توفيت أول أمس المغنية الأرجنتينية مرسيدس سوسا عن عمر يناهز 74 عاما في إحدى مستشفيات الأرجنتين، حيث دخلت العناية المركزة لمدة أيام بسبب مشاكل في الكلية. وتم نقل جثمان الفقيدة أمس إلى مبنى الكونجرس في بوينس آيرس حيث أقيم حفل تأبيني بالبرلمان للراحلة، وهو شرف يمنح للشخصيات الهامة بالأرجنتين لكي يلقي عليه الجمهور نظرة الوداع قبل أن يحرق رفاتها. عرفت الأرجنتينية مرسيدس سوسا أو السمراء ''كما يلقبها جمهورها بمناهضة النظم الديكتاتورية بصوتها وقيادتها لحملات النضال من أجل الفقراء والكفاح من أجل الحرية السياسية وكانت مرسيدس رمزا لحركة تجديد الموسيقى الفلكلورية ذات البعد السياسي. وأصبحت نجمة في سماء الموسيقي في أمريكا اللاتينية ومن الأصوات الشهيرة . وقال الموسيقار فيكتور هيريديا وهو أحد أصدقائها وملحن عدد من أغانيها ''لقد كانت صوت من لا صوت لهم خلال فترة الدكتاتورية (بين 1976 و1983 عندما قتل نحو ثلاثة آلاف شخص من اليساريين)، وسخرت جهودها لحقوق الإنسان في العالم أجمع''. وأصبحت النسخة التي تغنيها لأغنية ''جراسياس إلا فيدا'' Gracias a la Vida أي شكرا للحياة نشيدا لليساريين في السبعينيات والثمانينيات عندما أجبرت على التوجه إلى المنفى وحظرت أغانيها حيث فرت سوسا إلى أوروبا في عام 1979 بعد أن اعتقلت في منتصف حفل لها إلى جانب كل مستمعيها. وأكدت هويتها مرارا باعتبارها امرأة يسارية ولكنها ذكرت أن مهنتها الوحيدة هي الغناء.