نزل السفير فوق العادة ومفوض جمهورية كوريا الديمقراطية بالجزائر، تشوي هيوك تشول، ضيفا على يومية »صوت الأحرار«، حيث استقبله المدير العام للجريدة رفقة عدد من الصحفيين، المناسبة كانت فرصة للسفير لاستعراض حسن العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، كما تطرق إلى الوضع الأمني بشبه الجزيرة الكورية وغيرها من الرهانات الدولية. أدى دى سفير كوريا الشمالية زيارة مجاملة ليومية »صوت الأحرار« صبيحة أمس، حيث كانت فرصة للقاء المدير العام للجريدة محمد نذير بولقرون والطاقم الصحفي للجريدة، وعبر السفير عن سعادته بتواجده بالجزائر حيث قال » إن الجزائر بلد جميل والجزائريون شعب لطيف جدا«، ليسترسل بعدها في الحديث عن العلاقات التقليدية والتاريخية وأن التعاملات بين الجزائر وكوريا لا تقتصر على المجال الدبلوماسي وفقط بل هي علاقات أخوية تشمل كل المجالات، وتحدث السفير عن أهمية تطوير هذه العلاقات بصفة مستمرة لأن ذلك نابع من إرادة قياديي البلدين وقال »من جهتي سأبذل قصارى جهدي لتطوير العلاقات بين بلدينا تجسيدا لإرادة قائد كوريا الشمالية ونعتبر أن نجاحكم هو نجاحنا لأننا نشترك في النضال ضد التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول ونحترم مواقف الجزائر التي تعمل على حماية الأمن والسلم الداخلي وتدافع عن السيادة الوطنية بكل قوة«. وأشار السفير الكوري في معرض حديثه إلى المجهودات التي تبذل على مستوى بلاده من طرف القيادة السياسية لتطوير كوريا الشمالية وجعلها دولة أكثر تحضرا ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، موضحا أنه رغم الصعوبات التي قد تعترض مسار التنمية ببلاده، إلا أن النصر سيكون حليفهم في النهاية، ومن ثم تطرق المتحدث إلى المشاكل الأمنية التي تعرفها شبه الجزيرة الكورية من وضع امني متوتر بسبب التدخلات الأمريكية في المنطقة والتي تحاول عرقلة الاقتصاد الكوري على حد تعبيره.وفي سياق متصل، أشار السفير الكوري إلى المأساة الإنسانية التي تعرفه بلاده بسبب وجود 10 ملايين شخص مشتتين بين الكوريتين بسبب الحرب الكورية وذلك جراء ما قامت به أمريكا، وبالرغم من هذه الأوضاع الصعبة إلا أن العائلات تقوم بإرسال أبنائها وتبادل الزيارات حفاظا على تواصل الأجيال وحماية القرابة العائلية التي تربط الشعبين. كما تطرق السفير إلى مشكل التجارب النووية وقال، إن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية هو من الأهداف الرئيسية لبلاده، مؤكدا أن الأمريكان يقولون بأن كوريا تجري تجارب لإطلاق صورايخ باليستيكية، في الوقت الذي نجد فيه أن أمريكاوكوريا الجنوبية يقومان كل سنة بمناورات عسكرية في شبه الجزيرة، وكل ما نريده نحن -يقول السفير الكوري- هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واستمرار أمريكا في انتهاج مثل هذه السياسة حال دون توحيد الكوريتين. وعليه فإن المارشال في خطابه الافتتاحي لهذه السنة، دعا إلى ضرورة وقف الأعمال العدائية بين الشمال والجنوب لتحسين العلاقات ولكن كوريا الجنوبية تواصل سياستها العدائية. واغتنم السفير الكوري فرصة اللقاء ليشيد بدور الإعلام الجزائري الذي ينتظر منه أن ينقل الصورة الحقيقية عن بلاده وعن ما يجري في شبه الجزيرة الكورية، خاصة وسط التعتيم الإعلامي الذي تمارسه الدول الغربية لتشويه صورة كوريا الشمالية، مشيرا إلى ضرورة تبادل الخبرات في جميع المجالات بين البلدين وكذا في المجال الحزبي بين الحزب الحاكم في كوريا وحزب جبهة التحرير الوطني كحزب سياسي له تاريخ عريق.