كشف قيادي سابق في "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" أن عناصر الجماعة المحتجزين في السجون توصلوا إلى قناعات فكرية تدين العنف المسلح، على غرار تنظيم "الجهاد" المصري. * وفي حوار مع جريدة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن، أكد نعمان بن عثمان الذي كان عضوا في مجلس الشورى التابع للجماعة، أن المحتجزين في سجن "بو سليم" بطرابلس توصلوا لقناعات فكرية تدين العنف المسلح، وأن من مجلس شورى الجماعة يعتزم إعلان مبادرة لوقف العنف.. ولكن المتحدث قال إن الاتصالات بين الجماعة والسلطات الليبية لا تعني أن الطرفين وصلا إلى اتفاق. * وجاءت هذه الخطوة بحسب نفس المسؤول بفعل التسهيلات التي قدمها الأمن الليبي لأعضاء مجلس شورى الجماعة داخل السجون للتقارب والحوار والمراجعة الفقهية. * وتجري السلطات الليبية منذ مدة وعبر "مؤسسة القذافي للتنمية"، التي يرأسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، اتصالات مع قادة الجماعة الليبية المقاتلة، وقد أدت تلك الاتصالات خلال العامين الماضيين من نتائجها الإفراج عن ثلث أعضاء الجماعة، حيث أفرجت عن 60 شخصا من أعضاء التنظيم بعدما تعهدوا بالتوقف عن ممارسة أي نشاط ضد النظام. * وبحسب نعمان بن عثمان، فإن رأس الهرم في الجماعة الليبية المقاتلة، ويسمى عبد الله الصادق، محتجز هو الآخر في سجن بو سليم مع قيادات "القاعدة"، كتب منذ أيام رسالة خطية إلى سيف الإسلام القذافي يشكره على مبادرة فتح الحوار مع الإسلاميين الليبيين، بغض النظر عن النتائج المرتقبة. * ويؤكد نفس المتحدث أن عناصر الجماعة المقاتلة طلبوا منه إيصال رسالة إلى عدد من الناشطين الليبيين في الخارج لإبلاغهم بموضوع الحوار الذي يجرونه مع النظام الليبي، وأيضا لاستشارتهم في أي قرار يتخذونه. ويقول نفس المصدر إنها المرة الأولى التي يسعى فيها قادة هذه الجماعة إلى إشراك رفاقهم في الخارج في موضوع الاتصالات مع السلطات الليبية، خصوصا وأن بعضهم يقود جماعات مسلحة معروفة تخوض معارك ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، وعلى رأسهم "أبو يحيى الليبي" الذي كان قد توعد الأمريكيين مؤخرا في شريط مصور. * ويذكر أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، كان قد أعلن منذ شهور التحاق "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" بتنظيم القاعدة.. وأسست الجماعة الليبية في بداية تسعينات القرن الماضي في أفغانستان من قبل ناشطين ليبيين قدموا إلى أفغانستان لقتال القوات السوفياتية المحتلة، واختار أغلبهم القتال تحت قيادة القائد الأفغاني عبد رب الرسول سياف، ولكنهم قبل ذلك كانوا قد تأثروا بالشيخ "عبد الله عزام" القريب من نهج الإخوان المسلمين، حيث كان يرى "عزام" أن فرصة تواجد المقاتلين العرب في أفغانستان لابد أن تستثمر من أجل التخلص من الأنظمة المستبدة في العالم العربي. وبعد خروج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان بقي البعض منهم، في حين عاد الباقون، وكان على رأس العائدين شاب ليبي يدعى "عبد الله صادق"، ما لبث أن أنشأ تنظيماً سرياً هدفه قلب نظام الحكم في ليبيا وتحويلها لدولة إسلامية. تزعم "عبد الله صادق" المولود في العاصمة طرابلس وخريج كلية الهندسة التنظيم، وكان من أبرز رجالاته خريج كلية الهندسة التنظيم نائبه "أبو حازم"، في سنة 1993 استقر الصادق في بنغازي وراح يعمل على تجنيد أعضاء جدد في التنظيم الجديد حتى تم اكتشاف أمرهم من قبل السلطات الليبية..