السيسي يبحث مع رئيس الجمهورية تنسيق مواقف البلدين لمواجهة تداعيات الانفلات الأمني في ليبيا أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، أن الهدف من زيارة العمل التي قام بها أمس الأربعاء إلى الجزائر هو "إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية مشتركة للمصالح والقضايا والتحديات المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة". الرئيس المصري الذي اختار الجزائر لتكون أول محطة خارجية يزورها منذ انتخابه نهاية ماي الفارط، و الذي استقبل أمس من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، و الذي أجرى معه محادثات حضرها رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال و وزير الطاقة يوسف يوسفي، أكد في تصريح صحفي على وجود علاقات وموضوعات إستراتيجية مشتركة بين مصر و الجزائر، وكذا قضايا كثيرة تحتاج من الجزائر و مصر إلى العمل سويا . وقال السيسي أن زيارته تأتي للتأكيد على ذلك، مبرزا أهمية تنسيق مواقف البلدين على مستوى التعاون الأمني، سواء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أو فيما يتعلق بمواجهة انعكاسات الأوضاع المتردية في ليبيا و منطقة الساحل ككل. و أشار السيسي إلى أن البلدين سيشرعان في العمل على هذه المسائل خلال الأيام القادمة. وفي مقطع من الحوار بين الرئيسين تم بثه على أمواج الإذاعة الوطنية والتلفزيون، قال السيسي لبوتفليقة أنه جاء لتهنئته من أجل إعادة انتخابه فشكره بوتفليقة وسأله عن الأحوال في مصر قبل أن يتطرق للفريق الوطني وقال لضيفه أن العاهل السعودي الملك عبد الله هاتفه بعد فوز المنتخب على كوريا.و كان الوضع في الساحل تحت تأثيرات التطورات الحاصلة في مالي و الانفلات الأمني الخطير في ليبيا بين المواضيع الأساسية التي تطرق إليها الرئيسان بوتفليقة و السيسي، باعتبار أن البلدين يملكان حدودا مع ليبيا التي ازدادت فيها الأوضاع تفاقما بفعل انتشار المليشيات المسلحة و تدفق الأسلحة بعيدا عن رقابة السلطة التي تشهد انقسامات لا تكاد تنتهي.و بحث الطرفان إمكانية و سبل تطوير التنسيق الأمني بينهما لمواجهة انعكاسات تداعيات الأوضاع في ليبيا، و كذا تطوير عمل مشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتهديدات المرتبطة به. كما كان الجانب الاقتصادي حاضرا في محادثات الرئيسين، لا سيما, أن مصر تسعى إلى زيادة حصصها من الغاز الجزائري، مثلما ترغب أيضا في إعطاء دفع جديد لاستثماراتها بالجزائر التي شهدت تراجعا في المدة الأخيرة، حيث تراجعت الاستثمارات المصرية بالجزائر من 6 مليار دولار إلى 1.5مليار دولار وانخفاض حجم الجالية المصرية بالجزائر من 36 ألفا إلى نحو 4 ألاف خلال نفس الفترة . ووجه الرئيس السيسي "التحية و التقدير" للجزائر شعبا ودولة وقيادة، مشيرا إلى أنه يريد أيضا من خلال زيارته, تقديم التهنئة شخصيا للرئيس والشعب الجزائري على الاستحقاق الرئاسي ليوم 17 أفريل الماضي. و من جانبه، اعتبر وزير الخارجية رمطان لعمامرة أمس، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجزائر تأتي في وقتها المناسب وتحمل أكثر من دلالة وترمز للعلاقة الوطيدة بين البلدين. وقال لعمامرة، إنه ووزير الخارجية المصري، التقيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة في مالابو بغينيا الاستوائية، ويتطلعان إلى توجيه استراتيجي من الرئيسين، وسوف يتبلور ذلك في تنسيق أكبر للعمل المصري الجزائري المشترك في مختلف المحافل الدولية. وحول الوضع المتدهور في ليبيا وأهمية قمة السيسي بوتفليقة لمواجهة التحدي في ليبيا، قال العمامرة "إننا ننسق مع الإخوة المصريين فيما يتعلق بليبيا والأوضاع على الساحة العربية ككل، وفيما يخص سوريا والعراق ولنا تحاليل متطابقة ولدينا القدرة على العمل المشترك مع أشقائنا الآخرين من أجل تغيير وضعنا، وقال إننا على وشك تقديم إسهام كبير في مجال العمل العربي المشترك وكذلك الأفريقي المشترك .للإشارة، فإن زيارة الرئيس السيسي إلى الجزائر التي اختتمها أمس جاءت بدعوة من رئس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.