أفرجت السلطات الليبية أول أمس الخميس عن حوالي 100 عنصر من الجماعة المقاتلة وأصحاب الفكر الجهادي بعد مراجعات فكرية ووساطة من مؤسسة القذافي العالمية للتنمية التي يقودها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقد أعرب رئيس لجنة الحوار بين السلطات الليبية وتلك الجماعات الدكتور علي محمد الصلابي في مقابلة صحفية عن ارتياحه لعملية الإفراج التي وصفها بأنها »خطوة في الطريق الصحيح«. وأشاد بدور سيف الإسلام القذافي في عملية الإفراج، وطالبه بالعمل على إطلاق باقي المعتقلين »خاصة أن ثمة سجناء ما زالوا قيد السجن رغم تبرئتهم من طرف القضاء، إضافة لآخرين انتهت محكوميتهم دون أن يخرجوا من السجن«. ووفقا للصلابي -في تصريحات أخرى لقدس برس- فقد أطلق سراح نحو 100 سجين إسلامي، 45 منهم من الجماعة المقاتلة، و43 من أصحاب الفكر الجهادي، والبقية من جماعات إسلامية متفرقة. ودخل أعضاء الجماعة المقاتلة في محادثات مع سلطات ليبيا استمرت أكثر من عامين لبحث إمكانية إطلاق سراحهم مقابل تخليهم عن العنف. وكما تقول مصادر سياسية وأمنية في ليبيا إن القاعدة حاولت إقناع الجماعة المقاتلة بالانضواء تحت جناحها المغاربي، لكن قيادتها عارضت نهج تنظيم أسامة بن لادن، لأنها ترى أن أسلوبه لن يحمل التغيير في ليبيا. وتحدثت صحف ليبية الشهر الماضي عن كتاب لقيادات مسجونة في الجماعة اعتبرته »نافذة جديدة« للوصول إلى »وجهة رأي معتدلة« لدى الإسلاميين. لكن مفكرين إسلاميين آخرين شككوا في الشرعية الفكرية للكتاب، وقالوا إن قادة الجماعة المسجونين ليسوا أحرارا في التعبير عن آرائهم الحقيقية. وحسب جماعات حقوقية، فقد قتل 1200 من السجناء الإسلاميين في سجن أبو سليم في 1996، على أيدي عناصر من الأمن الليبي الذي كان يواجه هجمات عنيفة من الجماعة الليبية المقاتلة.