يعرض الفلاحون بفضاء السوق الجوارية للخضر و الفواكه بمدينة تيبازة منتوجاتهم التي تأتي مباشرة من الحقول بأثمان مغرية مكسرين بذلك الأسعار بنسبة 50 بالمائة وذلك بمناسبة شهر رمضان الكريم. وقد ساهم هؤلاء الفلاحين في تراجع قياسي للأسعار من خلال هذه التظاهرة التي تنظمها غرفة الفلاحة بالتنسيق مع مديريتي الفلاحة و التجارة و مصالح الولاية وتعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني والتي ستتواصل إلى غاية نهاية الشهر الفضيل. ذكر العديد من الفلاحين المشاركين في هذه التظاهرة التي تنظمها غرفة الفلاحة بالتنسيق مع مديريتي الفلاحة و التجارة ومصالح الولاية والتي لاقت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين أنهم عازمون على محاربة الوسطاء و المضاربين الذين يتضرر منهم المنتج و المستهلك على حد سواء.كما يأتي انخراط و استجابة الفلاحين المنتجين في هذه المبادرة التي أصبحت تشكل حديث العام والخاص بمدينة تيبازة لدواعي أخلاقية ودينية على اعتبار أن الشهر الفضيل شهر البركة والرحمة و فعل الخيراتو ومن يبحث عن الربح السريع فالسنة طويلة على حد تعبير الفلاح موطرفي بلعربي. وأوضح المنتج موطرفي أن مشاركة الفلاحين هذه تندرج أيضا في سياق العمل على محو الصورة السيئة التي ارتسمت لدى بعض الزبائن عن الفلاحين، مشيرا أن الفلاح يكد و يجتهد طول الموسم لكن فائدته جد ضئيلة مقارنة بالوسطاء الذين يشوهون سمعتهم من خلال المضاربة في الأسعار.وأضاف قائلا البيع المباشر هو الطريقة الوحيدة لوضع حد للمضاربة من خلال محاربة الوسطاء في الميدان، معربا عن أمله في أن يحذو باقي المنتجين عبر الولايات حذو فلاحي ولاية تيبازة على الأقل خلال شهر رمضان. 1000 دج فقط لملء قفة 3000 دج في أسواق أخرى وبمجرد الاقتراب من موقع السوق بالحي الإداري عند المخرج الشرقي لمدينة تيبازة يلاحظ ذلك الإقبال الكثيف لمواطنين من كل الفئات العمرية نساءا و رجالا وقد قدموا باكرا لاقتناء مختلف أنواع الخضر و الفواكه واللحوم بأسعار مغرية مقارنة بتلك الجنونية التي تقترحها الأسواق الأخرى بالولاية حسب الأصداء في عين المكان. وفي كل الأحوال لا تتجاوز أسعار مختلف أنواع الخضر و الفواكه المعروضة للبيع ال50 دج للكلغ الواحد.فبينما يعرض البصل ب 10 دج يتراوح سعر البطاطس و الطماطم و الجزر و الكوسة و اللفت بين 30 و 35 دج للكلغ فيما تباع الفاصوليا الخضراء و الحمراء ب .50 يضاف إلى ذلك جودة و نوعية السلع المعروضة و الواضحة للعيان وبكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث يلاحظ أن كل الخضروات المعروضة طازجة و ما تزال زرائحة الجنان تنبعث منها، يقول »مهدي ش« زبون التقته وأج بالسوق.ويشارك قرابة 33 فلاحا من الولاية بهذه السوق الجوارية التي تتربع على 600 متر مربع و تبقى غير مستغلة و مغلقة طيلة أيام السنة لأسباب تبقى مجهولة، حيث وعد والي الولاية مصطفى العياضي إثر زيارة قام بها مؤخرا لهذا الفضاء بالعمل بالتنسيق مع غرفة الفلاحة على تحويل السوق إلى قاعة عرض للمنتوجات الفلاحية بالولاية. واشترط العياضي العمل في هذا التوجه وفق دفتر شروط تلزم أحد بنوده البيع المباشر للمستهلك بين الحين والآخر في خطوة تهدف إلى تسقيف أسعار الخضر والفواكه لاسيما بولاية تيبازة التي تعد ولاية فلاحية بامتياز. تيبازة... معاناة طويلة مع أسعار الخضر و الفواكه ومعروف أن المواطنين بولاية تيبازة يعانون من الغلاء الفاحش لأسعار الخضر والفواكه في ظل عدم وجود سوق للخضر والفواكه مما يضطر العديد من العائلات اللجوء أسبوعيا إلى أسواق من خارج المدينة على غرار حجوط وشرشال والقليعة لاقتناء مستلزماتهم الغذائية. وساهمت هذه الوضعية في انتشار التجارة الموازية للخضر والفواكه على قارعات الطرق وفوق الأرصفة من جهة ومن جهة أخرى ساهمت في تحكم ثلاثة أو أربعة تجار في أسعار الخضر والفواكه التي تعرف ارتفاعا مذهلا في الأسعار بمدينة تيبازة. ويفسر بعض الزبائن هذه الظاهرة التجارية باستغلال هؤلاء التجار لغياب المنافسة الحقيقية ويتعاملون مع مدينة تيبازة على أنها مدينة سياحية تستوجب ميزانية باهظة للعيش فيها.وهو نفس التبرير الذي يقدمه مدير التجارة بالولاية السيد بيتر الساسي وكذا مدير المصالح الفلاحية اللذان أكدا عزم السلطات العمومية على تسقيف الأسعار من خلال تدعيم مثل هذه المبادرات وتشجيع انخراط المنتجين فيها، فيما كشف بيتر عن قرب استلام 14 سوقا جوارية عبر الولاية منها واحدة بوسط مدينة تيبازة. وقال المتحدث أن تراجع أسعار مختلف الخضروات المعروضة مقارنة بمحلات الخضر والفواكه بمدينة تيبازة يقدر حاليا ب50 بالمائة بفضل تلك المبادرة.