أمس الثلاثاء بالرويبة بالجزائر العاصمة تكريم الفائزين بمسابقة »عبد الرحمن أمالو« في طبعتها الثانية و التي عنيت بأفضل البحوث و الأعمال الموجهة لترقية و إدماج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة و التي شملت المدارس التابعة لمديرية التربية للجزائر-شرق . وأبدى عشرات التلاميذ من عدة بلديات بشرق الجزائر العاصمة ممن فازوا بهذه المسابقة سعادتهم بالهدايا التي تسلموها وفقا لسلم محدد و التي تنوعت بين إقامة في مركز للمعالجة بمياه البحر و فواتير شراء بقيمة 000,4 دج أو كتب قصص و التي وزعت عليهم خلال حفل احتضنته مدرسة عيسى حاوشين بحوش الرويبة. و عرف هذا الحفل تقديم وصلات فنية مميزة من قبل تلاميذ مؤسسة حوشين و أساتذتهم تمثلت في فقرة مسرحية و أغنية جماعية إضافة إلى عرض للأزياء بينما كان نجم الحفل الأول السيد أمالو الذي يعد أول كاتب جزائري خط كتبا بلغة البراي لفائدة المكفوفين. و تم بالمناسبة تكريم التلاميذ النجباء الذين حققوا أفضل النتائج في شهادة نهاية التعليم الابتدائي بنسبة 80 بالمائة حسب إدارة المؤسسة التي فتحت أبوابها في الثمانينات و تعد 366 متمدرس , وذلك بالرغم من النقائص المسجلة فيها من حيث غياب التدفئة و تدهور مختلف تجهيزاتها. يشار إلى أن إطلاق جائزة »عبد الرحمن أمالو« يعود لسنة 2013 من قبل الجمعية الوطنية لترقية و إدماج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتنسيق مع مديرية التربية الجزائر-شرق و السيد أمالو نفسه تكريما للأعمال التي قدمها و التي تهدف إلى إدماج فئة المعاقين في المجتمع ابتداء من المدرسة. و قال السيد امالو » يجب تشجيع كل المبادرات التي من شأنها ترقية فكرة المساواة في الفرص بين جميع الأطفال و تحقيق هدف منح فرصة الاندماج في المجتمع لكل الأطفال المعاقين بمن فيهم المكفوفون من خلال العلم و المعرفة«. و يطمح السيد أمالو إلى نشر في 5 يوليو المقبل و بلغة البراي الرسالة الأخيرة للشهيدة حسيبة بن بوعلي لوالديها و التي يعود تاريخها إلى 15 سبتمبر 1957 قبل استشهادها بفترة قصيرة , علما أنه سبق له نشر نحو 30 مؤلفا بنفس اللغة و التي تم توزيعها مجانا على التلاميذ في مدارس المكفوفين و ذلك بالتنسيق مع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية. وحسب رئيس الجمعية الوطنية لترقية و إدماج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة السيد بشير براق فان »القانون الخاص بإدماج التلاميذ المعاقين في المدارس النظامية موجود إلا أن الأولياء و الجمعية التي ترافقهم يواجهون عدة صعوبات في تسجيل هؤلاء التلاميذ بالمؤسسات التربوية«. وارجع هذا إلى »تخوف« إدارات المؤسسات التعليمة و كذا الأساتذة من تسجيل الأطفال المعاقين و تعليمهم بحجة أنهم يحتاجون إلى تكفل متخصص مع حالاتهم وهو ما يتعارض مع القانون الذي يؤكد على أحقيتهم في التعليم و التمدرس. و أجمع كل من أمالو و براق على ضرورة تكثيف العمل التحسيسي للجمعية التي تعمل لصالح هؤلاء الأطفال الذين يبقون بحاجة ماسة لأن يتم قبولهم كما هم في الوسط المدرسي حتى يتمكنوا من إيجاد مكان لهم مستقبلا كفاعلين في المجتمع.