تعاون الأستاذ العربي مرّاد رفقة ولديه جمال وعبد الحميد في إصداره الأخير الموسوم » أمحو أميتي بثقافة اللاّعنف«، الصّادر عن دار هومة، والموجّه إلى المستوى الثّالث بأقسام محو الأميّة للجمعية الجزائرية لمحو الأمية»اقرأ«، يحوي مواضيع جديدة تستجيب لتطلّعات القارئ، بعرض ظاهرة العنف في شكل سلوكات للتّحسيس بخطورته. المؤلّف جاء في 124 صفحة ويضاف إلى مجموعة الكتب التي ألّفها مفتّش التربية المتقاعد العربي مرّاد لصالح متمدرسي أقسام محو الأمية بجمعية »اقرأ«، اعتمد في أغلب الحيان على نصوص وتشريعات كثيرة ومتنوّعة منها التّشريع الإسلامي، المواثيق والتشريعات الممية والدولية، مواثيق وقوانين الدّولة الجزائرية على غرار الدّستور، قانون العقوبات، الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف وقانون الأسرة. يعالج الكتاب المرفقة بدليل موجّه للمعلّمين، مجال تعليم اللغة بجميع أنشطتها من قراءة، تعبير شفوي وكتابي، قواعد ومحفوظات مطالعة، ناهيك عن أنّ البيداغوجية المعتمدة في تقديم نصوص الكتاب تقوم على أساس البحث والاستكشاف بدل التلقين واستظهار المعلومات، بأسلوب بني على أساس المزج بين أسلوب القصة وأسلوب الحوار، حيث يتوفر في النص عنصر الحركة والتشويق والواقعية، فتقدم ظاهرة العنف في شكل سلوكات بين شخصيات النص وهي تتفاعل في مواقف حياتية تعبر عن واقع يجعل الدارس يحس به ويعيشه كأنه حقيقة. الكتاب حسب مؤلّفه الأستاذ العربي مرّاد يتكون من 22 وحدة،عدد صفحات كلّ واحدة أربعة، تحوي كل وحدة أنشطة لغوية ذات أهداف محدّدة لكل نشاط، يتمّ التعامل معها كنظام متكامل ينطلق من نص واحد، منها »مازالت الجزائر بخير«، »لقمة العيش في الميزان«، »بطاقة صفراء«، »السنون المنسية« وغيرها، يجد القارئ من خلال دراستها المعاني والأحداث تساق إليه من خلال مواقف وعلاقات بين أشخاص يعبرون عن وجودهم بأساليب متنوعة من القول والفعل، وبما يناسب النضج الفكري والعقلي للقارئ، فالنص يجعله أمام مشهد مرئي ومسموع يعبّر عن حقيقة ماثلة أمامه ?تجعله يقتنع بأخطار العنف على الأفراد والجماعات، ويقتنع بوجوب الانضمام إلى كل الأصوات والأقلام التي تدعو إلى إعلان الحرب على هذه الظاهرة بكل الطرق والوسائل. الكاتب لخّص العنف في 5 صفحات للمطالعة من ص 120 إلى ص124 تحوي تحليلا وافيا ويسرد من الجرائم الواقعة ما يشجع على التصدي للظاهرة حتى وان اقتضى الأمر بالسلاح مثلما حدث مع الإرهاب، كما عالجت مواضيع الكتاب العنف بجميع أشكاله ودرجاته وفي شتى مناحي الحياة، فالكتاب لم يترك ولم يهمل صغيرة ولا كبيرة يمكن أن تصنف في باب العنف إلا أحصاها وسجلها وعالجها، ومنها السبّ والشتم، المس بالسلامة المعنوية، القذف، التمييز على المولد أو العرق أو الجنس أو الرأي، الرشوة، العنف في الملاعب وغيرها. مواضيع الكتاب جاءت مبوّبة في خمسة محاور رئيسة تتمثّل في العنف من منظور المرجعيات المعتمدة، حيث تعتمد مواضيع هذا المحور على النصوص الشرعية والقوانين والتشريعات التي وضعت لمحاربة العنف والوقاية منه، كما تبرز دور المؤسسات الوطنية والدولية في إرساء ثقافة السلم والأمن، وكذا العنف من منظور التشريع الجزائري، العنف في الأسرة والعائلة، محور يعالج العنف ضد الوالدين، البنت،الأخت والزوجة ويتناول أسباب الظاهرة وسبل علاجها والحد منها انطلاقا من خصوصية كل حالة، العنف في المؤسسات العامة وتعالج نصوصه العنف في المؤسسات العمومية كالمدارس والمرافق الخدمية ووسائل الاتصال، العنف في الشارع ويتناول العنف في الشارع وفي الملاعب وفي الطرقات، ويعالج أسباب الظاهرة وانعكاساتها على المجتمع وعلى الفرد وسبل الوقاية منها، العنف ضد الفئات الضعيفة ويعالج هذا المحور العنف الموجّه ضد الفئات الضعيفة والمحرومة، ويعمل على بثّ روح التحدي والعزيمة لدى هذه الفئات ويحيي روح التضامن في نفوس ذويهم والمقربين منهم . وبذلك يمكّن الكتاب بمضامينه الفكرية واللغوية الدارس من المهارات اللغوية الأساسية :الاستماع، القراءة ، التعبير الشفوي والكتابي والقواعد ويتحقق ذلك من خلال قراءة النصوص وتحليلها وإجراء التطبيقات عليها.