جددت الصين دعمها لحليفتها التقليدية كوريا الشمالية وذلك مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الصيني إلى بيونغ يانغ، وتزامن ذلك مع نقل وسائل إعلام صينية استعداد كوريا الشمالية للانخراط في محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف بشأن برنامجها للأسلحة النووية. وقالت الصين إن وعدها بدعم كوريا الشمالية هو»هبة للسلام«. وجاء ذلك في رسائل متبادلة بين الرئيس الصيني هو جينتاو والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل الذي استقبل أول أمس الأحد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو في بداية زيارة تركز على تعزيز العلاقات بين البلدين. وتزامنت رسائل الدعم بين الحليفتين الشيوعيتين في ذكرى مرور ستين عاما على إقامة علاقات رسمية بين البلدين في السادس من أكتوبر 1949. وحسب مصادر في بيونغ يونغ فإن تلك الرسائل المتبادلة بين بكين وبيونغ يانغ لم تشر إلى برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي بل شددت على تعزيز العلاقات الثنائية التي تتوتر أحيانا. لكن وسائل إعلام صينية أكدت أمس أن كوريا الشمالية أبدت استعدادها في محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف لإنهاء برنامج الأسلحة النووية في البلاد، وهو ما ينعش الآمال في إحياء العملية المتوقفة. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا أن رئيس وزراء كوريا الشمالية كيم يونغ إيل أبلغ نظيره الصيني ون جياباو أثناء لقائهما يوم الأحد أن بيونغ يانغ لم تتخل عن هذه الرغبة وأنها مستعدة لإجراء محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف لإنهاء البرنامج النووي«.وأضاف رئيس الوزراء أن بلاده»ستواصل الحفاظ على تبادل وتنسيق وثيق مع الصين«. وفي وقت سابق من الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام أشار رئيس الوزراء الصيني أثناء لقائه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل إلى التزامات كوريا الشمالية وفق اتفاقية أبرمت عام 2005 لتفكيك برنامجها النووي مقابل الحصول على مساعدة اقتصادية. وأكد أن ذلك يصب في صالح كل الأطراف المشاركة ومن بينها بيونغ يانغ. وأكد ون أن »المشاورات هي الطريق الوحيد لحل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية«. وكان الزعيم الكوري الشمالي أعرب مطلع الشهر الماضي عن تأييده لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، إلا أنه لم يعلن العودة إلى طاولة المحادثات السداسية لتحقيق هذا الغرض. وانسحبت بوينغ يانغ من المحادثات السداسية من جانب واحد في وقت سابق من العام الجاري. وحثت حكومات دولية الصين على استخدام إمداداتها المهمة من الطاقة والغذاء لكوريا الشمالية للضغط عليها بشكل أكبر للحد من تطوير أسلحة نووية. وتريد الصين أن تعود كوريا الشمالية للمحادثات الدولية الرامية إلى إنهاء خططها في مجال الأسلحة النووية. وذكر محللون أن الصين -أوثق حليف لكوريا الشمالية- لم تكن سترسل رئيس وزرائها ما لم يكن لديها بعض التأكيدات من بيونغ يانغ بأن ذلك قد يخفف التوترات بشأن أنشطتها في مجال الأسلحة النووية عقب تجربة نووية ثانية وإعلانها أنها حققت تقدما في تخصيب اليورانيوم.