تتوفر ولاية الطارف على عدة إمكانيات سياحية، فبالإضافة إلى الشريط الساحلي الذي يمتد إلى مسافة 90 كلم، تتربع الحظيرة الوطنية بها على مساحة تزيد عن 8 ألاف هكتار، والتي تعتبر ملجأ كل أصناف الطيور، ورغم كل هذه الكنوز الطبيعية، إلا أن السياحة بالطارف ظلت رهينة التأخر التنوي الكبير طيلة 30 سنة كاملة، مما أدى بالمسؤولين إلى إطلاق عدة مشاريع خاصة بتهيئة مداخل الولاية الأربعة وانجاز مساحات خضراء، وهي العمليات التي رصد لها 100 مليار سنتيم، بالإضافة الى إنجازعدة مشاريع أخرى، على غرار القرى السياحية العائمة والفنادق الضخمة، تهدف في مجملها إلى تحقيق مشروع مدينة حقيقية وعاصمة للسياحة بمواصفات عالمية. انبثقت ولاية الطارف عن التقسيم الادراي سنة ,1984 تقع في أقصى الشرق الجزائري، يحدها من الشمال كما هو معروف البحر الأبيض المتوسط ، من الجنوب ولايتي سوق اهراس وقالمة . ومن الشرق الجمهورية التونسية ومن الغرب ولاية عنابة، تتربع على مساحة قدرها 65,2891 كلم مربع عدد سكانها 352588 نسمة، تعتبر من أكثر المناطق رطوبة إذ يتراوح تساقط الأمطار بها سنويا ما بين 800 ملم و1300 ملم وهذه الكمية كافية لتنوع غطائها النباتي الدائم الخضرة . فالتساقط الوفير للمياه سنويا والتربة الملائمة، حققا الشروط الكاملة لحياة أنواع مختلفة من النباتات و الحيوانات، مما جلب اليها الإنسان القديم الذي كون بدوره حضارات مختلفة، لا تزال أثارها ومعالمها منتصبة شاهدة على ثرائها، إذ وجد بها أكثرمن 132 موقعا لما قبل التاريخ وأكثر من 100 موقع آخر يعود لحضارات مختلفة ) الفنيقون، الوندال ، الرومان والبيزنطيون وصولا الى الحضارة الاسلامية والعثمانية والحقبة الاستعمارية ( . وتتشكل الآثار التي تعود إلى العصور القديمة من مقابر،عثر بجانبها على آثار نشاطات صناعية تتعلق بمعاصر الزيتون ، وقطع خزفية تحمل لمسات حضارية رومانية بمنطقة الغرة التي تقع على علو1200 مترببليدة بوقوس ومنطقة وادي الحوت ببلدية رمل السوق . كما اكتشف بالولاية مواقع أثرية بمنطقة الشافية على ايدي الخبراء الايطاليين وأخرى بالقالة القديمة وشاطئ مسيدة بذات المدينة ، لكن يبقى قصر لالة فاطمة الذي يعود إلى العهد الروماني قائما بالمنطقة رغم آثار الزمن وذلك بالعيون بالشريط الحدودي مع تونس الشقيق ، شاهدا بذلك على تعاقب العديد من الحضارات القديمة، كما تبقى الآثار الرومانية بنصبها الحجرية المتعددة الأشكال والأحجام ، وكذا المعابد والمقابر المكتشفة بالبلديات الساحلية كالقالة والسوارخ وسيدي مبارك وبريحان شاهد على ذلك ... أما المعالم المصنفة فنذكرالكنيسة بالقالة وهي مصنفة بتاريخ 1953 ، الحصن الفرنسي مصنف بتاريخ 1930 ، حيث تسعى مديرية الثقافة بالولاية وبالتنسيق مع الجهات المختصة لتصنيف قلعة الطاحونة بالقالة وقصرلالة فاطمة، الذي قيل أنه قد جرد وصنف منذ أشهر. أما في الفترة المعاصرة، فالموقع الاستراتيجي للولاية جعلها من أهم بوابات الناحية الشرقية لمرور قوافل ومؤن الجيش أو بتعبير سكان المنطقة والمختصين بعاصمة القاعدة الشرقية . كل تلك الخصوصيات والمقومات، التي تروي تاريخ الولاية العريق وتاريخ رجالاتها وبطولاتهم بالإضافة الى السياحة، كل هذه المؤهلات لم تشفع للولاية بالتقدم ولو نصف خطوة، فالطارف غيبت بتعبير زوارها وسكانها لمدة 30 سنة كاملة، جعلت منها شبيهة بالمدينة التي سقطت بها قنبلة » هيروشيما« الشهيرة دمرت كل مظهر من مظاهر التقدم والتنمية . بالإضافة إلى أكبر دليل على الإهمال التنموي والركود، الذي أضر بالولاية وسكانها وزوارها، حسب الخبراء والمتتبعين للشأن المحلي التنموي الذين التقتهم »صوت الأحرار « وحدثتهم في الموضوع ، أكدوا عن تضييع 36 ألف