماً كبيراً من الهيئات الحكومية، فضلا على عدد كبير من الملحقين الأمنيين لبعض السفارات المعتمدة بالجزائر والذين تلقوا شروحات وافية من قبل كوادر المديرية العامة للأمن الوطني، حيث عبر الجميع على مدى إعجابهم بالتطور الذي تعرفه الشرطة الجزائرية . وقال العميد أول للشرطة جيلالي بودالية مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني أن تنظيم هذا الصالون يأتي بهدف التواصل مع المواطنين وتعريفهم بالخدمات الحديثة التي يقدمها جهاز الشرطة، لافتاً إلى وجود كوكبة من أكفأ الموظفين الذين يعملون في حقل بلورة التكنولوجيات الهادفة إلى ضمان أمن وراحة المواطن .