وجه المجاهد محمد غفير المعروف باسمه الثوري «موح كليشي«، دعوة للسلطات الجزائرية للاعتراف الرسمي بضحايا مجازر 8ماي ,1945 وإدراجهم ضمن فئة الشهداء إلى جانب المليون ونصف مليون شهيد ممن سقطوا أثناء الثورة التحررية، كما دعا المجاهد محمد غفير وعضو جبهة فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا الولاية السابعة أول أمس بقاعة الأطلس ضمن موعد « وقفات تاريخية « التي خصصها الديوان الوطني للثقافة والإعلام لإسترجاع الذكرى 69 لمجازر 8ماي1945 ،الأسرة الثورية من مجاهدين ومجاهدات إلى ضرورة كتابة مذاكرتهم وتجاربهم باعتبارها شهادات من فاعلين تاريخيين يساعد المؤرخين الجزائريين في كتابة تاريخ الجزائر ومرخلة الثورة على وجه الخصوص. أوضح المجاهد محمد غفير أن مجازر 8 ماي 1945 الهمجية التي ارتكبها الجيش الفرنسي في حق الجزائريين تتقاطع مع مجازر معركة باريس في مجزرة 17 اكتوبر1961 ، مضيفا إلى أن كلا العمليتين وقعتا يوم الثلاثاء ، وبينهما فاصل يقدر ب17 سنة ،وان في كلا الحادثتين خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية ،لكن قوات الجيش الفرنسي قابلتها بالعنف والتقتيل،وأكد موح كليشي أن الجنرال دوغول هو الذي أعطى في كلا المجزرتين الأوامر بقمع المتظاهرين واستخدام العنف ضدهم رغم أنهم مسالمين . تناول المجاهد محمد غفير عن الخلفيات والأسباب التي دفعت الجزائريين للخروج يوم الثامن ماي من عام 1945 لمطالبة الدولة الفرنسية بالإيفاء بوعودها التي قطعتها للجزائريين في ميثاق الحلف الأطلسي ، والقاضية بمنحهم الحرية والاستقلال في حال فوز الحلفاء على ألمانيا ودحر النازية خلال الحرب العالمية الثانية ،واستعرض في مداخلته ، الإرهاصات الأولى والبوادر التي مهدت ،لأحداث الثامن ماي,1945والتي كان من مؤشراتها تأسيس نجم شمال إفريقيا عام 1936 في المهجر بفرنسا من طرف الحركة العمالية الجزائرية ، وأكد المجاهد محمد غفير على أن الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر ،لعب دورا أساسيا في إذكاء الحس الوطني و نشر الوعي السياسي في أوساط الطبقة العمالية الجزائرية في فرنسا ، من خلال إصداره لمجلة «الأخوة الجزائرية «، وكان من نتائجه تتبع الشرطة الفرنسية لنشاطه ونفيه نحو مصر ، وأمام الإنسداد قرر مصالي الحاج إنشاء حزب سياسي عرف باسم نجم شمال إفريقيا ،ونصب الأمير خالد رئيسا شرفيا له وعين ميصالي الحاج رئيسا ، وتم حله من قبل السلطات الفرنسية يوم 25جانفي 1937 ليتم تأسيس حزب الشعب فيما بعد بالجزائر . كما أكد المجاهد محمد غفير أن الشهيد أرزقي كحل يعد أول شهيد في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية ،والذي استشهد في سجن سركاجي يوم 18افريل 1939مضيفا أن المجاهد الراحل عبد الرزاق بوحارة قد سبق وان قال أن كحل هو أوحى للزعماء الست في الداخل بتفجير الثورة يوم الفاتح من نوفمبر .1954 كما تناول المجاهد محمد غفير مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ، وأشار أن جبهة التحرير الوطني تمكنت من نقل الثورة إلى ارض العدو وهي سابقة في تاريخ الأمم وإستراتيجية عبقرية ، كما عرج على الخلاف والصراع بين المصاليين ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني حيث إستفادت افرنسا من ذلك وغذته لصالحها ، مشيرا إلى أن بسبب الميصاليين إستغرقت الثورة سبع سنوات في حين كان بالإمكان أن تكون في أقٌل من ذلك وتحدث موح كليشي عن دور فيدرالية جبهة التحرير الوطني في إمداد الثورة الجزائرية بالمال والسلاح وايضا المثقفين.