وجهت أصابع الاتهام أمس باتجاه المخابرات العسكرية الاسرائيلية "الموساد" بالوقوف وراء عملية اغتيال عماد مغنية العضو القيادي البارز في حزب الله·واغتيل مغنية مساء أول أمس في عملية تفجير بالسيارة الملغمة في قلب العاصمة السورية في ظروف مازال يكتنفها غموض تام·وأكد حزب الله مقتل مغنية البالغ من العمر 50 عاما، وأشار الى أن "مجاهد كبير قد التحق بقافلة الشهداء بعد أن اغتاله الصهاينة الاسرائيليون"· وكان عماد مغنية يقيم بسوريا في سرية تامة منذ ثمانينات القرن الماضي بعد أن أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين لدى المخابرات الأمريكية وأصبح محل بحث من طرف عملاء "الموساد" التي اتهمته بالوقوف وراء كل العمليات الفدائية التي استهدفت رموز الاحتلال الاسرائيلي في لبنان· ويعد مغنية أحد القيادات العسكريين البارزين في الهيكل التنظيمي لحزب الله وأحد أول مؤسسيه سنة 1983 في ظل الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان· وتعتبره المخابرات الاسرائيلية من بين العسكريين المخططين لاستراتيجيات حزب الله العسكرية، وهو ما أهله لأن يبتصدر قائمة المطلوبين لدى كل أجهزة المخابرات الاسرائيلية والأمريكية·وهو ما جعل مختلف الاذاعات الاسرائيلية توقف برامجها أمس لتعلن خبر اغتيال عماد مغنية الذي وصفته بالأخطر من بن لادن زعيم تنظيم القاعدة طيلة الثلاثة عقود الأخيرة· ويحظى زعيم حزب الله بشعبية كبيرة في مسقط رأسه في بلدة شبر طيبا في منطقة جنوب لبنان ما جعل كل الأنشطة اليومية تتوقف، وبقي السكان يتابعون الأخبار واحدة واحدة عبر مختلف القنوات الفضائية وخاصة قناة "المنار" التابعة لحزب الله· وينتظر أن يشيّع جثمان الفقيد اليوم في مكان لم يتم تحديده بعد· وتتهم مختلف مخابرات الدول الغربية مغنية بالتخطيط والوقوف وراء كل عمليات اختطاف الرهائن الغربيين في منطقة الشرق الأوسط ولبنان تحديدا سنوات الثمانينات، بينما تتهمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي· أي· إي" بالوقوف وراء عملية اختطاف ويليام بيكلي مدير مكتب الوكالة في العاصمة اللبنانية قبل اعدامه سنة 1984، كما تتهمه الولاياتالمتحدة بمسؤوليته المباشرة وراء تحويل طائرة "تي· دابل يو" الأمريكية سنة 1985 وضلوعه في عملية تفجير ضد لجنة الصداقة الاسرائيلية الارجنتينية سنة 1994 وخلفت مصرع 85 شخصا· واتهم حزب الله المخابرات الاسرائيلية بالوقوف وراء تفجير سيارة عماد مغنية في حي كفر سوسة في قلب العاصمة السورية·ونفت إدارة الاحتلال كل مسؤولية لها في عملية اغتيال قيادي حزب الله· ولكن الطريقة التي نسفت بها سيارة عماد مغنية تؤكد أن يد "الموساد" كانت ضالعة في هذه العملية بدليل التهليل الذي لاقى به ضباط جهاز المخابرات الإسرائيلي نبأ اغتيال قيادي حزب الله·