صرح رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيار بيل من باريس أن الجزائر ليست فقط سوقا اقتصادية واعدة بل أنها قوة مستقبلية وشريك أساسي بالنسبة لفرنسا، فيما أعرب رئيس الوزراء الفرنسي السابق جون بيار رافاران خلال افتتاح لقاءات الجزائر بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي عن ارتياحه للتقارب السياسي والاقتصادي بين الجزائروفرنسا ولميل دبلوماسية بلده باتجاه هذا التقارب. أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي خلال افتتاح لقاءات الجزائر بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي التي تشكل موعدا اقتصاديا احتضنت العاصمة الفرنسية أول أمس طبعته الثامنة، أن »الجزائر ليست فقط سوقا واعدة بل أنها قوة اقتصادية قوية«، كما أوضح بيل الذي وصف ب »المثمر« اختيار الجزائر لعقد أول لقاء بين المجلس-الوكالة الفرنسية للتطوير الدولي للمؤسسات، أن هذا اليوم للتبادل بين المتعاملين الاقتصاديين والمؤسساتيين الجزائريين والفرنسيين يندرج في ظرف يتميز ب»حركية خاصة« في العلاقات بين البلدين. وذكر المتحدث في هذا الشأن بزيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر في ديسمبر 2012 وعقد الاجتماع الحكومي المشترك الرفيع المستوى الأول في ديسمبر 2013 بالجزائر . كما كشف رئيس الغرفة الفرنسية العليا أن »الجزائر شريك اقتصادي أساسي بالنسبة لبلدنا وقد تم في إطار هذه الزيارة تحديد العديد من مشاريع التعاون والبحث والتنمية وكذا التوقيع على عدة اتفاقات قطاعية، مشيرا إلى المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تمت مباشرتها أو تلك التي يجري استكمالها منها مصنع السيارات رونو بوهران الذي سيدشن خلال الأشهر المقبلة. وتحدث رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي عن ما وصفه ب »مؤهلات عديدة تزخر بها الجزائر«، التي أكد أنها توفر لها القدرة على ضمان استثمارات جديدة لتصبح » قطبا للتنمية« بالنسبة لمجموع المنطقة المتوسطية. كما أردف يقول أن »الجزائر بلد جميل تربطنا به علاقات خاصة ناهيك عن العدد المعتبر لسكانه الذين أغلبيتهم من الشباب وذوي كفاءات إضافة إلى الموارد الهامة«، معربا عن ارتياحه للعمل الذي قامت به مجموعة الصداقة فرنسا-الجزائر على مستوى مجلس الشيوخ الذي يرأسه كلود دوميزيل من أجل تطوير ديبلوماسية برلمانية تخدم البلدين. ومن جهته وأعرب نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جون بيار رافاران الذي كلفه الرئيس هولاند بالمساهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية بين فرنساوالجزائر عن ارتياحه للتقارب السياسي والاقتصادي بين الجزائروفرنسا وأكد رافاران بحضور سفير الجزائربفرنسا عمار بن جامع والعديد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين للبلدين أن »هذا الملتقى الذي عقد بمجلس الشيوخ يظهر المكانة التي يحظى بها البرلمان إلى جانب الحكومة و سلطات الدولة من أجل تكميل ومضاعفة وتعبئة القوى لتعزيز الحركية الاقتصادية«. وأشار الوزير الأول السابق الفرنسي إلى أن لقاءات الجزائر الثامنة تأتي في »ظروف حسنة« وشهرا بعد تنظيم الانتخابات الرئاسية في الجزائر التي أبقت على الرئيس بوتفليقة في مهامه«، معتبرا أن الفترة سانحة لعقد ملتقى كهذا.وقال أنه »مع المشاورات المعززة التي تطورت خلال الأشهر الماضية بين البلدين أصبح المناخ بناء وايجابي ومن المهم الاندراج في المشاريع الاقتصادية في سياق مشجع كهذا«.واعتبر السيناتور الفرنسي أن هذا المناخ مشجع »ليس فقط لان هناك توافق بين الطرفين في المجال السياسي حاليا ولكن على المستوى الجيوسياسي نرى أيضا مصلحتنا في التقرب من الجزائر أكثر فأكثر«.و قد تميز هذا الملتقى الذي حضر افتتاحه سفير الجزائربفرنسا عمار بن جامع بتقديم شهادات لفاعلين اقتصاديين وسياسيين ومؤسساتيين من كلا البلدين حول التطور الأخير الذي شهدته السوق الجزائرية والفرص الممنوحة للمؤسسات الفرنسية.