تدخل صباح اليوم امتحانات شهادة التعليم المتوسط يومها الثاني على وقع حالة من الارتياح الأوّلي، عاشها التلاميذ الممتحنون أمس مع أسئلة مادة اللغة العربية التي قالوا عنها أنها كانت معقولة ومقبولة وفي متناول الجميع، ومادة الفيزياء التي قالوا عن أسئلتها هي الأخرى أن الجزء الأول منها كان في المتناول، فيما كان جزؤها الثاني صعبا، وشحيحا في المعطيات التي تساعد على الإجابة، وهذه هي انطباعات أعداد كبيرة من الممتحنين بمتوسطات الرويبة وأول ماي في ولاية العاصمة. تتواصل امتحانات شهادة التعليم المتوسط لليوم الثاني على التوالي عبر كامل ولايات الوطن، وسط أجواء من الأمل والتفاؤل بالنجاح والحصول على أعلى المعدلات. وكانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط قد أشرفت صباح أمس من مركز الامتحان بن عياد خليفة في بشار على فتح أول ظرف لهذه الامتحانات، وهو ظرف أسئلة مادة اللغة العربية، قبل أن تنطلق في جميع ولايات الوطن. وبالمناسبة كشفت الوزيرة عن وجود برنامج خاص بولايات الجنوب يقضي بتوفير كل الامكانيات المادية، وما يكفي من الأساتذة والطواقم البشرية الأخرى لضمان السير الحسن لكل المؤسسات التربوية، وستتكفل الجلسات الوطنية المقرر عقدها شهر جويلية القادم بطرح الحل النهائي لهذا الإشكال. ولاحظت أنه لن يصبح مقبولا أن لا تتوفر الابتدائيات والمتوسطات والثانويات على الأعداد اللازمة من الأساتذة، وهي تعني بذلك أساتذة اللغات الأجنبية، ولاسيما منها أساتذة الفرنسية والانجليزية والإسبانية والألمانية، التي أظهرت الامتحانات الرسمية الأخيرة أن أعدادها ليست بما يكفي جميع مناطق ولايات الجنوب. وإعفاء الممتحنين من مادة الفرنسية في امتحان رسمي بدعوى أنهم لم يدرسوها ليست هي الحل، بل وهي في نظر العارفين بالشأن التربوي سلوك خاطيء، ونوع من الغش للتلاميذ. وحسب ما يبدو من تصريحات الوزيرة، فإنها عازمة على حل هذه المشكلة، ويكون ذلك أساسا بالعمل على توفير السكن للأساتذة وحوافز أخرى، وقد وقفت الوزيرة في بشار على إحدى ورشات إنجاز برنامج 512 سكن إجتماعي إيجاري موجهة لفائدة أساتذة الولاية، وهذا البرنامج السكني الذي يشمل131 وحدة منجزة جرى توزيعها على المستفيدين عبر عدة بلديات بالولاية، و 284 وحدة أخرى لم تنطلق بعد، وقد خُصص لهذا المشروع أكثر من 135 مليون دينار، وسيتم استلامه نهاية السنة الجارية. وقد يكون من أولوية الأولويات أيضا توفير أجهزة التبريد شتاء وأجهزة التسخين صيفا في كافة المؤسسات التربوية، ولاسيما بعد أن تمّ توحيد التاريخ الذي تجري فيه الامتحانات الفصلية والرسمية بين ولايات الشمال وولايات الجنوب. وما يمكن الحديث عنه في أول يوم من امتحانات شهادة التعليم المتوسط، الذي هو يوم أمس، أن أسئلة مادة اللغة العربية كانت معقولة ومقبولة وفي متناول جميع التلاميذ، وبإمكان كل من واظب على الدراسة والمراجعة بصورة عادية طوال السنة الدراسية سينجح فيها وربما بأعلى المعدلات، وتلك هي انطباعات تلاميذ بعض مراكز الامتحان بالرويبة وأول ماي بولاية العاصمة، ونفس الشيء تقريبا كانت انطباعاتهم حول أسئلة امتحان مادة الفيزياء التي جاءت بعدها في الفترة الصباحية، إذا ما استثنينا الجزء الثاني من هذه الأسئلة، الذي قال عنه التلاميذ أنه يفتقد للمعطيات الكافية، وصعب التناول، ولذلك وفق ما أوضحوا أغلبية التلاميذ أجابوا بسهولة عن الجزء الأول من الأسئلة، واضطربوا في الإجابة عن الجزء الثاني منها، وتلك أيضا هي انطباعات الجميع. ومع ذلك فجميع التلاميذ الذين تقربت منهم »صوت الأحرار« متفائلون بامتحاني مادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية، المقرر الامتحان فيهما زوال أمس، وكذا وعلى وجه الخصوص، مادة الرياضيات التي يجتازها التلاميذ صباح اليوم، والتي هي مادة أساسية، وكل التلاميذ مُتهيبين منها، ويأملون في نفس الوقت أن تكون أسئلتها معقولة، غير تعجيزية وغير تفخيخية. ونشير إلى أن الامتحانات ستتواصل يوم غد أيضا، وسيُعلن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات عن نتائجها يوم 30 جوان الجاري، ونُذكّر في نفس الوقت أن نسبة النجاح في امتحان شهادة التعليم المتوسط للسنة الدراسية الماضية بلغت ما قيمته 48 بالمائة، حاز فيها 452 تلميذا ناجحا على تقدير ممتاز، بمعدل فاق 18 من 20 ، وتحصل فيها 2536 تلميذا على معدل 20 من 20 في بعض المواد.