تميزت السهرة الثانية وفي الجزء الأول من يوميات المهرجان الثقافي الدولي » صيف الموسيقى بالجزائر » في دورته الرابعة بعرض فني راق للفرقة الإسبانية »أمالقاما فلامينكا » بأعضاؤها الستة والراقصة المبدعة ذات الأصول الجزائرية سمارا ، الذين أبدعوا في رسم إيقاع غني للتراث الموسيقى الإسباني وطابع الفلامنكو الكلاسيكي على وقع نوتات الغيتارة الناعمة التي حملت أحلام أنامل مؤديها والرقصات المتنوعة للفنانة سامارة التي رحلت بالجمهور إلى فضاء شاسع من الحلم والإيقاع الجسدي المشع بالحركة والأنفة كما إستطاعت الأصوات التي رافقت آلة الإيقاع من خلق أجواء من الزمن الأندلسي أين تحول الصوت إلى مادة للتعبير عن المعاناة والألم وشجن الحب وغيرها من المشاعر التي تعج بها الروح الإنسانية في مواقف عديدة في الحياة اليومية وتداول المغنيان في توليفة تتعالي بأهازيجها مرة لتنخفض إيقاعاتها مرة ثانية حيث تطفوا على حافة الصوت وشوشات ساحرة تعكس الحالة التي يمر بها المبدع وهو في ملكوت الإبداع يصدح بالحب والعشق دون ملل رغم العناء الداخلي والمعاناة ، واستطاعت الراقصة المحترفة سمارة أن تؤكد تجربتها في ولوج عالم فن الفلامنكو الرقصة الإسبانية التراثية المتجذرة في الثقافة والممارسة الفنية الإسبانية حيث أضفت على السهرة رائحة خاصة بإيقاع حذاؤها الإسباني العتيق وبلباسها التقليدي المفعم بالألوان وعبر لوحات تحاكي الحب والإندفاع والقوة الداخلية وفق نسيج زمني أسرت سمارا الحضور بحركاتها المتزنة المدروسة وهي تمرين دافئ للفلامنكو رمز إسبانيا وحضارتها العريقة وقالت الفنانة سمارا » لصوت الأحرار » أنها ولدت وترعرت في الجزائر ثم تنقلت إلى فرنسا ومنها إلى العديد من بلدان أوروبا وقد أصبحت مولوعة برقص الفلامنكوواتجهت لدراسته وممارسته وغاصت في تفاصيله وقد إحترفت رقص الفلامنكو منذ 3 سنوات حيث زارت العديد من المهرجانات التي تعنى بهذا الفن التراثي التقليدي واخترت في زيارتها لوطنها الجزائر أن تقدم عرض كوريغرافي راقص ونخبة منتقاة من التراث الموسيقى الإسباني أمام جكهور المهرجان الذي تفتخر بالمشاركة فيه ويتشكل العرض » ليلة الفلامنكو » من 8 لوحات ثرية نابضة بالحركة والرقص وبالأغاني التي رافقتها.