مليار سنتيم ، فيما لاتزال الطارف على حالها و تواجه مشاكل ، 516 عملية بمجموع تجاوز ال5 آلاف مليار سنتيم في مختلف البرامج ، منذ إنشائها سنة 1984 إلى سنة ,1999 ضاعت في باطن الأرض، في عمليات وصفت بالفاشلة، للتطهير والحماية من الفيضانات التي لازالت الطارف تعاني منها. وتوالى الفشل نفسه وتبديد المال العام في 123 عملية مماثلة،حسب ذات المصادر، بمجموع 3 آلاف مليار سنتيم ضمن برامج المخططات الثلاثة 1999 إلى ,2013 دون تغيير واقع طوفان تلك الفيضانات التي تعيق باقي مشاريع العمليات التنموية بجميع القطاعات، إذ لم تنفع عمليات الضخ السنوي للأموال في النهوض التنموي المنشود، وقد تجاوزت في مجموعها على مدى 30 سنة من إنشاء الولاية، 137 ألف مليار سنتيم ، لتصنّف في آخر المطاف بأن تخلفها التنموي يعادل 20 سنة عن ركب نظيراتها من الولايات المنبثقة في التنظيم الإقليمي نفسه لسنة ,1984 رغم ثرواتها الطبيعية في الفلاحة والغابات والسياحة والصيد البحري وثروتها المائية الضخمة التي بإمكانها أن تموّن 4 ولايات في الجوار. الشريط الساحلي ... تنوع استثنائي ونظام بيئي ساحر تتوفر، ولاية الطارف على شريط ساحلي يمتد على مسافة ال90 كم ، يحدها شرقا الحدود الجزائريةالتونسية وبالضبط مصب واد السواني ) السبعة( ، وغربا مصب بحيرة بوخميرة وواد الخليج، اللذان يحدان في نفس الوقت الشريط الساحلي لولايتي عنابة والطارف على كامل المنطقة الساحلية، تمتد الكثبان على مسافة 52,56 كم اي بنسبة 8,62 بالمائة من طول الواجهة البحرية للولاية . أما الارتفاع من 32 شمال غرب بحيرة الملاح إلى 185 متر شرق كال بريزوني، ويتميز الشريط الساحلي للطارف كذلك بنظام بيئي كثباني ذو أهمية بيئية خاصة تتجلى في السفوح والتلال والجبال والسهول الساحلية والشواطئ الطبيعية، بالإضافة إلى كتلة غابية متكاملة وأراضي زراعية ومناطق رطبة متكاملة أيضا. ومن مصب بوخميرة إلى غاية كاب روزا يوجد أكبر شريط كثباني من الدهر الراب والذي يمتد بمحاذاة البحر بطول 25,41 كم أما باقي المنطقة الساحلية يتكون من سواحل صخرية وجرفات وخلجان وشواطئ هذه الأخيرة تمثل 26 شاطئ، منها 12 شاطئ ممنوع السباحة فيه لعدم توفر طريق مهيئ . وعلى امتداد 77 منطقة رطبة نوميدية شرقية، تقع 50 منها على مستوى ساحل ولاية الطارف، ثلاثة منهم مسجلة في اتفاقية رامسار الدولية وهما الأوبيرا، طونغة وبحيرة الطيور، وتشغل هذه البحيرات بالإضافة إلى بحيرة الملاح ومكرادة 32 بالمائة من المساحة الإجمالية للمنطقة وهي ذات أهمية ايكولوجية ، لأنها حسب أهل الاختصاص، تعتبر من المناطق التي تمرعليها طيورالماء المهاجرة، كما أنها تعد من الغرب أهم المناطق الشتوية لما يقارب ال75 بالمائة من طيورالماء المحصاة في الجزائر. ومعلوم أن الطارف، تتوفر أيضا على الحظيرة الوطنية التي تتربع على مساحة تقدر بأكثر من 8 آلاف هكتار ، تتميز بتنوعها الكبير وأنماط بيئية متنوعة بدورها تعتبر ملجأ لمختلف الطيورالمهاجرة والقارة، بالإضافة إلى أن الولاية أراضيها الشمالية تتميز بتكوين جيولوجي يسمح لمياه الأمطار بالتجمع في أحواض باطنية، ينجم عنها وفرة في مياه الينابيع التي تمون تلك البحيرات المختلفة وتجعل كثيرا من النباتات تنمو وتتكاثر، أما غاباتها فتبلغ نسبتها ال60 بالمائة من المساحة الكلية للولاية، تتألف من أشجار الزان ، الصنوبرالبحري والفلين وغيرها ، مساحة أراضيها الفلاحية أكثر من 74 ألف هكتار، ناهيك عن العديد من المميزات التي تجعل كنوز الطارف دائمة الخضرة ووجهة كل باحث عن الجمال والراحة النفسية والجسدية . 