أنا أتعجب لبعض أشقائنا الصحفيين في مصر كيف يتحاملون علينا ثم يتساءلون : لماذا يكرهنا الجزائريون ونحن الذين حررناهم من الاستعمار الفرنسي ؟ وسبب التساؤل ليس سوى لأن الجزائريين متحمسين لكرة القدم مثل الشعب المصري تماما، وربما الشعب المصري أكثر منا حماسة، بل إن السبب يرجع لكون الفريق الوطني لكرة القدم حقق انتصارات باهرة عادت به إلى واجهة الكرة في العالم، ولأن رفقاء زياني هم المنافس الحقيقي الوحيد للمنتخب المصري على تأشيرة التأهل للمونديال. يا أشقائنا نحن لا نكره مصر .. بل نحبها حبا جما .. لكن ما ذنبنا إذا أوقعتنا القرعة معا في مجموعة واحدة متنافسة على كرسي واحد ؟ نحن منافسون لمصر على اقتطاع تأشيرة التأهل فقط .. وبكل شفافية ووضوح وبكل روح رياضية، وبدون اللجوء إلى شراء الحكام ولا لاعبي أي فارق منافس لمصر . نتنافس كأخوة وأشقاء و»حبايب« مثلما يقول أشقائنا في مصر، وكلمة »حبايب« حقيقية وبدون نفاق ، وليست من الكلمات الوردية التي تعودنا سماعها في المسلسلات، لكننا نحث فريقنا لكرة القدم لعمل المستحيل فوق أرضية الميدان للتأهل من »ستاد القاهرة« .. وهذا حق مشروع. أما ادعاء الإعلامي المصري »عمرو أديب« بأن مصر هي التي حررت الجزائر .. فهذا الكلام بدون أن أصفه أنظر إليه من ثلاث زوايا : 1 – إن الجزائر حررها المجاهدون الأحرار، لم تحررها لا مصر ولا السعودية.. كما لم يمنحها ديغول الاستقلال كما يقال حتى عندنا في الجزائر. 2 – نحن أبناء الاستقلال، نحتفظ بالجميل لكل الشعوب العربية وخاصة الشعب المصري والقيادة السياسية المصرية في الستينيات وعلى رأسها الزعيم العربي الخالد السي جمال عبد الناصر، وكلمة »السي« في الجزائر تعني التقدير والاحترام، على الدعم الذي قدموه للثورة الجزائرية، فنحن إلى اليوم نتداول قصص وحكايات النساء العربيات اللائي نزعن حليهن وتبرعن به للثورة الجزائرية. وما نزال نتداول حكايات وقصص أطفال المدارس العرب في كل مكان وهم يتبرعن ب »قرش الجيب« لصالح ثورة نوفمبر الخالدة. 3 – إن هذا الصحفي »الأديب« أعماه » الجلد المنفوخ « إلى درجة يسيء لعلاقات الشعبين الكبيرين. والمفروض من الصحفيين في كل من مصر والجزائر أن لا يساهموا في إحداث الشرخ بينهما بسبب » لعبة«. في الختام أريد أن أتساءل فقط : هل لو مازالت الثورة الجزائرية قائمة في ظل وجود صحفيين من هذا النوع، يصل صوتهم إلى كل بقاع العالم .. هل كان الشعب العربي بنسائه وأطفاله يساندون الثورة ويتبرعون لها ؟ ليكن الجواب مثلما كان .. لكن هاهو »معبر رفح« مثلا .. لم يفتح في وجه مقاومة لا تقل رهاناتها القومية عن حجم رهانات الثورة الجزائرية .. لسبب بسيط هو أن بعض الصحف جعلت المقاومة خطر على الأمن العربي مثلما جعل بعضهم » تأهل الفريق الجزائري للمونديال« خطر على الأمن العربي العام، ومثلما قال »أديب« مصر في ما معناه : »أن أبو تريكة وسنحضري وزملائهم حرروا الجزائر من الإستعمار الفرنسي« ..