أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمّد عيسى بالدور الكبير الذي لعبه الجيش الجزائري في حماية السفير الجزائري وإجلاء الدّبلوماسيين بليبيا، معربا عن أسفه للتّهديدات الإرهابية التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى المساعي الحثيثة التي تبذلها الجزائر لنبذ العنف ومنع التطرّف والتصدّي للأفكار الدّخيلة الهدّامة من خلال توعية الشباب ونشر الأمن الفكري والثقافي. تصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى جاء خلال كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور بومدين بوزيد، مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة، خلال الملتقى الوطني الثاني »أعلام الجزائر معا.. من أجل الإسلام والوطن« الذي نظّمته الوزارة بالتنسيق مع المركز الثقافي الإسلامي بدار الإمام بالمحمدية، حيث تطرّق فيها إلى أنّ نشر قيم التّسامح ونبذ التطرّف وسط الشباب الجزائري لن يكون إلا بنشر تعاليم ومناقب شيوخ الجزائر الوسطيين الذين ظلوا ينبذون العنف والتطرّف. في ذات السياق أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنّ العودة إلى فكر علماء الجزائر ومن بينهم الشيخين المالكي محمّد بن عبد القادر شارف والإباضي النّاصر بن محمّد المرموري، »يلعب دورا في الحصانة العلمية والثقافية من التطرّف وبما يحفظ بلدنا بما يسمّى الأمن الفكري والثقافي«، مشيرا إلى وجود هوّة بيننا وبين ثقافتنا بحاجة إلى ترميم. كما نوّه الوزير بمآثر ومناقب الشّيخين الذين اجتهدا وتعلّما بدورهما على يد مشايخ معتدلين بفكر مفتوح وصدر رحب يتقبّل فكر الآخر، كونهما كانا »مشايخ الجزائر وليس مشايخ مذهب«، شعارهما في ذلك »الوطن قبل المذهب، الوطن قبل الغنيمة، قبل كلّ شيء«، مشيرا إلى ضرورة ربط الشباب الجزائري بفكرهما لتلقينهم طرق التّعامل مع الآخرين باحترام وفكر رحب بعيد عن محاربة من يخالفهم و»حتى نمنع التطرّف والعنف واتّباع كلّ غزو فكري يضيّع شبابنا، ونعلّمهم بأنّ العلم لن يكون إلا من المشايخ كما لا يمكن أن تكون عالما إلا بسعة الصّدر والاستماع لعلماء آخرين«. محمّد عيسى أشاد ب»الأمن الشّامل الذي توفّره الجزائر« ونوّه بالدور الكبير الذي لعبه الجيش الجزائري في حماية السفير الجزائري وإجلاء الدّبلوماسيين بليبيا، معربا عن أسفه للتّهديدات الإرهابية التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أنّ »حماية الشباب هو حماية للوطن من التطرّف والنّزاع والاقتتال المذهبي« مؤكّدا حاجة هؤلاء إلى فقه التّعايش»الذي يمنح لشبابنا حصانة من التطرّف وإحداث بلبلة وفتنة داخل مجتمعنا«. من جهته أشاد مدير المركز الثّقافي الإسلامي عمر بن إبراهيم بافولولو بدور علماء الجزائر، متحدّثا عن مناقب الشيخين محمد شارف والمرموري أنموذجا، في نشر الفكر الوطني والتسامح، والقيام بواجبهما في خدمة الوطن والدّين بإخلاص، وكذا جهودهما في نشر الأخوّة الإسلامية داخل الجزائر وخارجها، من خلال حرصهما على التلقّي والوفاء لمشايخهما، ونقل ما تعلّماه على أيديهم، إلى الشباب الجزائري منعا لأن يكون »اتّباعيا ومقلّدا لكلّ عالم يريد أن يفرض علينا مذهبه ورأيه الشخصي«. يذكر أنّ الملتقى الذي يدوم يومين سيتبع بجلسات علمية يتطرّق فيها الأساتذة المشاركون إلى الحياة الشخصية والعلمية للشيخين، الثوابت الوطنية في منهجهما، وكذا البعد الروحي والعلمي في منهج علماء الأمة على أن يختتم بقرارات وتوصيات.