استبعد وحيد بوعبد الله الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، نهائيا أي إمكانية لفتح رأسمال الشركة وقال إن الأمر غير مطروح البتة، معترفا من جهة أخرى بأن المشكلة الأساسية التي تعاني منها تكمن في تردي الخدمات، فيما كشف أن ديون هذه الشركة المتراكمة للسنوات الخمس الأخيرة بلغت حوالي 20 مليار سنتيم، وينتظر أن يقرّر اجتماع المجلس الوطني للاستثمار لهذا الأربعاء حجم الدعم المخصّص لها. وافقت الحكومة على طلب إدارة الخطوط الجوية الجزائرية بمنحها مساعدات مالية معتبرة تمكّنها من تجاوز بعض المشاكل التي تعاني منها من حيث التسيير، حيث من المنتظر أن يفصل المجلس الوطني للاستثمار في هذه المسألة وذلك خلال اجتماع يعقده غدا برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى، ويقدّر الاعتماد التي ستحصل عليها الشركة خلال 15 سنة ب 2 بالمائة من مخصصات الصندوق دون أن يتم الكشف عن القيمة الفعلية لهذا الغلاف المالي بالعملة الوطنية. وزيادة على ذلك فإن الخطوط الجوية الجزائرية استفادت من غلاف مالي بقيمة 100 مليار دينار على المدى المتوسط بغرض تدعيم الأسطول الجوي وتحسين بعض الجوانب التقنية إلى غاية العام 2014، بحيث سيتم اقتناء أربع طائرات جديدة تسع 50 راكبا بعد أن تم التوقيع على اتفاقية تنص على ذلك مع شركة فرنسية، إضافة إلى أن شراء سبع طائرات أخرى قيد الدراسة في انتظار تدعيم الأسطول الجوي بأربع طائرات أخرى مما يعني في الإجمال اقتناء 15 طائرة جديدة. وبحسب الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية الذي كان يتحدّث أمس على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، فإن مخطط التنمية الخماسي سيسمح بفتح أكاديمية تابعة للشركة مختصة في التكوين ناهيك عن عمليات لترميم أرضيات المطارات، مركزا على أهمية تحسين نوعية الخدمات التي اعتبرها بمثابة »النقطة السوداء« كونها أثرت في مستوى أداء الشركة التي لم يتوان في التأكيد بأن ديونها بلغت حوالي 20 مليار سنتيم في الفترة بين 2004 و2008، قبل أن يشير إلى أنها تمكنت خلال العام الماضي من رفع قيمة الأرباح ب 100 مليار سنتيم. وأمام الدعم المنتظر من الحكومة وكذا الانتقال إلى ما أسماه »ثقافة الخدمات«، توقّع بوعبد الله أن تسجل الشركة مزيدا من »النجاحات« لتجاوز تراكمات السنوات الماضية، حيث أورد في هذا السياق أن عالم النقل الجوي قد تغيّر كثيرا وهو ما يفرض على الجوية الجزائرية مسايرة هذه التطورات عن طريق تحسين نوعية الخدمات المباشرة مع المسافرين، وهو أمر يعتقد بأنه سيتحقّق مع مرور الوقت، مشيرا إلى أن مشكل التأخير الحاصل في الرحلات يعود إلى عدم امتلاك الأسطول الجوي للشركة طائرات احتياطية يمكن الاستعانة بها عند الضرورة. وقد برّر وحيد بوعبد الله العناية التي توليها الدولة بالشركة بالنظر إلى بعدها الإستراتيجي في الاقتصاد الوطني رغم اعترافه بأنها لم تحقّقٌ بعد الأهداف المنتظر منها كشركة وطنية كبيرة، وهو ما دفعه إلى التأكيد بشكل قطعي بأن فتح رأسمال الخطوط الجوية الجزائرية أمر مستبعد وغير مطروح بالأساس باستثناء بعض الفروع الأخرى التابعة للشركة التي تحتاج، كما قال، إلى الدعم على غرار فرع التصليح الذي أوضح بأنه سيتم البحث عن علامة دولية لشرائها والاستفادة من خبرتها في المجال، مؤكدا عدم الاستعداد للتنازل عن الشركة مهما حصل خصوصا لدى إشارته إلى بقائها لوحدها في العشرية السوداء. ومن جهة أخرى أشار الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية عن الجانب الاجتماعي لعمال الشركة، متحدّثا عن وجود تفاهم مع النقابة بشأن المطالب الاجتماعية للعمال الذي طمأنهم بأنه حريص على تحسين الأجور لكن بوعبد الله فضّل عدم الخوض في تفاصيل إضافية حول هذا الموضوع بداعي أن مثل هذه المسائل تناقش بجدية مع النقابة من منطلق الموقع الإستراتيجي للشركة وكذا الرهانات التي تنتظرها.