100 مليارسنتيم لمحو آثارالتأخر التنموي تحدثت تقاريرصادرة عن المجلس الشعبي الولائي ، خلال السنة الجارية 2014 ، في احدى دوراته العادية التي حضرأشغالها ولأول مرة واليا جديدا ينصب أسابيع قليلة فقط من انطلاقها ، عن تسجيل 500 مشروع معطل منذ سنوات من البرنامجين الخماسيين، في مختلف القطاعات لاسيما منها الحساسة، حيث طالب أعضاء المجلس والمنتخبين بضرورة إعادة بعث هذه المشاريع المهمة، لتستفيد منها الولاية التي تعاني في مجال التنمية كثيرا . من جهته والي الطارف، عبر عن استيائه الشديد، حيث طالب هو الآخر بضرورة العمل على ترقية ولاية الطارف، التي اعتبرها جنة فوق الأرض، لها من المقومات ما يجعلها تنافس زميلاتها من الولايات المجاورة، حيث رفع التحدي وسطر استراتيجية عمل جديدة، ترتكز على المتابعات، خاصة المشاريع المتوقفة ، التي أكد مؤخرا أنها إنطلقت جميعها حسبه ويتابعها شخصيا يختمها باجتماع تقني تقييمي تقريبا أسبوعيا، وهو الامرالذي سمح بتفعيل ورشات العمل وجعلت الولاية ورشة حقيقية مفتوحة ترجمتها المشاريع الضخمة، التي ركزت في البداية وكأكبر تحدي على جعل الولاية مدينة حقيقية ، خاصة وأنها تفتقر لمواصفات المدينة وللأسف لأكثر من عقدين من الزمن . فكل مداخلها مشوهة ، تشمئز لؤيتها نفوس أهلها ما بالك بزوارها ، أوساخ وحشائش بالإضافة إلى أن المدخل الرئيسي، تونس لا يوحي أبدا أنك في ولاية عمرها 30 سنة، وهو ما انتقده الوالي ، حيث كشف عن مشروع ضخم في هذا الإطار مع مديرية التعمير ويخص تهيئة مداخل الولاية الأربعة لإعطائها مواصفات المدينة، ناهيك عن انجاز مساحات خضراء وغيرها و قد رصد للعملية حسب الوالي ومديرالتعمير 100 مليار سنتيم ، ناهيك عن العمليات الأخرى التي ستمس بقية المناطق، لاسيما الجهة الغربية التي تسجل نصف تعداد سكان الولاية وموقعها الاستراتيجي الهام منتجعات سياحية وفنادق فخمة الولاية 36 ، التي يميزها طابع الفلاحة والسياحة، بإمكان أهلها وسواحها بعد سنتين ، أن يستمتعوا بالوجه الجديد للمنطقة، والسبب نهضة سياحية عملاقة ستعرفها الولاية تترجمها المشاريع الضخمة التي ستنجز في وقتها، كالقرى السياحية العائمة، الفنادق الفخمة والمركبات السياحية، والتي انطلقت فعليا في بعض المناطق التي ستمكن الجميع من الاستمتاع بجمال ساحروخلاب آسر للقلوب كان مخفي ومجهول لعشرات السنين . حيث ساهم ، التحدي الكبيروالتحرك الفعلي والجدي لوالي الطارف ، من خلال الاستثمار في قطاع أصبح هو المستقبل ورأى أنه مهمل أيما إهمال في ولاية كان بإمكانها أن تكون قطبا سياحيا بامتياز. . وفي هدا الإطار، أفضت الاجتماعات الماراطونية والتقنية مع جهازه التنفيدي والمستثمرين ، إلى إعلانهم عن استعدادهم للاستثمار في ولاية الطارف بمشاريع ضخمة جدا، ستساهم بشكل كبيرفي إبراز الوجه الجمالي والسياحي الحقيقي والخفي للولاية ، هي تبدو في الحقيقة مجسدة إلا في الأحلام بالنسبة لمواطنيها على وجه الخصوص، الذين لم يصدقوا أنهم سيستفيقون من حلم عمره ثلاثة عقود من الزمن بسبب البيروقراطية وتعنت بعض المسؤولين وتلاعب البعض الآخر. فحسب الوالي محمد لبقة ومدير السياحية عبد النور ياحي ،فإنه من المنتظر أن تعرف الطارف انجاز قرى سياحية ومركبات سياحية ضخمة ، بالإضافة إلى فنادق فخمة تلبي حاجيات الولاية والمصطافين والسواح القادمين من مختلف ربوع الوطن وحتى من الخارج تكون في مناطق مختلفة من الولاية ذات موقع استراتيجي هام ، على غراربلدية الشط التي تم فيها اختيار 9 أرضيات وخمسة بمنطقة البطاح المهملة لسنوات بذات البلدية ، والتي من شانها حسب ذات المصادر أن توفر 2264 منصب ، و4630 سريرحيث انطلقت فعليا في الانجاز ، ناهيك عن انجاز 13 فضاء في الغابات و5 أماكن للراحة بالإضافة إلى تهيئة وإعادة الاعتبار للمنابع الحموية الخمسة ومناطق التوسع السياحي الخمسة .