رحلت أول أمس المغنية الأرجنتينية مرسيدس سوسا، أحد الأصوات الشهيرة والملتزمة بأميركا اللاتينية عن عمر يناهز74 عاما، وعرفت هذه الفنانة بمساندتها للفقراء ومناهضة للدكتاتورية. وكانت المغنية تعاني من مشاكل كلوية ورئوية وتخضع للعناية المركزة في المستشفى منذ 18 سبتمبر الماضي. وكان الوضع الصحي للمغنية الارجنتينة الشهيرة في عموم أميركا اللاتينية تدهور الجمعة على ما أفاد تقرير طبي صادر عن مستشفى "لا ترينيداد" في بوينس ايرس. وقال احد أصدقاء المغنية فيكتور هيريديا أن سوسا عاشت -مواقف معقدة جدا في حياتها من المنفى إلى العودة والقلق-. وكانت سوسا الناشطة الشيوعية انتقلت للعيش في المنفى في أوروبا في ظل الحكم العسكري في الأرجنتين بين عامي 1976 و1983. وفي العام 1979 تم توقيفها خلال حفل موسيقي في لا بلاتا، واعتقل أفراد من جمهورها معها ومنعت من الغناء في بلدها ففضلت الانتقال نهائيا للعيش في باريس ثم في مدريد. ولم تعد إلى بوينس ايرس سوى في العام 1982 لتنظيم سلسلة حفلات فيها. وأدخلت المغنية المستشفى في مارس لإصابتها بالتهاب رئوي حاد وتجفاف. وحالت المشاكل الصحية دون مشاركتها في إطلاق البوم مزدوج بعنوان "كانتورا" المغنية الذي يتضمن أغاني دويتو مع الكثير من نجوم الموسيقى الاسبانية والأميركية اللاتينية أمثال خوان مانويال سيرات ولويس البرتو سبينيتا وكايتانو فيلوسو وشاكيرا. وأصبحت المغنية الملقبة -لا نيغرا-خلال حياتها الفنية التي استمرت 40 عاما وأصدرت خلالها 40 ألبوما، إحدى المع نجوم الأغنية الشعبية في الأرجنتين وأميركا اللاتينية. وسيقام حفل تأبيني بالبرلمان للراحلة، وهو شرف يمنح للشخصيات الهامة بالأرجنتين، حسب بيان لعائلة الفنانة على الإنترنت جاء فيه أيضا -إن موهبتها التي لا جدل بشأنها وأمانتها وقناعاتها العميقة تترك ميراثا عظيما للأجيال القادمة-. وكانت مرسيدس سوسا رمزا لحركة تجديد الموسيقى الفلكلورية ذات البعد السياسي، وكانت تلقب ب-السمراء- بسبب شعرها الطويل الأسود وب-صوت الأغلبية الصامتة- لقيادتها حملات النضال من أجل الفقراء والكفاح من أجل الحرية السياسية.