ثانويات تقفز على تعليمات الوزير ومطاعم مفتوحة داخل السكنات الوظيفية وفي الأقسام الدراسية لا يمكن وصف واقع المطاعم المدرسية بولاية الجلفة، سوى بالكارثة الحقيقية أو ''القنبلة'' الموقوتة التي تنتظر مبررات الانفجار، التي بإمكانها في حالة تواصل نفس سياسة التسيير القائمة، نسف هذا القطاع الحيوي الذي يمس مباشرة، صحة وسلامة الآلاف من التلاميذ، لأنه مرتبط أساسا بتغذية البطون وكما هو معروف ومتداول فإن بيت الداء هو البطن.من هذا المنطلق، وفي محاولة لتعرية حقيقة هذا الوضع، مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات. وفي ظل الإصلاحات الوزارية التي كان لها انعكاس مباشر على هذا القطاع الحساس، عمدت ''البلاد'' إلى فتح هذا الملف، لنقل وقائعه وتشريحه على كافة المستويات والأصعدة من خلال الاتصال بجهات متابعة للوضع وأخرى هالها ما هو حاصل، لنعود بحقائق أقل ما يقال عنها إنها ''كارثية'' وقد تكون بعيدة عن ''أعين'' أولياء التلاميذ ولا نقول بعيدا عن أعين الجهات والمصالح المعنية، لأن هذه الأخيرة على علم بحقيقة الوضع وبمشاكله المتوارثة والمتجددة. وتؤكد مصادر''البلاد'' أن عدد المطاعم على مستوى الولاية يقدر ب 452، منها 34مطعما في طريق الإنجاز أو منجزة وخارج الخدمة، و60 مطعما هي في الأصل سكنات وظيفية أو أقسام تم تحويلها لتفي بغرض تقديم الوجبات. عمال النظافة يطبخون للتلاميذ في غياب العمال المختصين!! تؤكد المتابعة الميدانية لسير المطاعم المدرسية، أن الوضع كارثي على كافة المستويات والأصعدة، حيث يشرف على عملية ''الطبخ'' عمال الشبكة الاجتماعية، في الوقت الذي يشرف فيه نفس العمال على تنظيف الأقسام والمدارس وحتى على غسل الصحون. ويذهب تقرير للأمانة الولائية بالجلفة للنقابة الوطنية لعمال التربية والذي تحوز ''البلاد'' نسخة منه إلى تأكيد هذه الوضعية، زيادة على أن هناك مطاعم كثيرة تقدم الوجبات الباردة التي تضر بصحة التلاميذ رغم أن هذه المطاعم موجودة بمؤسسات تربوية حضرية وعلى مستوى عاصمة الولاية نفسها، ومن بين المطاعم التي تم الإشارة إليها مباشرة في التقرير والتي تقدم وجبات باردة مطاعم كل من إبتدائيات ''الهادي محمد، المجمع الجديد'' المتواجدة بعاصمة الولاية، مؤسسات ''جرعون قويدر، طاهيري بلقاسم، بن سالم عبد العزيز، ابوبكر الصديق، بن سالم عبد العزيز، سي عبد الرحمن بن الطاهر''، المتواجدة ببلدية مسعد ''ومدرسة ''لخضر بن خليف'' بفيض البطمة، مدارس'' سويدة عبد القادر، مصطفاي بلقاسم، جغمة رمضان، الأمير''، المتواجدة ببلدية عين وسارة. زيادة على مدارس ''طير القلاب، المويلح، الخربة'' المتواجدة بسيدي لعجال'' والقائمة تبقى طويلة ومفتوحة على مؤسسات تعليمة كثيرة في مختلف البلديات. في الوقت الذي يؤكد فيه تقرير النقابة أن هذه المطاعم تُسير بعمال الشبكة الاجتماعية والذين طبعا يتم توجيههم سواء قبل تقديم''الوجبة'' أو بعدها إلى القيام بعمليات التنظيف والكنس والحراسة ولنا أن نتصور نوعية ''الطبيخ'' الذي يتم إعداده من طرف هؤلاء للتلاميذ. الوضعية السالفة الذكر مطروحة في مطاعم المدارس الابتدائية والمتوسطات وحتى الثانويات، حيث سجل التقرير المذكور أن هناك نقصا كبيرا في الطباخين، مما يجبر المدراء على الاستنجاد بعمال الشبكة الاجتماعية، زيادة على عدم الاستفادة من النظام الداخلي رغم وجود الهياكل وعدم استفادة التلاميذ في العديد من المؤسسات من الإطعام. وعلى الرغم من قرار وزير التربية الوطنية القاضي باستفادة التلاميذ من نظام النصف الداخلي للثانويين نظرا لضيق الوقت بين فترتي الصباح والمساء، غير أن تقرير النقابة يؤكد أن أغلبية ثانويات الولاية لم تطبق هذه التعليمة، لتضربها عرض الحائط وتحرم الثانويين من هذا النظام الذي أقرته الوزارة المعنية إلا أنه بالجلفة لم يطبق إلى حد الآن ومن بين الثانويات المعنية متقنة الإدريسية، ثانوية فيض البطمة، متقنة زيان عاشور وغيرها التي لم تعتمد هذا النظام. الأوساخ سيدة الموائد وبطون التلاميذ في خطر!! الحديث عن النظافة بالمطاعم المدرسية لولاية الجلفة، مؤجل إلى إشعارات أخرى، إذ تؤكد العديد من الشهادات المنقولة على أن النظافة هي آخر الأشياء المحترمة أو الممارسة، وذلك لعدم وجود عدد كاف من العمال المهنيين، ولكونها قبل كل شيء تُسير عن طريق عمال الشبكة الاجتماعية ولنا أن نتصور عامل في الشبكة ينظف ''مراحيض'' المدارس وبنفس المنطق ينظف المطعم وأدواته المستعملة، وهي الحقيقة التي أكدها تقرير النقابة الوطنية لعمال التربية، الذي أضاف أن ''هذه الوضعية مطروحة خاصة في الإبتدائيات والمتوسطات ا. زيادة على ذلك يقول ذات المصدر إن هناك مطاعم موجودة كهياكل إلا أنها تظل مغلقة منذ الموسم الماضي، ليبقى السؤال مطروحا ما فائدة تشييدها إن لم تقدم خدماتها للتلاميذ؟؟ وكان نائب رئيس الفيدرالية الوطنية عمراوي بلقاسم قد صرح ل''البلاد'' مطالبا بتفعيل المطاعم المدرسية التي لا يزال الكثير منها خارج الخدمة إلى حد الآن، وفتح وتعميم النظام نصف الداخلي، نظرا لضيق الوقت بين ساعة الخروج والدخول وكذا لأن التلاميذ أغلبيتهم يقطنون بعيدا عن المؤسسات التربوية.