أكد المجاهد محمد غفير، المدعو « موح كليشي «، عضو فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني لدى نزوله ضيفا على فضاء مركز التسلية العلمية أمس وضمن برنامج مؤسسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر في الذكرى 56 لإضراب 8 أيام التاريخي أن إضراب الثماني أيام من 26 إلى 2 فيفري 1957 لا يخص ولم يشمل فقط منطقة العاصمة وضواحيها بل شمل كل التراب الجزائري وفي فرنسا وتناول محمد غفير دور فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا وكان مسؤولا بها في دعم وتنشيط الثورة ومساهمة خلاياها ومناضليها من المهاجرين بتعبئة وتجنيد المهاجرين الجزائريين على التراب الفرنسي لتجسيد الإضراب حتى يتأكد النظام الفرنسي من دعم كل الشعب الجزائري لقرارات جيش وجبهة التحرير الوطني حيث أشار أن 350 ألف جزائري مهاجر شارك واستجاب للإضراب وأضاف محمد غفير وهو أحد المسؤولين الفاعلين بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أن إضراب الثمانية أيام الذي شنه الجزائريون في 28 جانفي 1957 تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني يعد محطة مهمة وجوهرية في مسار تحقيق الإستقلال وذلك إلى جانب محطتي الهجومات التاريخية على الشمال القسنطيني في أوت 1955 رغم 12 آلاف جزائري دفع روحه ثمنا لها ثم مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي نظم الثورة وجهزها بهياكل ومؤسسات وأجهزة كأٍرضية متينة لتسيير الثورة كما أن إضراب 8 أيام يشكل لبنة مهمة في حراك الثورة ومنح الإضراب قوة إضافية لجبهة التحرير الوطني كمفاوض وحيد مع السلطات الاستعمارية و إدراجها ضمن أجندة هيئة الأممالمتحدة بعد أن كانت لسنوات طويلة مجرد قضية داخلية بالنسبة لفرنسا أمام الرأي العام العالمي . وقال موح كليشي أن الإضراب الذي استجاب له المهاجرين الجزائريينبفرنسا قد أبرز للرأي العام الدولي مدى التفاف الشعب حول جبهة التحرير وكذا عزمه على مواصلة ثورته حتى تحقيق الإستقلال وأوضح أن الإضراب كان هدفه «سياسي» يتمثل في إسماع صوت الجزائريين إلى الرأي العام العالمي وذلك بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومناقشة القضية الجزائرية مشيرا إلى تشكيل جماعات دعم لوجيستي فرنسية لمساعدة الفدائيين ضمن ما أصبح يسمى بحملة الحقائب وضمنهم شبكة جونسون سهلت عملية جمع ونقل اشتراكات المهاجرين الجزائريين لصالح الثورة . و أضاف المجاهد محمد غفير أن موضوع التحضير لهذا الإضراب قد تكفل به أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ مشيرا أن فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا تلقت أوامر من المناضل عبان رمضان لتعبئة المهاجرين لتجسيد الإضراب باعتباره عضوا للجنة التنسيق والتنفيذ المشكلة من 5 أعضاء وهم عبان رمضان ، العربي بن مهيدي ، بن يوسف بن خدة ، كريم بلقاسم وسعد دحلب حيث أرسل المناضلين محمد لبجاوي ومحمد الصالح لوانشي لفرنسا للإتصال بخلايا الفيدرالية وضمنهم الطيب بولحروف ، محمد طالب الإبراهيمي ، محمد مشاطي زين العابدين منجي ومحمد الدوم وقال المجاهد موح كليشي أنه تولى باعتباره مسؤولا بالفيدرالية على حشد الدعم وتعبئة المناضلين في صفوف المهاجرين لتحقيق الإضراب وأشار أن الميصاليين قاموا بتصفية أحد المجندين لديه وهو الشهيد ربيع رابية ذو34 عاما حيث بعد إنتهائه من الدعاية وتوزيع المناشير لتحقيق الإضراب إغتاله الميصاليين بوم 26 جانفي 1957 برصاصتين في الرأس كما قام الميصاليين بدعاية مضادة بالمناشير لإفساد تجسيد الإضراب الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني على التراب الفرنسي وأشار موح كليشي إلى أجواء الصراع الدموي الذي عرفه الميصاليين الذين إنحرطوا فيما بعد في الفيدرالية بعد زوال شكوكهم إتجاه الثورة كما غذى البوليس الفرنسي الصراع الدموي بين أنصار مصالي وأنصار الجبهة. وتنفيذا لقرار لجنة التنسيق والتنفيذ، شرعت الفيدرالية بفرنسا القيام بعدد من العمليات العسكرية على التراب الفرنسي ، أهمها عملية اغتيال علي شكال في 27 ماي ,1957 من طرف الناضل علي صدوق واغتيال النائب شريف بن حبيلس ، والنائب روبير بن عبد السلام أن جبهة التحرير الوطني قررت فتح جبهة ثانية للثورة يوم 25 أوت 1958 على الساعة منتصف الليل، فجرت عمليات تخريب طالت على مستوى كامل التراب الفرنسي أهمها تفجيرات موريبيان بمارسيليا. وأوضح المجاهد موح كليشي الذي قدم حقائق ومعلومات دقيقة حول النضال على التراب الفر نسي أن الإضراب « كلل بالنجاح وأعطى ثماره على الصعيدين الداخلي والخارجي ودعا في سياقها كتابة الجقائق التارخية دون تشويه لأنها أمانة الشهداء في انماقنا وعلى الجيل الجديد الذي إبتعد عن تاريخه وماضيه أن يعيد الإرتباط بالنضال لأن الذاكرة هي الأساس للإنطلاق نحو المستقبل .