أنهت الجماعة الليبية المقاتلة مراجعاتها الفكرية التي وصفتها ب''الدراسات التصحيحية'' بعد دراسة وحوار قامت به قيادة الجماعة فيما بينها لمدة ثلاث سنوات، وذلك على غرار المراجعات التي أجرتها الجماعة الإسلامية المصرية.وكان من نتيجتها مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة في 1997 وقد صاغت الجماعة الليبية المقاتلة مراجعاتها في421 صفحة تحت رعاية ''سيف الإسلام القذافي'' نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. ووفقا لصحيفة ''''قورينا الإلكترونية''، فإن ''هذه المراجعات ستعرض على شخصيات إسلامية علمية ذات أهمية، وذلك بغرض المراجعة الفقهية والعلمية. وستعاد بعد ذلك للجماعة للضبط والتنقيح النهائي. ومضت الصحيفة تقول'' إن بعض الفقهاء الليبيين ممن اطلعوا على جزء من هذه المراجعات يرون أنها ستؤثر مفصليًا في فكر الجماعات الإسلامية على امتداد العالم الإسلامي فيما يتعلق بالموقف من العنف ورفع السلاح ودور الحوار في بناء المجتمع''. واعتمدت الجماعة في هذه المراجعات على مكتبة فقهية واسعة احتوت على دراسة تأصيلية لعلماء من أمثال ابن رشد وابن القيم وكبار فقهاء المالكية، كما احتوت هذه المراجع على مؤلفات أساتذة ليبيين من أمثال الشيخ الصادق الغرياني وعلي الصلابي وغيرهما. ومن المتوقع أن تحدث هذه الدراسات والمراجعات نقلة مهمة وتصحيحا جذريا بين الشباب ليس على المستوى الليبي فحسب، بل على المستوى الإسلامي عموما، وذلك لما تحمله هذه المراجعات من قيمة فكرية وشرعية وعلمية وذلك لاعتمادها على المراجع الأصيلة ومحققي العلماء. وكانت الجماعة الإسلامية بمصر قد قامت بمراجعة فكرها الجهادي وحذت حذوها الجماعات المسلحة في الأردن، فيما تبقى الجماعات الإرهابية بالجزائر تنتهج أفكارا شاذة لا تمت للإسلام بصلة، الاستثناء الوحيد المسجل في المراجعات الفكرية بالجزائر إنها تمت حالة بحالة وتخص بعض العناصر الإرهابية التائبة التي أقرت بخطا فكرها ومنهجها، وهذا حتى يتمكن النظام من تفكيك الجماهات الإرهابية، وأن لا يبقيها ككيان بعد مرجعاتها مثلما هو الحال في مصر أو الأردن والآن في الجزائر . للتذكير، تأسست الجماعة الإسلامية المقاتلة بليبيا بداية تسعينيات القرن الماضي في أفغانستان من قبل مقاتلين ليبيين قدموا لمحاربة الاحتلال السوفياتي وظلوا هناك بعد رحيل قواته. وقد أعلن وجودها عام. وحدّدت الجماعة التي أعلنت في نوفمبر 2007انضمامها إلى تنظيم القاعدة، هدفًا لها هو الإطاحة بالنظام الليبي وإقامة دولة إسلامية بدلاً منه. وكان أبو ليث الليبي الذي كان يوصف بأنه أحد أبرز مساعدي زعيم القاعدة أسامة بن لادن، يقود هذه الجماعة قبل أن يقتل في فبراير 2008بصاروخ أمريكي في المناطق القبلية شمال غرب باكستان.