استعرضت، أمس، عائشة باركي رئيسة جمعية إقرأ إصدارها الجديد، بعنوان »أمحو أميتي بثقافة اللاّعنف«، دعت من خلاله إلى نبذ العنف بجميع أشكاله ودرجاته وفي شتى مناحي الحياة، ستوزّع منه 5000 نسخة بداية الموسم الدّراسي المقبل على مختلف مراكز محو الأميّة عبر الوطن. أكّدت عائشة باركي أنّ كتاب »أمحو أميتي بثقافة اللاّعنف« أنجز برعاية وزارة الأسرة والتّضامن الوطني وهيئة الأمم المتّحدة، وبمشاركة الأمن والدّرك الوطنيين ومختصّين منهم قضاة ومحامين إلى جانب فعاليات المجتمع المدني، وهو موجّه حسبها للدارسين في أقسام الجمعية، مخصّص للمستوى الثالث ويرافقه دليل مرجعي يشرح مضامين الكتاب ويساعد المعلّمين على معرفة المقاصد والتوجهات البيداغوجية التي أقرتها الجمعية في مؤسساتها، كما يعالج مجال تعليم اللغة بجميع أنشطتها. ظاهرة العنف طرحتها باركي من خلال الكتاب الذي ألّفه الأستاذ العربي مرّاد، في شكل سلوكات بين شخصيات النص، تتفاعل في مواقف حياتية تعبّر عن واقع يجعل الدارس يحسّ به ويعيشه كأنه حقيقة، حيث تقوم البيداغوجية في تقديم نصوص الكتاب على أساس البحث والاستكشاف بدل التلقين واستظهار المعلومات، بينما بني الأسلوب الغالب في تقديم النصوص على أساس المزج بين أسلوب القصة وأسلوب الحوار، حيث يتوفر في النص عنصر الحركة والتشويق والواقعية. ذات النهج يناسب الدارس في أقسام الجمعية، حسب عائشة باركي، لكونه »راشد يمتلك قدرات عقلية جيدة، وله تجارب اجتماعية غنية بحكم سنه إذا ما قورن بمن هم في مستواه من تلاميذ أقسام السنتين الرابعة والخامسة في التعليم الابتدائي«. في ذات السياق كشفت باركي أنّ البرنامج والمواضيع تمت المصادقة عليها من قبل وزارة التضامن الوطني ومن قبل جمعية اقرأ، وهي تتمحور حول ثقافة اللاعنف وتعمّق حقوق المرأة وواجباتها كيفما كان وضعها الاجتماعي فهي »تعامل بصفتها مواطنة وإنسانة لها رسالتها في الحياة تجاه نفسها وأسرتها ووطنها«، وذلك انطلاقا من نصوص وتشريعات كثيرة ومتنوعة كمراجع منها المواثيق والتشريعات الأممية، مواثيق وقوانين الدولة الجزائرية، على غرار الدستور الجزائري، قانون العقوبات، قانون الأسرة، الإستراتيجية الوطنية التي أعدتها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة إلى جانب مراجع أخرى. العنف لخّص، حسب المؤلّف العربي مرّاد، في خمس صفحات للمطالعة تحوي تحليلا وافيا »تضمّ من الجرائم الواقعة ما يشجع على التصدي للظاهرة حتى وان اقتضى الأمر بالسلاح مثلما حدث مع الإرهاب« كما عالجت مواضيع الكتاب المبوّبة في خمسة محاور، العنف بجميع أشكاله ودرجاته وفي شتى مناحي الحياة، فالكتاب لم يترك ولم يهمل صغيرة ولا كبيرة يمكن أن تصنف في باب العنف إلا أحصاها وسجلها وعالجها، على غرار السب والشتم، المس بالسلامة المعنوية، الرشوة، العنف في الملاعب، معاقبة التلميذ في المدرسة، الإفراط في السرعة والتهور، أخطار المخدرات في المجتمع، الاعتداء على المعلم، إهمال الأطفال والعجزة، الاغتصاب والتحرش ضد المرأة، الجرائم ضد الأصول وغيرها من المواضيع المهمّة.