كانت شلالات الأخضرية بولاية البويرة إلى وقت قريب تستقطب العديد من الباحثين على الراحة والإستجمام من مختلف مناطق الوطن بالرغم من إفتقار المنطقة إلى أبسط المرافق الضرورية، إلا أنها كانت الملاذ المفضل للشباب والعائلات لقضاء بعض الأوقات من الراحة والإستمتاع بتضاريس المنطقة وتدفق مياه الشلالات. الشلالات التي تغازل بجمالها مستعملي الطريق الوطني رقم ,5 كانت الملاذ المفضل لأغلبية الشباب والعائلات الباحثة عن بعض الراحة والهدوء بعيدا عن ضوضاء المدينة ومشاكل الحياة اليومية، حيث يجد كل من يقصد المنطقة راحتهم التامة في الإستمتاع بمياه الشلالات المتدفقة على مدار السنة والمناظر الطبيعية الخلابة. منذ فترة قصيرة كانت منطقة الشلالات تعج بالعشرات من طاولات الشواء التي تعرض مختلف أنواع المشويات على غرار طائر السمان والأرانب، إضافة إلى الدجاج ولحم الخروف، وكانت جوانب الطريق الوطني رقم 05 بمحاذاة الشلالات تعج بالعائلات التي تقصد المنطقة للتمتع بلذة الشواء وجمال الشلالات في آن واحد وكانت الحركة الدائمة هي الصفة المميزة للمنطقة، ولكن اليوم كل شيء تغير فلا طاولات شواء ولا عدد كبير من العائلات ولا حركة كما في السابق، فبعد فتح الطريق السيار شرق-غرب توقف كل شئ تقريبا، حيث قل مستعملي الطريق الوطني رقم ,5 مما قضى على أحلام الكثير من الشباب الذين كانوا يسترزقون من بيع الشواء وذهب معهم الآلاف من السياح، الذين كانوا يصنعون جوا خاصا بالمنطقة. قال بعض ممن التقينا بهم في المنطقة، أنه خسارة كبيرة أن لا تعير الجهات المعنية أهمية خاصة إلى هذا الموقع السياحي الجذاب، الذي يمكن أن يتحول إلى قطب سياحي هام في البلاد لو يتم إستغلاله أحسن إستغلال، وذلك عن طريق إنشاء بعض الفنادق والمطاعم وفتح المسالك الجبلية وتوفير»التليفريك« لتمكين السياح من التنقل إلى قمة الجبال الصخرية واستكشاف المنطقة. وأضاف أحدهم قائلا بأن عدد السياح بدأ يقل تدريجيا منذ توقف باعة الشواء عن العمل، على إثر فتح الطريق السيار، مضيفا أن هؤلاء الباعة، كانوا يوفرون الطعام ومختلف المشروبات التي يحتاجها السياح ولكن اليوم يتفاجأ قاصد المنطقة بحالة العزلة التي آلت إليها خاصة مع انعدام وسائل النقل التي توصل إلى المكان. وأدى قلة الحركة وغياب الأمن بالمنطقة إلى تحولها من منطقة سياحية هامة إلى ملاذ للمنحرفين ومتعاطي الخمور والمهلوسات، حيث لفت انتباهنا أثناء تواجدنا بالمنطقة عدد كبير من قارورات الخمر مرمية على حواف الطريق، إضافة إلى مجموعة من المنحرفين المنشغلين بلعب النرد كما لفت إنتباهنا وجود بعض الشباب المخمورين، الذين يتجولون ويتمايلون ويتكلمون بكلام غير مفهوم وهو ما يعني أن المنطقة لم تعد صالحة لاستقبال العائلات لتصبح بذلك شلالات الأخضرية التاريخية منطقة غير سياحية تحتاج لتكاثف جهود جميع الجهات المعنية من أجل إعادة الحياة إلى خزان سياحي هام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .