أمتعت الفرقة الاسبانية للفلامينكو "أمالغاما" سهرة يوم الأحد برياض الفتح الجمهور بعرضها الفني "سانديروس" (الطريق) الذي بعثت فيه روح الأندلس. خمسة فنانين منهم الراقصة الرئيسية ومؤسسة هذه الفرقة الفنية "سمارة" شدوا انتباه الجمهور عبر مزيج من الأصوات والايقاعات والرقصات المتتالية المشكلة لفن الفلامينكو. فعبر حركات متناسقة وعلى ايقاع موسيقى تشدو للحب والحياة والموت جسدت الشابة اليافعة "سمارة" الجزائرية الأصل في لوحة فنية قصة الانسان وما يكنه من مشاعر اتجاه من حوله. وتمكنت الراقصة في مقاطع مختلفة بمساعدة أعضاء فرقتها الذين بدورهم أبهروا الجمهور أن تبرز من خلال الرقصات مخزونا ثقافيا وارثا حضاريا تشترك فيه بلدان ضفتي المتوسط. وأنشأت "سمارة" فرقتها الفنية العام المنصرم بعد التقاءها بسيفيل (اسبانيا) العديد من الفنانين سعيا منهم لتقديم فن فلامينكو أصيل. وقالت الراقصة المتألقة لوأج أنها لم تكن تسعى إلى القيام بمشوار فني حيث قامت بدراسات جامعية في الصحافة والاقتصاد غير أن حبها للفلامينكو كفن موسيقي دفعها للقيام بتكوين اذ تمكنت من التعلم على أيدي أعمدة هذا النوع الموسيقي. فيما تعلمت الرقص خلال قيامها بسفر إلى سيفيل حيث طرقت "سمارة" باب قاعة لتدريس رقص الفلامينكو "لمجرد الفضول" معتبرة أن التجربة كانت قوية لدرجة أنها قررت البقاء في هذه المدينة الأندلسية حيث تعلمت الرقص على أيدي أكبر أعمدة الفلامينكو. وتحصلت الفنانة الجزائرية على شهادة من مؤسسة كريستينا هيرن لفن الفلامينكو ثم على منحة لدراسة هذا الفن نظرا لموهبتها. وتفكر سمارة المولودة بالجزائر العاصمة اضفاء نغمات جزائرية على ايقاعات آلة الدربوكة والمندولين معربة عن أملها في العمل مع فنانين جزائريين حيث يتملكها يقين بنجاح التزاوج بين الموسيقى الجزائرية والفلامنكو. ونظم هذا العرض الفني الذي قدمته فرقة الفلامينكو الاسبانية "أمالغاما" من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.