وقعت أمس الروائية الشابة عائشة قحام كتابها الثاني والدي هو عبارة عن رواية تحمل عنوان »الموت المتعفن« و التي تجسد من خلالها الفترة الدموية »العشرية السوداء « التي عاشتها الجزائر، فيما قدمت إسقاطات للربيع العربي، فضلا عن ما خلفه الاستعمار الفرنسي . جاء توقيع الرواية بحضور شخصيات أدبية وثقافية، حيث قالت الكاتبة خلال مداخلتها الندوة التي عقدها لتقديم العمل الروائي الجدي بأن هذه الرواية كانت نتيجة باكورة عمل جاد لأكثر من 3 سنوات، موضحة بأنها كتبته بصورة مغايرة للرواية المعروفة، مشيرة إلى أنها وضعت إسقاطات كثيرة بداية من الاستعمار الفرنسي للجزائر والى غاية العشرية الدموية السوداء، فضلا عن الربيع العربي الذي لم يعد فعل عادي وإنما جاء على الأخضر واليابس هتك الشعوب العربية ،ومن جهتها أعربت الكاتبة عن تأسفها للوضع الذي آلت إليه، موضحة أن الجزائر تداركت أخطاء الماضي، وبما أنها لا تشكوا من الطوائف الدينية جعل منها دولة تواجه الصعوبات وفي إجابة لها عن أهم الصعوبات و العراقيل التي تلقتها قالت بأنها واجهت ما يواجه اغلب الكتاب الشباب من خلال الطباعة والنشر والإشهار ، كما استطردت الكاتبة الحديث عن الرواية التي تتناول العشرية السوداء والمرحلة الدموية التي مرت بها الجزائر خلال التسعينيات والتي كانت بوادرها منتصف الثمانينيات ، وهذا ما خلفه الجهل الذي تركه الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وتطرح الرواية العديد من الأسئلة من يقتل من؟ ومن القاتل؟ ولماذا يخلق مفهوم ومصطلح الاسلاماوي ولا اسلاماوى، مضيفة » نحن مسلمين أب عن جد، فكيف نقتل البشر ونحن مسلمين ونتحجج بالإسلام«، مؤكدة أن ديننا الحنيف دين معاملة قبل أي شيء، كما أوضحت الكاتبة أن الرواية تقدم صورة عن إسقاطات كثيرة على غرار الربيع العربي، وما خلفه هذا الفعل من خلال خراب الدول العربية ، وقالت أن الجزائر لن يصيبها لا ربيع ولا خريب ولا الشتاء ولا صيف . كما كشفت الكاتبة الشابة وبحضور وسائل إعلامية وشخصيات ثقافية وأدبية أنها ستحاول أن تكون قد المسؤولية لتفخر بها الجزائر ولتكون قلم بارز بالساحة العالمية العربية ، حيث من الممكن ترجمة روايتها للفرنسية والانجليزية والاندنوسية. وفي نفس السياق قالت رئيسة الرابطة الدولية للإبداع الفكري» فرع الجزائر «، أن الفضاء الثقافي يشكو من هوى بين القارئ والمثقف حيث تعتبر الثقافة ارخص السلع ببلادنا لعدم اهتمام المسؤولين بهذا المجال وأكدت المتحدثة ضرورة إثراء الساحة من خلال تبادل الثقافات بين البلدان الشقيقة إلى جانب تفعيل دور المؤسسات الثقافية لخلق فضاء ناشط وفاعل على المستوى الوطني من خلال إعطاء الفرص للشباب المبدع من اجل تقديم إبداعاته الفكرية والثقافية. فيما أكد الناقد والكاتب الجزائري جمال غلاب نصها الروائي الموسوم»الموت المتعفن «بأن صورة الإرهاب في الرواية الجزائرية تجسد من خلال هذا النص السردي الجديد، كما تجسد بشكل مغاير ومختلف في أعمال روائية سابقة وخلال مداخلته في الندوة التي عقدها لتقديم العمل الروائي الجديد للروائية عائشة قحام بعد ظهر أمس بمكتبة مولود فرعون بمدينة حسين داي بالعاصمة الجزائر، تحدث جمال غلاب بإسهاب عن الحدث في النص الروائي المعنون» الموت المتعفن « وعاد في عرضه لهذا العمل، إلى سنوات الإرهاب في الجزائر وكيف حاولت صاحبة العمل أن تركز عليه، فالحدث حسبه يعد عنصر من عناصر بنية السرد الروائي، لكن عاد وأوضح بأن عناصر النص الروائي الأخرى، يمكن للروائية قحام تطويرها عن طريق ملكات القراءة الجادة، مضيفا أن ما يجدر التذكير به هو« أن الروائية قد نجحت إلى حد ما، في فلسفة الحدث في نصها تاركة سيلا من الأسئلة للقارئ من اجل إعادة صياغتها « وبرأيه فإن مثل هذه الايجابية في طرحها أعطته الانطباع »على تمكنها في الإرتقاء إلى الأحسن «، وفي ختام مداخلته بخصوص النص الروائي لعائشة قحام، قال أنه يعتبر إضافة للساحة الثقافية، مبررا ذلك بأن موضوع الساحة في إعادة قراءة عشرية الدم قراءة فنية لإستخلاص العبر، وأيضا من أجل توسيع الرؤية باتجاه المستقبل. وتحدث الناقد جمال غلاب أيضا عن التناول الأدبي للإرهاب في الجزائر من خلال شرحه بشكل وجيز عن أهم الأعمال التي تناولت الموضوع، حيث الكثير من الروائيين حسبه، موضوع الإرهاب في نصوصهم الروائية و من خلال تمعني في رسمهم لصورة الإرهاب في الجزائر اتضح لي أن نظراتهم كانت متعددة و مختلفة فمنهم راح يبحث عن جذوره في التاريخ الفاطمي مثل الروائي طاهر وطار في نصه الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي، و الروائي مرزاق بقطاش ارجع الإرهاب إلى أيام الاحتلال الفرنسي.. مضيفا أن الروائي واسيني لعرج في نصه الروائي مملكة الفراشة، وحسب المتحدث، فقد لخص لعرج » صورة الإرهاب« في التطرف الاديولوجي الدينياما فيما أرجعت الروائية الناشئة الإرهاب إلى انعدام الحوار بين جيل الاستقلال و جيل الثورة التحريرية، وهو ما تمخض عنه انفجار المؤسسة التربوية و الثقافية و السياسية الوحيدة في البلاد إلا و هي جبهة التحرير الوطني في 5 أكتوبر ,1988 أمام غياب البدائل الموضوعية، و غياب الحوار الذي تؤطره النخب حدث شبه فراع رهيب، يضيف الاستاد جمال غلاب .