علمت »صوت الأحرار« من مصادر مطلعة بأن العديد من النقابات المعتمدة وكذا فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، طلبت رسميا من مكاتبها الولائية، إيفادها بتقارير رسمية عن وضعية المطاعم المدرسية، وذلك استعدادا لتشريح هذا الملف مع وزارة التربية، حيث أكدت ذات المصادر بأن الوزير بن بوزيد سيلتقي هذه النقابات في قريبا بخصوص هذا الأمر. كان التوقيت الدراسي المعتمد في نظام الإصلاحات التربوية الجديدة، وراء تعرية حقيقة الوضع بالمطاعم المدرسية، حيث كان الوزير أبوبكر بن بوزيد يراهن على توفير الخدمات المقدمة على مستوى هذه المطاعم في التخفيف عن التلاميذ من التنقلات إلى البيوت، خاصة وأن فارق التوقيت بين ساعة الخروج من الفترة الصباحية والدخول إلى الفترة المسائية لا يتعدى الساعة والنصف، الأمر الذي جعل الوزارة المعنية تأمر مصالحها عبر الولايات إلى اعتماد النظام نصف الداخلي وتوفير وجبة الغداء للتلاميذ قدر الإمكان لضمان تغطية كبيرة، لكن حقيقة الوضع بعد الاعتماد الرسمي للتوقيت الجديد، فضح البنية الهشة لهذا القطاع، حيث رفضت المئات من المؤسسات التربوية فتح المطاعم المدرسية، بحجج عدم وجود طباخين مختصين، عدم وجود هياكل، نقص في الميزانية، رفض المدراء المغامرة بفتح مطابخ دون طباخين مختصين، كما عمدت مؤسسات أخرى إلى اعتماد الوجبات الباردة كحل وسط، فيما تذهب ذات المصادر إلى التأكيد أن مدراء مؤسسات تعليمية يأمرون عمال الشبكة الاجتماعية والنظافة بالإشراف على الطبخ وعلى إدارة هذه المطاعم وذلك لنقص اليد العاملة المتخصصة في هذا الميدان. هذه المعطيات وغيرها وصلت إلى الوزارة وإلى النقابات المعتمدة التي راسلت الوزير بخصوص الموضوع، الأمر الذي أدى بالوزير إلى دعوة الشركاء الاجتماعيين من اجل تشريح القطاع، الذي عولت عليه وزارة التربية ليكون لبنة في اتجاه نجاح إصلاحات المنظومة التربية، إلا أن المعطيات الأخيرة أعادت طرح القضية من منطلق صحة وسلامة التلاميذ والطلبة، وهو ما جعل هذه النقابات تأمر مكاتبها الولائية بتقارير رسمية عن وضعية المطاعم المدرسية بجميع المؤسسات التربوية منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي، بغية طرحها بشكل مفصل على طاولة الوزير في القريب العاجل.