أكدت مصادر نيابية أن رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة يكون قد قرّر تقديم موعد انتخابات تجديد الهياكل لإجرائها في جوان الداخل قبل اختتام الدورة الحالية على أن يكون تولي النواب الجدد مناصبهم في سبتمبر المقبل، في خطوة استباقية لتفادي أية صراعات وفتن وسط النواب قد تتزامن مع موعد تعديل الدستور، إلى ذلك تشير المصادر نفسها إلى أن الصراعات الخفية وحرب الكولسة بين النواب قد امتدت إلى الغرفة العليا وهو ما دفع عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة لمطالبة رؤساء الكتل بالعمل على تجديد الهياكل في أجواء ديمقراطية وهادئة. حسب مصادر عليمة بخبايا مبنى زيغود يوسف فإن الصراعات التي باتت تطبع سنويا انتخابات تجديد الهياكل في البرلمان ولا سيّما الغرفة السفلى باتت هاجسا يلاحق رئيس المجلس خاصة بعد ما حدث السنة الماضية في كتلة الحزب العتيد على خلفية الأزمة التي كان يمرّ بها الأفلان في ظلّ شغور منصب الأمين العام آنذاك مما أخر عملية تنصيب الهياكل لثلاثة أشهر كاملة، وتفاديا لأي مشكل قد تحدث على مستوى الكتل البرلمانية المعنية بتجديد ممثليها في هياكل الغرفة السفلى أكد المصدر الذي تحدّث إلينا أن رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة يكون قد اتخذ قرارا بتقديم موعد الانتخابات لتنظيمها في جوان المقبل عقب الانتهاء من مناقشة مخطط الحكومة وقبل اختتام الدورة الربيعية على أن يؤخر عملية استلام النواب الجدد لمناصبهم إلى سبتمبر المقبل. وأرجع محدّثنا هذا القرار إلى رغبة ولد خليفة في التعجيل بطي هذا الملف واستباق أية مشاكل قد تعرفها أحزاب الكتل المعنية بالعملية والمقصود بشكل أساسي الأرندي والأفلان بصفتهما يحوزان أغلبية المناصب والتي من شأنها التأثير على السير الحسن للانتخابات، كما يكون ولد خليفة بهذا القرار يريد تفادي أي تشويش على مستوى المجلس في سبتمبر المقبل خلال افتتاح الدورة الخريفية والذي قد يتزامن مع موعد تعديل الدستور الذي من المنتظر تمريره على البرلمان سواء للمناقشة أو المصادقة. ويؤكد محدّثنا أن النواب انخرطوا مبكرا في حملة التحضير لانتخابات تجديد الهياكل وقال إن أزيد من 20 نائبا عن التجمع الوطني الديمقراطي أعلن نيته في خوض السباق على منصب نيابة الرئيس الذي يحوز فيه الأرندي على ثلاثة مناصب فيما يعتزم ما يقارب 46 نائبا الترشح لخمسة مناصب يحوزها الحزب العتيد، وقال إن رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أعطى أوامر صارمة لرؤساء الكتل لإنجاح هذه الانتخابات وتجنب الفتن. حمّى تجديد الهياكل لم تعد تقتصر على الغرفة السفلى بل امتدت إلى مجلس الأمة، حيث كشفت مصادر متطابقة أن رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح طالب من رؤساء الكتل البرلمانية بالغرفة العليا التحضير لتجديد الهياكل المزمع إجراؤها بين السابع والخامس عشر من جوان القادم وطالب من رؤساء الكتل البرلمانية لكل من التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني وكتلة الأحرار التزام الهدوء وتجديد الهياكل بطريقة ديمقراطية وحضارية تعكس مستوى ممثلي الغرفة العليا للبرلمان، وقالت إنها المرة الأولى التي يبدو فيها أن بن صالح متخوف من عملية تجديد الهياكل بسب الصراعات الخفية و الكولسة التي تدور في دهاليز المجلس بين المنتخبين خاصة حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي تؤكد ذات المصادر أن رئيس الكتلة محمود زيدان أبلغ رئيس المجلس والأمين العام للحزب رغبته في الاستقالة غير أن الأخير رفض الفكرة جملة وتفصيلا حفاظا على الاستقرار خاصة وأن المعني معروف عنه الانضباط و الصرامة في تسيير الكتلة.