تواصل الجزائر ومصر التشاور السياسي وبحث الملفات الاقتصادية في لقاء يجري اليوم بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، حيث سيكون العدوان الصهيوني على غزة والتدهور الأمني في ليبيا في صلب محادثات الطرفين. يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية المصرية ، وزير الخارجية رمطان لعمامرة لاستعراض عدد من القضايا العربية والأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة ما يتعلق بالأوضاع الأمنية في ليبيا. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة ل20 أوت، قد شدد على أهمية الاستقرار الأمني في ليبيا وتثير ذلك على دول الجوار، وذكر بسياسة الجزائر القائمة على حسن الجوار مع الجميع دون تدخل في شؤون أحد الجزائر ، مبرزا الجهود الجزائرية» لوقف الهيمنة وإراقة الدماء وتفكيك الأنظمة«. وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد أكد عقب انتهاء أشغال الاجتماع السادس للجنة الإستراتيجية الجزائرية المالية المنعقد بالجزائر الخميس الماضي، أن الجزائر هي التي بادرت بالدعوة إلى »إنشاء مجموعة دول الجوار لليبيا لبحث حل للأزمة السياسية بهذا البلد الشقيق عن طريق الحوار بين الفرقاء«، مشيرا إلى أن الجزائر »تتقاسم مع كافة الدول المجاورة الرغبة في مساعدة الأطراف الليبية لإطلاق حوار وطني شامل وصولا إلى مصالحة وطنية تدعيما للخطوات التي قطعت على درب بناء دولة المؤسسات بما في ذلك البرلمان الذي انتخب مؤخرا والحكومة التي ستنبثق من هذا البرلمان«. وأكد لعمامرة أن قناعة الجزائر مبنية على »التجربة المريرة« التي عاشتها ليبيا الشقيقة والتي »أثبتت أنه لا يوجد حل عسكري ولا بد من حل سياسي«، مضيفا أن »الجزائر تتطلع إلى اليوم الذي سيتم فيه جمع كافة الأشقاء والفعاليات الليبية كما هو الشأن اليوم بالأشقاء في المالي«. وينتظر من خلال اللقاء بين السيسي ولعمامرة، استعراض نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس المصري للجزائر في أواخر جوان الماضي ومقابلته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وما أسفرت عنه من الاتفاق على توسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين مصر والجزائر خاصة ما يتعلق بالطاقة والغاز الطبيعي. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول زيارة له للجزائر يوم 25 جوان الماضي قد صرح أن زيارته للجزائر تهدف إلى »إطلاق تفاهم حقيقي و رؤية مشتركة للمصالح و القضايا و التحديات المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة«، وأشار إلى وجود »علاقات وموضوعات إستراتيجية مشتركة وكذا قضايا كثيرة تحتاج من الجزائر و مصر العمل سويا ، مؤكدا أن الزيارة تأتي »للتأكيد« على ذلك و الشروع في العمل خلال الأيام القادمة«. إلى ذلك، كشف وزير البترول المصري شريف إسماعيل في ندوة صحفية، أول أمس، أنه يتم حاليا استيراد غاز مسال من الجزائر، وأنه يتم حاليا تباحث استيراد المزيد من الغاز الطبيعي لدعم شحنات الغاز التي تم الاتفاق عليها. وتضمنت مفاوضات السيسي توريد شحنات من الغاز الطبيعي من أجل تلبية الاحتياجات السوق المصرية، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في استهلاك الغاز في مصر، حيث يتوقع أن تستورد مصر نحو 500 مليون قدم مكعب غاز طبيعي يوميًا من الجزائر، بتمويل من الإمارات ضمن المنحة المقدمة لمصر، و رأى عديد من الخبراء الاقتصاديين المصريين أن الصفقة تمت بسعر ممتاز.